جمال العسكري
إبان الثورة المصرية،على مغفل السياسة،السيد مرسي،وإمتعاض الشعب المصري من هزالة اسلوبه في ادارة الدولة!، ، وماحصل من استياء دولي وإقليمي،من سياسة الأخوان،والتي لاقت استهجانا حتى من الدول الأسلامية،المعدودة سلفية الهوى وتلك المقربة من فكر الاخوان المسلمين،كان للسيد اردوغان موقفاً عكس التيار،ففي الوقت الذي ثارت فيه الهجمة الاعلامية على مرسي واخوانه،كان اردوغان يدعم بقوة حكمهم ،ويستهجن احتجاج الشعب على الاخواني الأحمق مرسي.
وقتها هذا الموقف اثار استغرابي،وبت اتساءل! كيف يمكن لقائد مثل اردوغان ان يضحي بسمعته السياسية؟،ويواجه هذا الإمتعاض!الشعبي والدولي والإقليمي!،ولماذا يتدخل في قضية شعب،يريد ان ينتصر لنفسه!؟،الحقيقة حينها،غابت الحكمة عن افكاري،وماكنت اظن ابداً،ان هذا الرجل يسعى لأن يكون رمزا اسلاميا!من خلال اللعب على اوتار مشاعر البسطاء من ابناء الإسلام.
حدث اليوم،وإسقاط الطائرة الروسية،لايبتعد كثيراً،عن هذا السيناريو، ويصب في جدول هذا الطموح، فبعد ان زار بوتين السيد الخامنئي،يوم امس،وطغيت رمزية سماحة السيدكقائد اسلامي فريد على الساحة السياسة،هذه الصورة،استفزت عقدة الزعامة لدى اردوغان بشكل كبير، لذلك كان البحث عن رد يشحن فيه عواطف مريديه، من الدواعش والاخوان المهزوزين المهزومين،امرا حتميا بالنسبة اليه؛ كي يحافظ على رونقه الديني والسياسي٫
هذه القراءة الأردوغانية في الواقع، هي قراءة ناقصة،ويعوزها النضج السياسي والديني كثيرا، اذ انه ومع هذه الثورة الأعلامية الكبيرة، وسيطرة وسائل الأتصال والتواصل على المنظومة الدولية،لم يعد هناك شيئا خافيا،ولايستطيع المجرم الدولي السياسي ان يغطي ادلة جنايته، مهما بلغت حنكته ووسيلته.
كيف يمكن لأردوكان ان يكون رمزا اسلامياً؟ وهو يعيش تحت مظلة الناتو!، وتجثو اكبر قاعدة عسكرية لأكبر دولة في العالم معادية للدين الاسلامي على ارضه!، "امريكا عدوة الشعوب"،كيف يمكن لأردوغان ان يصبح رمزا اسلامياً؟،وهو الداعم الاول لأكلة لحوم البشر،من الدواعش والقاعدة والنصرة!،فضلاً عن اصابعه الأثيمة التي تلطخت بدماء الابرياء من المسلمين،شيوخ ونساء اطفال وعاجزيين!.
ايها السيد اردوغان،انت تلعب على المكشوف،فما عادت الشعوب غبية،كي تتصرف معها بعقلية السلطان سليم الأول المثقوبة.
وقبل السلام،أود ان اذكر الخليفة العثماني الطامح، ان الرموز الاسلامية عادة لاتستعين بابناء الناتو لأكل ابناءها المسلمين والسلام.
https://telegram.me/buratha