وصلت طائرة إغاثة روسية إلى صنعاء تحمل عشرين طنا من المواد الغذائية بعد شهور من توقف وصول طائرات الإغاثة إلى العاصمة اليمنية التي تمطرها الطائرات الحربية بصواريخها.
وبالرغم من التحذيرات المتواصلة التي تطلقها المنظمات الإنسانية الدولية، فإن دول التحالف العربي لا تأبه بهذه الدعوات واستمرت في إمطار مناطق البلاد بالصواريخ والقنابل، في حين فقد الملايين وظائفهم، وأغلقت معظم المستشفيات ابوابها، واختفت الأدوية والمحاليل الطبية.
السعودية التي تكفلت بمبلغ 670 مليون دولار لتغطية الاحتياجات الانسانية في اليمن ماتزال حتى اللحظة تتلكأ في تسليم هذا المبلغ المنظمات الاغاثية، وطالبت بإقامة مخيمات للنازحين من الحرب، والذين يزيد عددهم عن مليون ونصف المليون شخص، لكن هذه المنظمات تعارض تلك الفكرة لأنه يصعب بعد ذلك إزالة هذه المخيمات في حال انتهت الحرب، إذ أن المستفيدين لن يغادروها وستكون مأوى للعاطلين عن العمل أو المشردين استنادا إلى تجارب سابقة في الحروب التي شهدتها محافظة صعده.
وبسبب الحصار المفروض على موانئ البحر الاحمر التي تأتي عبرها معظم واردات المحافظات الوسطى والشمالية، ونقص الوقود وارتفاع اسعاره وانقطاع الكهرباء منذ ثمانية أشهر اضطرت الكثير من المستشفيات إلى إغلاق معظم أقسامها، كما نفدت السلع من المتاجر، وحتى المساعدات الغذائية على قلتها يتم بيعها في السوق السوداء.
برنامج الأغذية العالمي جدد قبل أيام تحذيره، من وضع الأمن الغذائي في اليمن الذي يتدهور بسرعة قائلًا إن 10 من أصل 22 محافظة يمنية تواجه انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ وهي خطوة واحدة تسبق المجاعة.
اليمن وهو من بين البلدان التي تعاني من أعلى معدلات سوء التغذية بين الأطفال في العالم، قبل الحرب تفاقمت الأوضاع فيها بشكل أكبر حتى أصبح خمسة ملايين طفل يعانون من سوء التغذية، في حين حذرت نقابة الأطباء من نفاد المحاليل الطبية، كما يواجه المئات من المصابين بالفشل الكلوي خطر الموت بسبب انعدام الأدوية اللازمة لجلسات الغسيل التي تقدمها المستشفيات الحكومية.
برنامج الغداء العالمي كان تمكن من إيصال مساعدات غذائية لمليونين ونصف المليون شخص خلال الشهرين الماضيين، لكن أكثر من سبعة عشر مليون ينتظرون وصول هذه المساعدات أيضا.
وإلى جانب الحصار البحري وشح تمويل برامج المساعدات تواجه المنظمات الإنسانية صعوبة في التحرك بأمان لتقديم المساعدة إلى جميع من هم في حاجة ملحة إليها قبل أن يقعوا في أزمة أكثر عمقا، إذ أن استمرار الغارات الجوية والمعارك الميدانية في جميع أنحاء البلاد، أثر بصورة كبيرة على قدرة هذه المنظمات على إيصال المساعدات لمستحقيها.
إعصار "تشابالا" لم يكن رحيما باليمنيين بل ساهم بدوره في تعميق معاناتهم، إذ تضرر منه أكثر من مليون ومئة ألف شخص في محافظتي حضرموت وشبوه من أصل مليون وتسعمئة ألف شخص هم إجمالي سكان هاتين المحافظتين.
الفيضانات التي سببها الإعصار جرفت التربة والمنازل وما تبقى من أراض زراعية وسيستغرق الأمر وقتا طويلا لإعادة إصلاح الأراضي والقرى ومساعدة الناس في استعادة بعض من سبل كسب العيش.
الكثيرون فقدوا منازلهم وسبل كسب العيش في هاتين المحافظتين وجزيرة سقطرى حيث شُرد أربعون ألف شخص بسبب الإعصار وهؤلاء لا يستطيعون العودة إلى ديارهم لأن منازلهم قد جرفت في الفيضانات أو دمرت.
محمد الأحمد
https://telegram.me/buratha