حرب المياه نهج جديد تحاول حكومة كردستان استخدامه للضغط على الحكومة الاتحادية من اجل تحقيق مصالحها التي لا تنتهي، حيث ان تهديداتها بخفض كميات مياه دوكان المتدفقة نحو وسط وحنوب العراق إلى اكثر من النصف ردا على منع الحكومة الاتحادية دخول دواجن كردستان إلى بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية امر لابد من الوقوف عنده، لانها يمثل تجاوز على الدستور العراقي، وعلاوة على التهديد بقطع المياه قررت وزارة زراعة كردستان العراق، اليوم الثلاثاء، منع مرور المنتوجات الزراعية المستوردة عبر اراضيها الى الجنوب، فيما اشارت الى ان كردستان لن يطلق المياه الزائدة باتجاه دجلة وسيتم الاكتفاء بالكميات الاعتيادية.
وقال وزير زراعة كردستان عبد الستار مجيد انه كرد فعل والمعاملة بالمثل سنمنع المنتجات الزراعية المنتجة في كردستان او المستوردة من الدول الاخرى من المرور عبر اراضينا الى المناطق الجنوبية.
وأضاف مجيد ان حكومة كردستان العراق لم تقرر لغاية الان قطع المياه باتجاه نهر دجلة، وانما سيتم عدم اطلاق المياه الزائدة والاكتفاء فقط بالكميات الاعتيادية.
هذا ونقلت بعض وسائل الإعلام عن وزير الزراعة والموارد المائية في حكومة كردستان نشره على صفحته الشخصية في (الفيسبوك) تصريحا يزعم فيه بأن من حق حكومة اربيل خفض كمية مياه دوكان المتدفقة نحو وسط وجنوب العراق الى أكثر من النصف إذا لم تسمح الحكومة المركزية بدخول دواجن كردستان ومنتجاتها الى الوسط والجنوب بعد ثبوت وقوع إصابتين بانفلونزا الطيور فيها.
ويعتبر هذا التهديد بخفض مناسيب المياه عن مواطني محافظات الوسط والجنوب وحرمان البشر والزرع والضرع من حقه الطبيعي بالمياه مخالف لأبسط حقوق الإنسان، وللعدالة في توزيع المياه، وللأخوة بين المكونين، فضلا عن مخالفته للمادة 110 من الدستور، وللاختصاصات الحصرية للحكومة الاتحادية.
إلى ذلك .. اعتبر النائب عن التحالف الكردستاني اسلام حسين، تصريحات وزير زراعة كردستان بقطع المياه عن المحافظات الوسطى والجنوبية بانها رد فعل طبيعي على قرار المركز بحظر إدخال الدواجن.
وقال حسين في تصريحات صحافية ان تصريح وزير زراعة كردستان بتلويحه قطع المياه او خفض الحصص المائية عن المحافظات الوسطى والجنوبية هو رد فعل طبيعي تجاه قرار المركز.
وأضاف أن كردستان تمر بأوضاع اقتصادية حرجة بعد ما وصفه بـ "تنصل" الحكومة الاتحادية عن دفع المستحقات المالية ومخصصات البيشمركة، ورغم ذلك فان كردستان حاولت الاعتماد على موارد اخرى كالدواجن ولكن الصدمة كانت بقرار المركز بعدم ادخالها الى المحافظات الاخرى للاشتباه باحتوائها على أمراض معدية، لافتا الى ان دواجن كردستان خالية من اي أمراض.
وفي رد فعل على توجهات كردستان قال النائب عن التحالف الوطني علي البديري، ان كردستان العراق لا يمتلك مفاتيح السدود المائية داخل البلاد ليعتزم قطع المياه عن المحافظات الوسطى والجنوبية، فيما أشار إلى أن كردستان تبرأ عن عراقيته ازاء تلك التصريحات.
وقال البديري إنه لا يجوز لسلطات كردستان أن تستخدم أسلوب حرب المياه مع الحكومة الاتحادية بسبب امتناعها عن شراء دواجن مصابة بفيروس خطير، فضلاً عن اعتبار كردستان جزء من أراضي البلاد، مبيناً أن تصريحات حكومة اربيل عن قطع المياه أوضحت تبرؤ كردستان عن عراقيتها وانتماءها للبلد.
وأضاف أن كردستان لا تمتلك مفاتيح السدود المائية المشيدة على الأنهار داخل البلاد لتطلق تلك التصريحات لان وزارة الموارد المائية الاتحادية هي الجهة المسؤولة عن التحكم والسيطرة بتلك السدود، مؤكداً عزم لجنة الزراعة في مجلس النواب العراقي على مخاطبة السلطات المعنية لتزويدها بأسماء المستوردين لتلك الدواجن.
وتابع البديري أن الدواجن المصابة تدخل عبر أراضي كردستان قادمة من تركيا بهدف ضرب الاقتصاد العراقي والهيمنة عليه، مضيفاً أن وزارة الزراعة أصدرت قرارها بعدم دخول تلك المنتجات للمناطق الوسطى والجنوبية في البلاد.
وفي هذا الصدد حذر النائب عن التحالف الوطني توفيق الكعبي، حكومة كردستان من مغبة خفض المياه عن المحافظات الوسطى والجنوبية، مؤكدا إن هذه الخطوة ستضر مصالح الإقليم أولا.
وقال الكعبي أن كردستان العراق قد تمادى كثيرا في التلويح والتهديد المستمر للدولة العراقية والحكومة المركزية عبر استخدامه اوراق ضعط يسعى من خلالها للحصول على المكاسب الشخصية.
واضاف انه يجب على كردستان ان تعرف حجمها وتمتنع عن تهديد المركز وان التصريحات الكردية الاخيرة بقطع وخفض الحصص المائية على المحافظات الجنوبية والوسطى ستضر مصالح الاقليم بالدرجة الاولى، مشيرا الى ان الحكومة الاتحادية تملك ارواق ضغط اكثر ستمارسها على الاقليم، وان الاخير لا يساوي شيئا من دون العراق.
ويبقى السؤال المثار : هل ان دواجن كردستان الممنوعة من الدخول إلى محافظات الوسط والجنوب ستثير ازمة جديدة بين بغداد واربيل ؟.
صباح العبودي
https://telegram.me/buratha