أعلنت واشنطن في 15 من أكتوبر/تشرين الأول عن عزمها تمديد عمل القوات الأمريكية في أفغانستان البالغ قوامها 9 آلاف و800 عسكري لعام أخر.
الناتو يرحب بقرار أوباما إبقاء القوات الأمريكية في أفغانستان هل أبقى أوباما قواته العسكرية في أفغانستان ردا على العملية الجوية الروسية في سوريا؟وتحججت الإدارة الأمريكية بأن السبب في هذا القرار يرجع إلى أن حركة "طالبان" الإرهابية تستجمع قواها ومن الممكن أن تقوم بالتحالف مع تنظيم "الدولة الإسلامية".
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما ذكر عام 2011 أن "الحرب مع (طالبان) في مراحلها الأخيرة"، إلا أن الأحداث الأخيرة عكست غير ذلك.
وتحدث أوباما الخميس الماضي في البيت الأبيض قائلا "لقد قررت أنه بدل إبقاء الجنود الأمريكيين في سفارة الولايات المتحدة بكابل بعد العام 2016، سنبقي على 5 آلاف وخمسمئة عسكري في بعض القواعد بأفغانستان، في باغرام وجلال آباد وقندهار".
وأضاف الرئيس الأمريكي أن هؤلاء العسكريين المتبقين "سيقومون بتدريب قوات الأمن الأفغانية وكذلك المشاركة في عمليات مكافحة الإرهاب"، معتبرا أن "هذا القرار سيسمح باستمرار جهودنا في تدريب قوات الأمن الأفغانية، ما سيجعلها أقوى أكثر"، مشيرا إلى الوضع الأمني "الهش" في هذا البلد.
madardaily.comحركة "طالبان" الإرهابية تستجمع قواها
وبين أوباما أن "هذه المهمة حيوية للأمن القومي الأمريكي"، ووجه خطابه لحركة "طالبان" مؤكدا أن "الطريقة الواقعية الوحيدة لبلوغ سحب كامل للقوات الأمريكية والأجنبية من أفغانستان، هي تسوية سياسية مستدامة مع السلطات الأفغانية".
جدير بالقول إن باراك أوباما كان يشدد دائما في السابق على أن جميع العسكريين الأمريكيين في أفغانستان سيعودون الى الوطن حتى نهاية العام 2016 باستثناء من سيقوم بحماية السفارة الأمريكية في كابل.
وبهذا الشكل، نكث الرئيس الأمريكي بوعد آخر قطعه حتى نهاية فترة رئاسته، مما يعني أن المشاكل التي لم يحلها أوباما سيورثها للرئيس القادم الذي سيدخل البيت الأبيض عام 2017.
الجدير بالذكر أن تكلفة الحرب في أفغانستان بلغت أكثر من ترليون دولار أمريكي وراح ضحيتها 90 ألف شخص.
وبحسب معطيات الأمم المتحدة، فأن حركة "طالبان" المعارضة في أفغانستان قد عززت من قدراتها في السنوات الأخيرة ، وأن أعدادا من المتشددين التابعين للحركة انضموا إلى صفوف "الدولة الإسلامية" التنظيم الأكثر إرهابا في العالم.
من جهته، يرى المحلل السياسي والخبير في شؤون الأمن آيوان آيلاند "أن انضمام المتطرفين غير الراضين عن سياسة طالبان إلى داعش يرجع إلى الخصام بين هاتين الحركتين، وهذا الأمر يولد بيئة شبيه لما يحدث في سوريا، ولكن بحجم أصغر".
داعش أكثر رعبا من تنظيم القاعدة
وتعتبر المجاميع السورية، التي تدخل ضمن تكوين "الدولة الإسلامية"، من الجماعات المعارضة للرئيس السوري بشار الأسد، وهي تتلقى دعما من الغرب وبعض الدول الاقليمية.
أما فيما يتعلق بالجهاديين في ليبيا فقد عززوا من مواقعهم بعد الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي بمساعدة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو.
وفي اليمن، يرى عناصر القاعدة الذين بايعوا "داعش"، أن تنظيم القاعدة وفي المرحلة الحالية، في مستوى ضعيف من ناحية القوة والعدوانية.
في العراق لم يكن هناك وجود للقاعدة قبل أن يطيح الأمريكيون بنظام صدام حسين، وتم تشكيلها بعد عام 2003 لمحاربة الجنود الأمريكان، ومن ثم تحولت إلى تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأضاف آيلاند "أن "داعش" أكثر رعبا من القاعدة في العراق، التي تشكل (أي القاعدة) الفريق الأساسي في تكوين التنظيم الإرهابي".
يذكر أن التنظيمين "طالبان" و "الدولة الإسلامية" أعلنا الجهاد على بعضهما البعض، حتى يونيو/حزيران الماضي، حين وجهت طالبان رسالة لنظيرتها تدعوها للسلام والوحدة.
https://telegram.me/buratha