أمل الياسري
دين جديد بعيد عن التدين، يفقد الشعب والمجتمع حصانته، عندما تحكم الأفكار المتطرفة مؤسساته، وبما أن عيننا على المشروع السياسي، كان لا بد لشيوخ الأنبار وسياسيها آنذاك، من بناء محافظة القداسة المذهبية، وليس بيعها لساحات الفتنة، وزعمائها الجهلة، مقابل حفنة من الدولارات، وليال سمر في فنادق عمان وأنقرة، والثمن أراض وأعراض للإيجار كضمائرهم، لولا كلمة من ربك، لقضي الأمر بينهم!
مرتزقة من حثالات الأمة ورواة السوء، كانت مهمتهم دق أسفين الطائفية والمذهبية، في نعش التجربة الديمقراطية، على يد عرابي السياسية الإقليمية، المعادية للتشيع والشيعة منذ سالف الأزمان، فإنقلب سحرهم عليهم، الذي أرادوا به إغتصاب الحقوق، التي إسترجعت بأنهار الدم المراق، طيلة عقود القمع والظلم البعثي الصدامي الكافر، لكنهم بعد التغيير، لم يكتبوا في ساحات إعتصامهم مطالبات، بل مجرد إرهاصات شافطات!
لم يتجرأ أحد، منذ تنفيذ مؤامرة التظاهرات الأنبارية، التي نفذها إرهابيو القاعدة، ودعاة الفتنة والتقسيم، على تقديم حل جذري لمشكلة الأنبار، وقداستها المذهبية، التي إستغلها المتطرفون، لنشر الجاهلية الجديدة، بإسم الدولة اللا إسلامية، وعندما تمت المتاجرة بالأرض والعرض، لاحت إمارات الندم على بعضهم، وشمروا عن سواعدهم الشريفة، وقاتلوا الى جانب الجيش العراقي، والحشد الشعبي، رغم نباح المأجورين، من عملاء التكفير!
مبادرة أنبارنا الصامدة إنطلقت، يوم إنطوى الأنباريون على أنفسهم، فعبسوا وتولوا على أعقابهم، معرضين المحافظة، لأبشع صفحات العنف والخراب، فلم يسلم بشر أو حجر من التدمير، ولكن الحكومة العراقية تغافلت عنها، ولم تدخلها حيز التطبيق والتواصل، مع أن العشائر الأصيلة، لوح قسم منهم بالتأييد والقبول على بنودها، للململة الشمل، وطرد الإرهاب، الذي كان قد إستفحل أمره، بسبب الخونة المراهنين، على تقسيم العراق!
الساسة الطارئون على العملية السياسية، لم يتكلموا بإسم محافظتهم ولا مذهبهم، بل كانوا يدعمون من يغرر بأبنائهم، ويدفعه لجنون الطائفية والمذهبية، حتى تخلت الأسماء عن أجسادها، والعقول عن ضمائرها، وقرروا مصير أهلها بالتهجير والتدمير، بدلاً من رص الصفوف، وتوحيد الخطاب الوطني، ولولا الفتوى الجهادية، للمرجعية الرشيدة، وعقيدة غيارى الحشد، بالدفاع عن العراق أرضاً وشعباً، لتمدد نفوذ الصعاليك، من أذناب الوهابية المتطرفة!
مَنْ كان ينادي بالأنبار محررة، فالنصر قادم بأذنه تعالى، وعلى يد القوات الأمنية، وغيارى الحشد المرجعي المقدس، وأبطال العشائر الشرفاء، أما من ينادي بالإقليم، فالأنبار لا تريد إقليمكم المتهاوي الذليل، بل يراد لمحافظة الغيرة والعزة، أن تكون في خيمة العراق الموحد، بعيداً عن أبواقكم، المزمرة للفساد والإرهاب في آن واحد، فالعلاقة بين العراق والأنبار، كعلاقة السمكة بالماء، فكلاهما مذهب للقداسة!
https://telegram.me/buratha