زيدون النبهاني
يبدو أننا بحاجة إلى ألفين وثلاثة جديد, فما يدور غير مطمئن بالمرة, بالوقت الذي تُعاني فيه الدولة من أزمة مالية خانقة, تخفق الحكومة بخلق إصلاحات حقيقية, ويخفق المتظاهرين على قلة عددهم, في تسويق برنامج ناجح وقيادة معروفة, ما يجعلنا نعيش في حالة يأس قاتلة, نخفق أيضاً في معرفة نهايتها..
النِظام السياسي بعد عام الفين وثلاثة, على مستوى التنظير حالة فريدة في المِنطقة العربية, التي يُشكل العراق جزءاً مِنها, فقد أستبق العراق كل دول الربيع العربي, وأسس نِظام ديمقراطي قائم على أساس, مُشاركة الفرد واحترام خياراته.
الدُستور لا يُشكل عائقاً كما هو مَشهور, فلو تخيلنا أننا دولة بدون دستور, ماذا كان يحصل أكثر مِن هذا؟! هذا على سبيل الفرضية أما بالواقع, فأن الدستور العراقي جدير بالاحترام, وإن كان فيه مشكلةٍ ما, فالمادة (126 و 142) منه, تتيح التعديل فيه.
العائق الحقيقي والوحيد, هي الإرادة الميتة لطبقة كبيرة من السياسيين, فلا وجود لإرادة تنتشل البلد مِن القاع, وهذا يتحمل وزره الأكبر,, حًكام العراق ما بعد صدام.
إضافةً للفساد والصفقات المشبوهة, والترهل الوظيفي ومحاربة العقول والمستثمرين, أصبح العراق ساحة لتصفية الحِسابات الدولية, لا يتعدى كونه ورقة ضغط, تستخدمها هذه الدولة أو تلك,, كُل هذه مُجتمعة على بلدٍ جريح, أنهكت قواه ونخرت عظمه, فيما نُخفق نَحن بإيجاد الحلول..
لستُ أنانياً, الفرق بينَ الحقبتين (صدام وما بعده) كالثرى والثريا, فصدام قاتل فاسد سارق دمرَ كل العراق, وهو ما نتمنى على (ما بعده) أن يعالجوه..
لكن،، بحسابات الشارع الطامح، بلغة العقل والمنطق، فشل جميع من تصدوا للحكم في معالجة ذاكرة الناس، بل فشلوا في أثبات أنفسهم كمعارضين لحكم صدام، وهذا الأكثر خطورة..
الإصلاحات تشبه المظاهرات, كلاهما يفتقد للجوهر والمضمون، ويشتركان بالسطحية و الاهتمام بالقشور, معَ إن الفرصة كبيرة أمامهما للتغيير، فلا الحكومة حاسبت الفاسدين, ولا طرحت المظاهرات بديلاً,, بينَ القصر والساحة, ضاعت أحلام الملايين.
تجربة الجمهورية الإسلامية في إيران والنووي, يمكن أستثمارها بطريقة مثلى, فهي أكثر الدول المهتمة, بنجاح التجربة الحديثة في العراق, وأكثرهن دعماً لاستقراره.
لو كانت لدى دولة الرئيس إرادة، لأستثمر هذه الفرصة, ودخل بقوة في ساحة الدبلوماسية الدولية، ولأنتزع حقوقاً مهدورة للعراق، فقط لو أستثمر تقارب الدول مع إيران، وعرف حجم العراق الحقيقي, وما يمكن أن يلعبه من دور في المنطقة..
هنا.. ستنتهي التظاهرات بإيجابية, وتكون الإصلاحات ملموسة, ويحاسب الفاسدين والسراق, في عراق يُنهي دوره كساحة لتصفية الحسابات, خصوصاً مع انتهاء الدور السعودي والقطري فيه, وانشغالهما بوضعهم الداخلي..
https://telegram.me/buratha