التقارير

الربيع الخليجي قادم وأمريكا ستدعم على مضض!

1895 07:03:05 2016-01-06

زيدون النبهاني
لَمْ يكُن في الحُسبان، إنَ نهاية طُغاة العالم العربي، تَكون على يدِ الشاب التونسي "بو عزيزي"، في لحظة يأس قاتلة أضرم النار في نفسه، حريقٌ "سَمين" أبعد مِن أن يرضى بجسدٍ جائع، ألتهم "خَشب" الكراسي الرئاسية وأبتلع الرؤساء.
عام ٢٠١٠ أندلعت ثورات شعبية في بعض الدول العربية، حملت فيما بعد أسم الربيع العربي، هذا الربيع الذي أهلكَ خريف الدكتاتوريات في المنطقة، فسجن مُبارك، أختفى بن علي ومات القذافي، وهؤلاء جميعاً حاولوا تأسيس "الرئاسة بالوراثة".
دول الخليج لم تكن بعيدة عن هذا الإعصار، في البحرين أنتفض عشرات الألوف بوجه الطاغية، وفي جيزان السعودية "المغتصبة" أضرم مواطن النار في نفسه، في وقت خرج ألاف المطالبين بتغيير نظام آل سعود، في منطقة الشرقية ذات الأغلبية الشيعية، وكسرَ النشطاء السياسيين حجاز الصمت، ليعلنوا عن سخطهم من هذه السلطة.
السؤال؛ لماذا لم يتم دعم ثورات شعوب الخليج وقتها، في حين بالغ الرأي العام الدولي بدعم أخواتها في بلدان أخرى؟!
أن طبيعة الرأي العام تُشكله بالدرجة الأساس؛ الولايات المُتحدة وحلفاءها في الغرب، وعلى هذا الأساس نتيقن إنها كانت مُصرة على التخلص، مِن عُملاءها حكام المنطقة، لكنها ليست بالضرورة مُفتعلة الثورات، فهي ناتجة من عمق الوجع الشعبي، لكن تغيير مسار أنتصار الثورات كانَ وظيفة امريكا الأهم.
الولايات المُتحدة في مسعاها ذاك، كانت بأمس الحاجة لدول الخليج بشيئين؛ المال والفتوى، وهذا ماقدمته هذه الدول على طبقٍ من ذهب، مٰقابل تكتيم الرأي العام العالمي، عن مايدور في دولهم.
هُناك، في ٢٠١٠ دعمت امريكا وأسرائيل حكام الخليج، أولاً لأنهم لا يشكلون خطراً عليها، وأخيراً لأنها تحتاجهم في تنفيذ أجندات صهيونية في المنطقة، أفتتحوها بداعش، وأمتدت للقتل والتهجير وأشعال الحرب المذهبية.
ذلك كُله لَم يُسكت صوت المعارضة في الخليج، بَل أنها بدأت تتضاعف أعداداً وتأثيراً، ما دفع بَعض 
المنظمات الدولية أدانة الأنتهاكات بحق المتظاهرين، والمطالبة بتلبية مطالبهم.
السُعودية أخطأت مرة أخرى كعادتها، وهي في الوقت الذي تتزعم فيه دول الخليج، أعطت الأذن بأنهاء حكم العوائل الغاصبة لحق الشعوب، فهي أشعلت "بو عزيزي" جديد، كُل جُرمه أنه طالب بُحقوق المهمشين!
هذه المرة الحال ليس كسابقه، كفة الشُعوب المُنتفضة أثقل وزناً، لعدة أسباب منها؛ أن دول الخليج تَتعرض مُنذ مُدة لأنتقادت دولية لاذعة، وأنها مشغولة بحرب اليمن، ودعمها لحركات التطرف في العراق.
هذه الأمور تَجعل دول الخليج أضعف من السابق، أو أضعف معَ مقارنتها بالدكتاتوريات السابقة، للدول العربية، إضافة إلى إن تظاهرات شعوب الخليج، تتفوق على تلك في الربيع العربي، إذا ما قِيس عُمق تنظيم الحركات الداعية للتظاهر، ووجودها الشعبي، وتواجد القيادات المؤثرة، على عكس تلك العشوائية والفاقدة للشخصيات القيادية.
الجانب الأخر؛ أمريكا وحلفاؤها سيجدون أنفسهم في خانة حرجة، فأما يؤيدوا حُرية الشُعوب كما يدعي أعلامهم، أو يستمرون بدعم حكام الخليج، بالتالي سيجدون أنفسهم بمواجهة الرأي العام، الذي كشف دعم هذه الأنظمة للمجاميع المُتطرفة.
ما يدور الآن في الساحة يُبشر بربيع خليجي، يقضي على حُكم العوائل المُستبدة، وسط جزع "بان كي مون"، ورضوخ الولايات المُتحدة.
هذا الربيع؛ سيكون نقطة تحول في المِنطقة، سيكون شبيهاً إلى حدٍ ما بتجربة العراق من جهة، والربيع العربي من جهة أخرى، فيما يحتلُ موقعاً بينهما، سيكتب لثوراتها النجاح، بعيداً عن تدخل الغرب المغرض.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك