زيدون النبهاني
يُصور الأعلام السعودي والخليجي الحوثيين؛ بأنهم السبب في تأخير حسم المفاوضات، التي ترعاها الأمم المُتحدة وغايتها؛ أنهاء الغزو السعودي ضد اليمن.
كالعادة؛ يتخذ الأعلام الخليجي دوره في التضليل والتلفيق، وهو إذ لا ينقل الوقائع الحقيقية مُتعمداً، يُحاول عرقلة المفاوضات لأسبابٍ باتت تُقلق الملك سلمان، وأهمها: فشل السعودية في الحرب، وخسارة نجله محمد سباق الملكية القادم.
بدأت المفاوضات بدعم أممي أمريكي، للحد من احراج السعودية في الحرب، فهي لم تحقق حتى ١٪ من اهدافها المُعلنة أوالسرية، وبقي الأعصار الحوثي يكبر مهدداً الداخل السعودي، فما نجران وجيزان وعسير ألا مواقع في مرمى التهديف الحوثي.
لحظة أعلان المفاوضات، ومعَ كامل ألتزام الحوثيين بمبادرة وقف أطلاق النار، ضلت الحربية السعودية تقصف مواقع يمنية، مخالفةً بذلك شروط المفاوضات ومخلفةً خسائر مدنية بالجملة، الأمر الذي أستوجب الرد الحوثي القاسي، لتهاجم من جهتها مواقعاً سعودية مهمة، وتقتل أكثر من تسعين عسكري، بينهم ٢٥ مرتزق من "بلاك ووتر".
سجل اليمن ثلاث مائة خرق ضد السعودية منذ بدأ المفاوضات، وهذا ما يفضح دور المبعوث الاممي "اسماعيل ولد الشيخ"، الذي ضل بعيداً عن الحياد في مهمته، وأجتهد في الدفاع المستميت عن السعودية، في وقت ادانت فيه أغلب دول العالم العدوان على الأبرياء في اليمن، وما موقف "سامانثا باور" ممثلة امريكا في الأمم المتحدة، الذي دعت فيه النظام السعودي على الألتزام بالقانون الإنساني في الصراع، إلا واحد من جملة مواقف رافضة للأستهتار السعودي.
أضافة ألى قلق بن سلمان من أنهاء الغزو دون نصر يذكر، يأتي قلق المخلوع (عبد ربه منصور هادي) من توافق حوثي- سعودي، يُمكن أن يتسبب في أزاحته من المشهد، خصوصاً وأنه لا يحظى بدعم شعبي، وشهدت فترته القصيرة جملة من التوترات الداخلية، ما جعل الولايات المُتحدة تفضل أعطاء فرصة لغيره، وهذه الأسباب بمجموعها تجعل التخلي السعودي عنه أقرب للواجهة.
مواقف السعودية في المفاوضات ليس غريب عنها، فهي إلى الأن تماطل في دعم التغيير في العراق الجديد، بعد مرور أثني عشر عاماً على ولادة التجربة الديمقراطية فيه، أيضاً؛ تُحاول جاهدةً تعقيد الحل السلمي في سوريا، وهذه السياسة التي يتبعها آل سعود، وتبناها بقوة محمد بن سلمان مُحاولاً تحديد خيارات الغرب بدعمه لخلافة أبيه، وجدت حائط صد قوي تمثل بعمق المقاومة وقدرتها على فضح؛ الخيارات العسكرية السعودية.
العرقلة التي تبديها السعودية في المفاوضات؛ لا يمكن لوسائل الأعلام التغطية عليها، خصوصاً مع ما يعانيه جيش التحالف العربي من خسائر، في وقت تستهدف هي الأبرياء في المدن الأمنة، مع ما يرافقه من صمت (ولد الشيخ) وأدانة دولية.
خلاصة المشهد ستكون بأنهاء بعثة (ولد الشيخ)، والتخلي عن (عبد ربه منصور هادي)، كما إن أحلام الطائش بن سلمان وأبيه؛ ستكون في مهب الريح، وعاجلاً سيكون الحل السلمي هو الحاضر الوحيد، بعد الخسارة العسكرية للتحالف العربي، وتقدم القوات الحوثية.
https://telegram.me/buratha