بعد الاجتماع الذي عقد أمس الاول بين المكتبين السياسيين للاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني لبحث سبل الخروج من الأزمة السياسية التي تعصف بكردستان منذ أشهر، تضاربت التصريحات بشأن فحوى تلك المحادثات، حيث اكد سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني في تصريحات صحفية «أن حزبه والاتحاد الوطني بحثا توقيع اتفاقية ستراتيجية جديدة تتم دراستها حاليا وستوضع مسودتها أمام رئيس الحزب»، فيما نفى سعدي أحمد بيرة عضو المكتب السياسي وعضو الوفد التفاوضي للاتحاد الوطني تماما أن يكون الطرفان بحثا اي اتفاقية ستراتيجية.
وقال بيرة في تصريح صحفي: «لن نعقد أي اتفاق استراتيجي مع الديمقراطي، بل ان هناك إشكالات عديدة بشأن الإتفاق السابق ولدينا ملاحظات حوله»، مشيرا الى وجود اياد خفية تروج لدعايات مضللة، نافيا ان يكون الاجتماع قد بحث موضوعة عزل رئيس البرلمان الحالي قبل ان يجلس الطرفان (التغيير والديمقراطي) على طاولة حوار تطبع الاوضاع بينهما، معربا عن دعم الاتحاد الوطني للطرفين في حالة تمكنا من الجلوس الى طاولة الحوار. وكان فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي قد أشار في تصريحات صحفية الى»أن الاتحاد الوطني طرح عدة مقترحات لأجل حل المعضلة السياسية، وتم التطرق في اجتماع الحزبين الاخير الى عقد اتفاق ستراتيجي جديد، ونحن ندرس هذا الخيار وسنقدمه الى رئيس الحزب مسعود بارزاني»، عادا مشروع الاتحاد الوطني بداية جيدة لفتح صفحة جديدة بين الحزبين، معربا عن اعتقاده بأن الاتفاق الإستراتيجي الجديد سيأخذ بنظر الاعتبار التطورات الجديدة في اقليم كردستان وان كان الطرفان قد ابتعدا عن بعضهما بعد الانتخابات البرلمانية الأخيرة، مبينا ان المحصلة تقضي بعودة الحزبين الى بعضهما فلا بديل عن الاتحاد الوطني الكردستاني الا الاتحاد الوطني الكردستاني، معللا ذلك «لانهم شركاء في الحكم ولديهم القوة العسكرية ويديرون إدارات الحكومة في مناطقهم».تناقض التصريحات بين الحزبين أثار حركة التغيير التي سبق وأن أبدت مخاوفها من التقارب الحاصل بين الاتحاد والديمقراطي ومن أن يكون هذا التقارب على حسابها، وقال الدكتور آسو محمود عضو الهيئة الوطنية للحركة في تصريحات صحفية «إن الحزبين حران في عقد أي اتفاق بينهما، وما يهمنا في هذا المجال هو موقف الاتحاد الوطني من الأزمة السياسية ومن المشروع المشترك الذي قدمته الأطراف الأربعة لحل الأزمة، وما إذا كان الاتحاد الوطني على موقفه من عدم تجديد ولاية رئيس الإقليم»، متسائلا ان كان الاتحاد الوطني الكردستاني ما زال مؤيدا للاصلاحات واللامركزية ام ان هناك مواقف جديدة للحزب.
https://telegram.me/buratha