وصلت العلاقات بين إيران والسعودية إلى طريق مسدود، مع قرار طهران بوقف جميع أشكال التعامل التجاري مع الرياض واتهامها طائرات حربية سعودية بمهاجمة سفارتها في العاصمة اليمنية، على خلفية إعدام السعودية رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي دأب على انتقاد أسرة آل سعود مطالبا بحقوق أكبر للأقلية الشيعية في المملكة.
وكان رد السعودية قاسيًا، حيث قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وحذت حذوها البحرين والسودان وجيبوتي والصومال بينما خفضت الإمارات مستوى التمثيل الدبلوماسي، واستدعت الكويت وقطر وجزر القمر سفراءها لدى إيران بعد اقتحام محتجين إيرانيين للسفارة السعودية في طهران بعد إعدام النمر و46 شخصًا آخرين.
وخلال اجتماع وزاري ترأسه الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم الخميس حظرت إيران جميع الواردات من السعودية، في رد فعل على قرار السعودية، التي أعلنت يوم الإثنين الماضي وقف الصلات التجارية والرحلات الجوية مع إيران.
واستمرت إيران في اتهاماتها للسعودية، حيث قالت: إن طائرات حربية سعودية هاجمت سفارتها في العاصمة اليمنية صنعاء وردت الرياض بأنها تحقق في الأمر.
ونقل التليفزيون الرسمي عن حسين جابر أنصاري المتحدث باسم الخارجية الإيرانية قوله "السعودية تتحمل مسئولية الأضرار التي لحقت بمبنى السفارة وإصابة بعض العاملين."
في الوقت ذاته، قال سكان وشهود في صنعاء: إن مقر السفارة في حي حدة لم يلحق به أي أذى، مضيفين أن ضربة جوية أصابت ميدانا عاما على بعد نحو 700 متر من السفارة وأن بعض الحجارة والشظايا سقطت في فناء السفارة.
كما ذكرت وكالة أنباء "إيسنا" عن وكيل وزارة الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان أن إيران ستسلم تقريرها الرسمي عن الهجوم إلى الأمم المتحدة.
في نفس السياق، قال المتحدث باسم التحالف العميد أحمد العسيري: إن طائرات التحالف نفذت هجمات مكثفة في صنعاء ليل الأربعاء مستهدفة منصات إطلاق صواريخ تستخدمها جماعة الحوثي ضد السعودية.
وأضاف أن التحالف سيحقق في الاتهام الإيراني وأن جماعة الحوثي استخدمت منشآت مدنية منها سفارات مهجورة.
واستمر الحرس الثوري في تصريحاته العدائية تجاه السعودية، وكان اقربها اليوم على لسان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني البريجادير جنرال حسين سلامي رسالة للسعودية بأنها "ستنهار" خلال السنوات القادمة إذا استمرت في انتهاج ما وصفه بسياساتها الطائفية في المنطقة، كما ذكرت وكالة فارس للأنباء.
وأضاف خلال مراسم في طهران لتأبين النمر أن "سياسات النظام السعودي سيكون لها تأثير كتساقط قطع الدومينو وسيندفن تحت الانهيار الذي أحدثه."
وشبه سلامي السياسات السعودية بسياسات صدام حسين وقال "المسار الذي يسلكه النظام السعودي مثل المسار الذي سلكه صدام في الثمانينيات والتسعينيات. لقد بدأ حربا مع إيران وأعدم رجال دين بارزين ومسئولين كبارا وقمع المعارضين وانتهى به الأمر إلى ذلك المصير البائس."
وإلى جانب حظر الاستيراد، أكد مجلس الوزراء الإيراني أيضا حظر رحلات العمرة إلى السعودية والذي فرضه بداية في أبريل، بسبب مزاعم تحرش رجال أمن سعوديين جنسيا بشابين إيرانيين في مطار سعودي.
https://telegram.me/buratha