التقارير

مقتل علوش ومسارات الأزمة السورية

1533 09:32:46 2015-12-27

يطرح مقتل زهران علوش قائد "جيش الإسلام" أسئلة حول مستقبل الصراع على دمشق، ومصير التسوية السياسية للأزمة السورية بمقتضى التوافق الدولي الأخير.

وأثار مقتل علوش مع عدد من كبار مساعديه ردود فعل متناقضة بين أنصار ومعارضي الرئيس السوري بشار الأسد. ففيما رأى فريق أن القضاء على علوش يضعف مجموعته المسلحة المسؤولة عن تنفيذ هجمات صاروخية على العاصمة دمشق أدت إلى سقوط نحو ألف ضحية ما بين قتيل وجريح.

اعتبر فريق آخر أن استهداف علوش في هذا التوقيت بعد مؤتمر الرياض يدفع أوساطا كثيرة من "المعارضة المعتدلة" إلى التطرف والانضمام إلى تنظيمات متطرفة مثل "داعش" و"النصرة". ورأى فريق ثالث أن دور الشيخ السلفي الجهادي انتهى ولذلك قررت دمشق الرسمية التخلص منه.

ويشكل مقتل علوش وعدد من القيادات العسكرية للتنظيمات المتمركزة في الغوطة الشرقية ضربة قوية موجعة للتنظيمات الساعية إلى إسقاط الرئيس الأسد عسكريا، فجيش الإسلام يضم في قوامه أكثر من عشرة آلاف مقاتل، وأمطر العاصمة أكثر من مرة بهجمات صاروخية وصلت إلى أماكن حساسة، كما استطاع الجيش الصمود لفترة طويلة رغم ظروف حصار الغوطة منذ سنوات.

وعلى عكس الاجماع السوري والدولي على اعتبار "داعش" تنظيما إرهابيا، فإن الولايات المتحدة والسعودية وتركيا لا تدرج "جيش الإسلام" بقيادة علوش و"الجبهة الإسلامية" التي ينتمي إليها ضمن قوائم الإرهاب،

وتثير قصة صعود علوش جدلا كبيرا، فالشيخ السلفي الجهادي هو خريج كلية الشريعة في جامعة دمشق، واعتقل في عام 2009 قبل أن يطلق سراحه في 22 يونيو/ حزيران 2011، بمقتضى عفو رئاسي، أي بعد 3 أشهر من بداية الحراك في سوريا، واللافت أن علوش كان من أوائل الداعين إلى حمل السلاح ضد النظام، وطالما كرر أن النظام لا يمكن أن يسقط بالتظاهرات الشعبية، وأن الحل عسكري فقط ولهذا قام بتشكيل سرايا وألوية عسكرية وانتهى إلى تشكيل "جيش الإسلام"، وبناء تحالفات في اطار "الجبهة الإسلامية" التي تضم نحو 50 تنظيما عسكريا، وركز نشطاء على تزامن استهداف علوش مع الذكرى الثانية لقتل قائد "لواء التوحيد" عبد القادر صالح في ريف حلب، والذي يحسب عند عدة أطراف على جناح المعارضة المعتدلة، وشكل استهدافه، حينها، نقطة فارقة في تقدم "داعش" على حساب الجيش الحر والكتائب الإسلامية المعارضة.

وفي دلالات التوقيت يشير معارضون إلى أن قتل علوش وكبار مساعديه يأتي بعد نحو أسبوعين من مشاركة وفد يمثل "جيش الإسلام" في لقاء المعارضة في الرياض، والموافقة على حل سياسي للأزمة السورية عبر التفاوض على أساس مرجعية "جنيف 1" ولقاءات "فيينا".

كما يلفت آخرون إلى أن الاستهداف يأتي تزامنا مع تنفيذ اتفاق مع "داعش" و"النصرة" لإخراج مقاتل التنظيمين من مناطق في جنوب دمشق عبر ممرات آمنة إلى منطقتي الرقة وريف حلب الخاضعتين لسيطرة "داعش"، وريف إدلب المسيطر عليه من "جبهة النصرة"، ويؤكد معارضون أن علوش حارب تمدد "داعش"، فيما وجهت له اتهامات سابقة بالتقاعس عن مساندة "الجيش الحر" في مناطق الغوطة الغربية، وفي معارك السيطرة على مطار دمشق الدولي قبل سنتين ما سمح للجيش النظامي بمنع تقدم المعارضين إلى وسط العاصمة والمراكز الحيوية فيها، وأنه كان منشغلا باستعراضات عسكرية رغم قربه من خطوط التماس مع الجيش السوري، وتحت مراقبة طائراته، ومدى مدفعيته وصواريخه قصيرة المدى.

كما يوجه معارضون تهما لتنظيم علوش بمصادرة جميع الآراء التي لا تتطابق مع وجهة نظره، واختطاف عدد من الحقوقيين والناشطين الإعلاميين في صفوف المعارضة ومنهم سميرة الخليل ورزان زيتونة ووائل حمادة وناظم حمادي، في دوما معقل جيش الإسلام.

مع اغتيال زهران علوش تطوى صفحة رجل من أكثر الشخصيات جدلا حول دوره في الأزمة السورية المتواصلة منذ مارس/ آذار 2011، وتحولها إلى النزاع المسلح.

وتفتح صفحة جديدة في الصراع على دمشق مع تنفيذ مصالحات في جنوبها، والتوصل إلى اتفاقات لتأمين ممر آمن لإرهابيي "داعش" للوصول إلى معاقل التنظيم في الرقة، في وقت يستمر القتال والحصار في بعض مناطق الغوطتين الشرقية والغربية.

وتطرح أسئلة ملحة حول مستقبل التسوية السياسية مع استهداف علوش المشارك مع ممثلي 15 فصيلا مسلحا في مؤتمر الرياض الذي أقر المضي في التفاوض من أجل حل سياسي للأزمة، وانعكاسات الاستهداف على أرض الميدان بعيدا عن الفرحة الآنية المتأتية من امكانية توقف سيل القذائف والصواريخ على العاصمة من جهة الشرق.

سامر الياس

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك