التقارير

إرتباك السلطان العثماني من غضب القيصر/ واثق الجابري

1495 2015-11-30

فوز الرئيس التركي اردوغان إنتخابياً؛ لا يمكن ان يكون العامل الوحيد لإتخاذه خطوة بمنتهى الخطورة؛ بإسقاط الطائرة الروسية، وليس من المعقول أن يكون بهذا الغباء، الذي يكشف عن تعاونه مع داعش، أو اللعب على التناقضات لإبعاد شبح المعارضة المسلحة الداخلية، والإستفادة من النفط المهرب نتيجة فوضى المنطقة.  نجاح حزب أردوغان في الإنتخابات التشريعية، ليس سبب كافي لإعطاء القوة؛ لتجاوز الدب الروسي وتحدي القيصر.
 صرح الرئيس التركي في آخر ردة فعل بعد إسقاط الطائرة الروسي: "تركيا ستدافع عن أمنها ومصالحها وأمن ومصالح حلفائها"،  وبالطبع هذا تراجع عن موقف القوة والإحتماء بالحلفاء بمختلف توجهاتهم، ويقصد القوى التي أشير لها بالإرهاب: الجماعات التركمانية الإنفصالية، الجيش الحر، جبهة النصرة، داعش، وبقية الأطراف السائبة التي لها علاقة بالعمليات المسلحة في المنطقة، مع بقاء حلفه مع الناتو؟!
إستدرك ادوغان الخطورة مبكراً وحاول الإتصال بالرئيس الروسي، ولكن الأخير لم يرد على هاتف الأول رغم تكرار الإتصال، ولا يريد سماع  تبريرات بعد فوات الأوان، بعد أن وضعت تركيا نفسها في موقع الإسناد للإرهابين، وشراء كميات كبيرة من النفط المهرب، ودعم السلاح والإعلام لبعض الفصائل من الحكومة التركية أو من حلفائها كقطر، وتسهيل التنقل  والعلاج بإشراف جهاز المخابرات، وصمت إستخباري عن داعش، من قبل سقوط مدن في العراق الى الحاضر.
تأوي تركيا بحدود مليون ونصف لاجيء سوري، وتسعى مع حلف الناتو وحلفائها السعودية وقطر؛ لإقامة مناطق آمنة على إمتداد حدود متوغلة في الأراضي السورية؛ لتؤمن لحلفائها والناتو عملية إنتقال الفصائل المسلحة، ما يضمن لها نفوذ وسيطرة وتأثير في التحالفات؟! ويأتي إسقاط الطائرة الروسية بذريعة فصل فصائل تسميها معارضة للنظام السوري عن داعش، والحقيقة لمنع تقدم القوات الحكومية وضربات الروس؛ من عمق إستراتيجي للمخططات التركية وحلفائها، وتأمين وصول شاحنات النفط لتركيا.
إن تنامي القوة الحكومية السورية، وصلابة وجدية الموقف الروسي في ضرب داعش والقوى الإرهابية الآخرى، لن يدع المجال لما تخطط له تركيا، ويبدو  أن الروس عازمون على الرد بقوة على التصرف التركي، وحزموا أمرهم لتنظيف الحدود التركية، وكسب جبل التركمان الى شمال حلب، وقطع الإمداد التركي، بعد حصر الإرهابين في الرقة، ودفع الجيش والقوات الكردية بإتجاه الحسكة وعين العرب، ومناطق شرق الفرات المحاذية لتركيا، وتضيق الخناق على التدخل التركي، وأن أردوغان فهم رسالة بوتين بالرد على إسقاط الطائرة الروسية، ولا مجال للمبررات.
 الإرضية التركية هشة، لا تتحمل ضرب مشاريعها الإقتصادية في روسيا وبلدان حليفة لها، وستنعكس على السياحة والإنتصار الإنتخابي.
طعن الإتراك روسيا من الخلف، وبالغوا بالإساءة وجرح الدب وكرامة القيصر، وتراكمت التهديدات، بما يدعو الروس لإختيار الزمان والمكان وعدم الإنتظار، ويبدو أن أمريكا تجيد فن التوريط، ونجحت في إيقاع تركيا، بعد أن طلب الحلفاء الهدوء، ولم يبرروا موقف السلطان العثماني؟! وأما لجوءه للناتو تعبير عن خوف وإرتباك من الغضب الروسي، أو كما سماه  فلاديمير بوتين، محاولة لجرَ الناتو؛ الى تحمل تمادي تركيا وظهر داعش؟!
واثق الجابري
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك