التقارير

ما مردّ تقاطر مسؤولي التحالف الدولي على بغداد؟

1623 11:32:46 2015-10-25

قبل أيام وصل الجنرال جوزيف دنفورد رئيس هيئة الأركان الأمريكية لأربيل، وبعده بيومين حصلت عملية إنزال أمريكي في كركوك أثارت جدلا عراقيا واسعا بين مؤيد ومعارض.

المراقبون يرون أن عملية الإنزال كانت استعجالا أمريكيا ورد فعل أكثر منها فعلا محسوبا بدليل مقتل رقيب في الجيش الأمريكي.. يضاف إلى ذلك تطورات معارك بيجي التي نجحت تحت رعاية غرفة التحالف الرباعي، فيما فشلت حتى الآن عملية تحرير الرمادي والتي من المفترض أن تتم تحت رعاية التحالف الدولي. ومما زاد من صحة هذا التفسير قيام الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتعيين جنرال جديد هو برت ماكروغ موفدا للتحالف.. خطوة جاءت بعد لقاء لافروف وناصر جودة في فيينا واتفاقهما على تنسيق روسي أردني ضد داعش.

إلى ذلك يدور حديث عن إرسال قيادة داعش تعزيزات من محافظة الرقة السورية ومن أراضي العراق إلى غرب سوريا. على أثر هذا الأمر، أعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع النيابية حاكم الزاملي اتفاق العراق مع روسيا التي تقود مركز المعلومات الرباعي على ضرب جميع أرتال داعش القادمة من سوريا إلى العراق.

وقال الزاملي في بيان نقله تلفزيون العراقية الرسمية إن مركز المعلومات الرباعي ما زال فتياً لكنه ساهم بجزء بسيط في حسم معركة بيجي في ساعات قليلة جدا وبأقل خسائر في الأرواح والمعدات، مبينا حصول العراق على معلومات مهمة من سوريا بخصوص مواقع داعش، مضيفاً أن الضربات الروسية أضعفت داعش في العراق.

من جانب آخر، فإن تحرير قضاء بيجي الذي نفذته القوات الأمنية وفصائل الحشد الشعبي وأبناء العشائر تحت رعاية غرفة بغداد الرباعية يعد نموذجاً ناجحاً للجهد المشترك للدول الأربع، وهذا في الوقت الذي لا تزال فيه قوات أخرى تعمل تحت رعاية التحالف الدولي تحاول تحرير الرمادي من قبضة داعش.. أمر وصفه البعض بالنجاح الواضح لغرفة التحالف الرباعي والفشل التام للتحالف الدولي.

وفيما أكدت روسيا أنها ستبحث توجيه ضربات جوية في العراق إذا طلبت منها بغداد ذلك، أفادت الأخبار أن قيادة الجيش السوري تلقت قبل عدة أيام كتابا رسميا من وزارة الدفاع العراقية، ورد فيه أن بغداد لا مانع لديها في حال اضطرت المقاتلات الحربية التابعة لسلاح الجو السوري لاختراق الأجواء والأراضي العراقية أثناء تنفيذ تلك المقاتلات غارات جوية على أرتال داعش في المناطق القريبة من الحدود السورية العراقية.

ويعد هذا الأمر في التنسيق العراقي السوري تطورا كبيرا في عمل التحالف الرباعي في ظل أنباء تتحدث عن وصول مقاتلات روسية حديثة، خلال الأيام الماضية، أو توقع وصولها قريبا، وذلك في إطار الحرب على التنظيمات الإرهابية في مناطق داخل سوريا، ولذلك فإن البلاغ العراقي لدمشق يعني أنه بات لدى القوى الجوية السورية، أو سيكون لديها، مقاتلات متطورة جدا تتعقب أرتال داعش على مساحات واسعة، وأنها قد تكون مضطرة لملاحقتها حتى داخل الأراضي العراقية.

كل هذه التطورات السياسية والميدانية التي لم يمر عليها سوى ثلاثة أسابيع دفعت بعض المراقبين للحديث عن جدية الفعل الروسي ليس في مكافحة داعش فحسب، بل في تحقيق اختراق سياسي وعسكري لها في المنطقة، حيت تمددت من غرفة بغداد إلى غارات في سوريا إلى تنسيق مع الأردن إلى حراك سياسي دولي وإقليمي كان آخره لقاء فيينا الرباعي.. في حين ما زالت جهود الولايات المتحدة وتحالفها الدولي أسيرة غموض وتردد ورودود فعل تثير الإحباط والشك عند البعض أكثر من أي شي آخر.

وربما دفع هذا الإحباط نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس إلى التوجه بخطاب حاد اللهجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. إذ قال المهندس في حديث له وسط جموع من أبناء القوات المسلحة وفصائل الحشد الشعبي، "عبر عشرات السنين قاومنا أمريكا بأيدي خالية، أما اليوم فأيدينا مملوءة.. إن تسكتوا نسكت.. أوقفوا تآمركم على العراق".

تآمر بات البعض يتحدث عن بروزه بعد النجاحات السريعة التي حققتها العملية العسكرية الجوية الروسية في سوريا، مقارنة بما لم تحققه قوات التحالف الدولي على مر أشهر طويلة في العراق.

عمر عبد الستار

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك