في تطور جديد يكشف مدى محاولات الروس توسيع دائرة تحالفاتهم الإقليمية لمحاربة تنظيم "
داعش" الذي قالت تقارير إعلامية إنه ربما ينفذ إلى أفغانستان من شمال القوقاز، تحدثت تقارير عن فتح موسكو قنوات اتصال مع حركة "
طالبان" للتصدي لخطر "
داعش" في أفغانستان.
كان نفوذ تنظيم "داعش" تصاعد في أفغانستان خلال الفترة الأخيرة، حيث بدأت مجموعات من حركة "
طالبان" مبايعة زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، وهو الأمر الذي تسبب في إزعاج الحركة، ورجح خبراء مع هذه الأزمة أن تبدأ "طالبان" في التفكك داخلياً.
موقع "دايلى بيست" الأمريكى، قال إن حركة طالبان تجرى اتصالات مع الدول المجاورة لها من الأعضاء السابقين في الاتحاد السوفيتى، وحتى مع روسيا التي أخرجتها من أفغانستان عام 1989، وأشار الموقع إلى أن تلك الصلات لها علاقة بالجهود الروسية لمعارضة انتشار جماعات تتعهد بالولاء لتنظيم داعش في أفغانستان.
ورجح خبراء أن تكون مخاوف روسيا هي ذات مخاوف "
طالبان" من اتساع نفوذ "
داعش"، كما أن "
طالبان" لها تاريخ في التواصل مع أعدائها لتحقيق منافع لها، فقد قامت طالبان بتشكيل روابط مع أعدائهم القدامى في إيران للتغلب على "
داعش".
ومن المفارقة، كما يقول الموقع، أن الاتصالات مع روسيا تظهر في نفس الوقت الذى رحب فيه نائب الرئيس الأفغاني، عبد الرشيد دوستوم بحلفائه السابقين في روسيا وحاول تعزيز علاقاته بدول الاتحاد السوفيتى السابقة على الحدود الأفغانية.
وأوضح الموقع أن دوستوم قد زار موسكو وجروزنى في وقت سابق هذا الشهر وشن هجوما على داعش، قال فيه أن دول الكومنولث من الدول المستقلة عن روسيا وحتى طاجيكستان وتركمانستان، جميعها مستعدة للوقوف معنا ضد داعش. إلا أن دايلى بيست يقول إنه علم أن روسيا وبعض تلك الدول المجاورة ربما تلعب لعبة مزدوجة، أو على الأقل تترك مواقفها مفتوحة في حال استطاعت طالبان أن تستعيد السلطة.
وتعزز روسيا إجراءات الأمن خوفا من تهديدات المتشددين وخصوصا من منطقة شمال القوقاز المضطربة بعد عودتهم إلى بلدانهم من الشرق الأوسط أو أفغانستان واحتمال سعيهم للانتقام من التدخل العسكري الروسي ضد الجماعات المعارضة السورية.
الأمر الذي يعزز ذلك، ان الرئيس الروسي قال خلال اجتماعه مع قادة جمهوريات سوفيتية سابقة، الأسبوع الماضي إن موسكو حققت بعض التقدم في المعركة ضد تنظيم (
داعش) في سورية، وأن روسيا تواصلت مع السعودية والإمارات ومصر والأردن وإسرائيل لمناقشة التعاون في مجال التصدي للإرهاب.
وبدا اهتمام قادة تلك الدولة بخطورة تسلل "
داعش" إلى أراضيهم عبر أفغانستان، حيث قالت وكالات انباء أن اجتماع بوتين وقادة تلك الدول السوفيتية السابقة، اتفقوا على تشكيل قوة مشتركة للدفاع عن الحدود في أوقات الأزمات في ظل الاضطرابات في أفغانستان.
ونقل الموقع الأمريكى عن مسئول أفغانى سابق منتمى لطالبان وعضو بلجنتها العسكرية، قوله أن الاتجاه العالمى الأمريكي والتهديد الذى يمثله داعش يمثل نقطة لقاء لمصالح روسيا والحرطة الأفغانية، ولا يمكن أن نستبعد مزيدا من التعاون وفقا للسيناريوهات التي ستظهر في الشرق الأوسط.
وهذا يعني أنه لو نجحت روسيا في تدخلها في سوريا للدفاع عن بشار الأسد، فإن
طالبان ستتشجع لتكثيف اتصالاتهم وربما تعاونهم مع حكومة الرئيس فلاديمير بوتين، لكن حتى الآن، يقول دايلى بيست، فإن الاتصالات مع موسكو تجرى في سرية شديدة، والمكان الأساسي للمحادثات هو طاجيكستان، شمال قندوز الأفغانية المحاصرة والتي ربما يكون عملاء المخابرات فيها مشاركين في تقديم شحنة أسلحة لطالبان.
وتعرف
طالبان أن حكومة طاجيكستان وجهاز المخابرات فيها تحتفظ بعلاقات وثيقة مع موسكو، وقال مسئول طالبان إن طاجيكستان تخضع لنفوذ الروس بشدة، لذلك فإنه من المستحيل أن يحدث شيئا بدون موافقة روسيا، وتشير بعض المصادر إلى أن الاتصالات تعود لعام 2013، وتم بدأها بناء على طلب من الروس.