هي واحدة من أغنى الأنظمة الاستبدادية في العالم، وأحد عجائب العالم العربي المتأنقة بالزخارف التي تم ابتياعها باستخدام عائدات النفط الهائلة. مع ناطحات سحاب شاهقة ومراكز تسوق ضخمة وثروات شخصية مذهلة.
هذه الثروة تشتري السلطة والنفوذ في أوروبا، وبالأخص بريطانيا التي تعتبر الهدف الأول حاليا. ولكن الآن فقط يمكن الكشف إلى أي مدى بلغت الإمارات العربية المتحدة في الوصول بهذا النفوذ والتأثير.
صحيفة «ميل أون صنداي» يمكن أن تظهر كيف أن الإمارات العربية المتحدة، التي تشتهر بمنتجعاتها الشاطئية الجذابة في دبي، مولت شبكة سرية تربط بين الشخصيات الأقوى في بريطانيا ودول الخليج. والتي شملت بعضا من أقرب مساعدي «ديفيد كاميرون» رئيس الوزراء. حيث يعتقد أن الإمارات قد سعت إلى التحكم في السياسة البريطانية لتتناسب مع الطموحات السياسية الخاصة بها في مواجهة منافسيها في الشرق الأوسط.
استهدفت الشبكة الإماراتية بنجاح كبرى الصحف البريطانية والصحفيين بما في ذلك صحفيين في هيئة الإذاعة البريطانية المرموقة «بي بي سي» مما أدى إلى هجمات فاضحة ضد خصمها اللدود، قطر. كما قامت الإمارات العربية المتحدة بحملة دبلوماسية لإقناع رئيس الوزراء البريطاني «ديفيد كاميرون» لإجراء مراجعة مفاجئة لأنشطة جماعة الإخوان المسلمين بينما تستهدف المعارضين والنشطاء الذين سلطوا الضوء على السجل المروع لحقوق الإنسان في البلاد.
الوثائق المسربة التي حصلت عليها الصحيفة تؤكد أن حكام دولة الإمارات العربية المتحدة قد واصلوا السعي إلى تحقيق أهدافهم من خلال التوقيع على عقد امتد إلى 6 سنوات بقيمة 60 ألف جنيه إسترليني شهريا مع شركة ضغط سياسية في لندن، وهي شركة «كويلر الاستشارية»، المملوكة جزئيا من قبل «اللورد شادلينجتون» رئيس فرع حزب المحافظين في دائرة كاميرون في ويتني، أوكسفوردشاير.
وينص العقد على أن تعمل «كويلر» على «تعزيز وتحقيق أهداف السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة» على أن تتم إدارة «جميع أنشطة هذا التعاقد في سرية تامة».
بشكل حاسم، تكشف رسائل البريد الإلكتروني قيام أحد الأعضاء الرئيسيين في فريق «كويلر» بلقاء أحد الصحفيين المؤثرين حيث مرر له ملفا سريا طلب منه أن يستخدمه، مؤكدا أن هذا الأمر لا علاقة له بالعمل لدى الإمارات العربية المتحدة وأنهم، أي الإماراتيين، لا يعلمون أي شيء بخصوصه. ولكنه قام بعد ذلك على الفور بإبلاغ زملائه ورؤسائه في الشركة في لندن والخليج حول اللقاء واعدا إياهم بالمزيد في المستقبل.
هذا الأسلوب يمثل خرقا محتملا لمعايير عمل جماعات الضغط التي تقول « كويلر» الآن أنها تنتقده. ومن ثم فإن أرباب العمل في الخليج كانوا يدركون مدى الضرر الذي يمكن أن يحدث في حال تم إعلان الأمر على الملأ. على حد تعبير أحد كبار المسؤولين في الإمارات العربية المتحدة، فإنه يخاطر بصناعة صورة أن بلاده «تتدخل في شؤون المملكة المتحدة».
https://telegram.me/buratha