عبرت السعودية عن تأييدها لاقتراح قد يشغل بموجبه صديق للرئيس السوري بشار الأسد مقعد الرئاسة في لبنان، في صفقة لتقاسم السلطة في بيروت.
الحريري يبدي تفاؤله بإنهاء الفراغ الرئاسي بلبنان البرلمان اللبناني يفشل للمرة الـ32 في انتخاب رئيس للجمهوريةكما عبرت السعودية عن أملها في ملء هذا المقعد الشاغر منذ 18 شهرا، قبل أو مع حلول عيد الميلاد ورأس السنة.
ويتضمن الاقتراح الذي ناقشه ساسة لبنان على نطاق واسع، لكن لم يتم الإعلان عنه رسميا بعد، أن يتولى السياسي المسيحي الماروني سليمان فرنجية الرئاسة، على أن يصبح سعد الحريري المدعوم من السعودية رئيسا للوزراء.
ومن شأن خطوة كهذه ملء الفراغ الرئاسي وإحياء المؤسسات الحكومية التي أصيبت بالشلل نتيجة للخلافات السياسية التي تفاقمت بسبب الحرب في سوريا.
وقال السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري "إن شاء الله نرى هذا العيد أو قبل العيد هذا الفراغ يملأ بفضل جهود الخيرين في لبنان، وأن نرى لبنان ينهض من الوضع الذي هو فيه، وأن نرى السياح يقدمون إلى لبنان".
وأضاف "نحن نبارك هذه المبادرة وحريصون على ملء هذا الفراغ الرئاسي، لأن البلد والمؤسسات في البلد والوضع الاقتصادي في البلد يحتاج ذلك".
وكان عسيري يتحدث في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون بعد اجتماع مع رئيس حزب الكتائب المسيحي في لبنان سامي الجميل.
من جانبها كانت إيران قد شجعت هذه الخطوة، وقال علي أكبر ولايتي أحد كبار مستشاري المرشد الأعلى في إيران أثناء زيارة إلى بيروت هذا الأسبوع إنه يأمل انتخاب رئيس في لبنان "في المستقبل القريب".
Reuters Mohamed Azakir البرلمان اللبناني
وتقف إيران والمملكة العربية السعودية على طرفي نقيض من الصراعات في المنطقة، بما في ذلك في سوريا واليمن. وتعد السعودية الداعم الرئيسي للمعارضين السوريين المسلحين الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
ويتزعم الحريري تحالف "14 آذار" الذي يضم مجموعة من الأحزاب اللبنانية، وتشكل قبل عشر سنوات لمعارضة النفوذ السوري في لبنان، وتدعمه السعودية. في المقابل تدعم إيران قوى "الثامن من آذار" بزعامة حزب الله.
تتمثل العقبة الرئيسية التي تواجه التوصل لاتفاق بشأن الرئيس القادم للبنان في الحصول على موافقة زعماء موارنة آخرين يسعون لشغل منصب الرئاسة، خاصة ميشال عون، وهو حليف لحزب الله، وسمير جعجع الذي لا يزال رسميا مرشح تحالف 14 آذار لمنصب الرئيس.
وتعود علاقات فرنجية بأسرة الأسد إلى طفولته عندما كان جده الرئيس الراحل سليمان فرنجية يصطحبه في رحلات إلى دمشق لزيارة صديقه الرئيس الراحل حافظ الأسد. واعتاد سليمان فرنجية الحفيد على القيام برحلات الصيد مع الراحل باسل الأسد الشقيق الأكبر للرئيس السوري الحالي بشار الأسد والذي توفي في حادث سيارة في 1994.
وفي 1978 هاجمت ميليشيا مسيحية منزل عائلة سليمان فرنجية (الحفيد) في شمال لبنان فقتلت أباه وأمه وأخته. واتهم جعجع بالمسؤولية عن الهجوم الذي وقع إبان الحرب الأهلية، لكنه نفى المشاركة فيه.
وقال فرنجية في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء الماضي إن ترشحه ليس رسميا حتى الآن، لكنه ما زال ينتظر أن يؤيده الحريري رسميا.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية عنه قوله "نحن أمام فرصة تاريخية، ومن لديه فرصة أخرى للبنان ليقدمها ويبادر، ولكن اليوم إذا ضاعت هذه الفرصة أخشى (أن) نذهب إلى مرحلة أسوأ بكثير مما نحن عليه".
https://telegram.me/buratha