قاذفة روسية من طراز "سو 34" شاركت في العملية الروسية في سوريا
ما إن أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن قراره بسحب الوحدات الأساسية للقوات الروسية من سوريا حتى بدأت وسائل إعلام غربية بوضع فرضيات حول أسباب هذه الخطوة.
وجاء في مقال نشرته صحيفة "ذي ناشيونال إنترست"، الثلاثاء 15 مارس/آذار، خمس فرضيات أساسية قدمتها وسائل إعلام غربية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفرضية الأبسط تكمن في أن يكون نشر القوات الفضائية الروسية بسوريا في سبتمبر/أيلول من العام 2015 قد جاء منذ البداية كعملية قصيرة الأمد.
كما لفتت الصحيفة إلى تغيّر الديناميكية السياسية لعملية تسوية الأزمة السورية، الأمر الذي يدل عليه بوضوح عدم طرح استقالة الرئيس السوري بشار الأسد من قبل أحد كشرط أساسي لتنفيذ عملية السلام في البلاد.
الفرضية الثانية، تقول إن موسكو تسعى إلى وقف عمليتها العسكرية وهي في ذروة النجاح. وتوضح الصحيفة أن "التدخل الروسي في الأزمة السورية غير بشكل حاد صورة الكرملين ليس في الشرق الأوسط فحسب إنما وفي العالم برمته، حيث عرض العسكريون الروس قدرتهم على إعلان وتنفيذ العمليات العسكرية خارج حدود بلادهم، وأظهروا أن موسكو تستطيع تغيير الأوضاع في سوريا بصرف النظر عما يريده كل من واشنطن وبروكسل والرياض وأنقرة".
كما يرى الخبراء الغربيون السبب الرئيس لسحب موسكو قواتها الجوية الفضائية من سوريا في سعي روسيا إلى تجنب "الفخ الأفغاني".
وتقول الصحيفة:" عندما أطلقت روسيا عملية نشر قواتها في سوريا بدأ بعض المعارضين السوريين بالبحث عن وسائل تحويل سوريا إلى أفغانستان ثانية بالنسبة لروسيا".
وأشارت الصحيفة، في الوقت نفسه، إلى أن هذا السيناريو لم يتحول إلى واقع، والأوضاع في سوريا استقرت، رغم توجس سلطات الدول الغربية.
من جهة أخرى، يربط بعض الخبراء بدء سحب القوات الروسية من سوريا برغبة موسكو في تجنب خوض صراع سافر مع الرياض، إذ أظهرت موسكو، حسب الصحيفة، أنها ما زالت منفتحة على تسوية الأزمة السورية عن طريق المفاوضات، التي ستأخذ بعين الاعتبار مصالح جميع الأطراف، بما فيها الرياض.
أما الفرضية الخامسة، وهي الأخيرة في قائمة صحيفة "ذي ناشيونال إنترست"، فتقول إن روسيا تسعى إلى إظهار أن دعمها لدمشق من غير الممكن أن يستمر إلى ما لانهاية، لا سيما وأن الرئيس السوري بشار الأسد أصبح أقل ميولا للمشاركة في المفاوضات بعد النجاحات التي حققها جيشه في الآونة الأخيرة.
ولهذا السبب، أعادت موسكو، حسب الصحيفة، إلى أذهان سلطات دمشق أن روسيا تسعى إلى التسوية السلمية للأزمة السورية.
يذكر أن عمليات القوات الفضائية الجوية الروسية في سوريا انطلقت في 30 سبتمبر/أيلول من العام 2015.
وأعلن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، الاثنين 14 مارس/آذار، أن القوات السورية مدعومة بسلاح الجو الروسي تمكنت منذ بدء العملية الروسية في البلاد من تحرير 400 مدينة وقرية سورية واستعادة السيطرة على أكثر من 10 آلاف كيلومتر مربع من أراضي البلاد.
وأضاف شويغو أن سلاح الجو الروسي نفذ، في إطار عمليته بسوريا أكثر من 9 آلاف طلعة، مشيرا إلى أن القوات الروسية تمكنت من عرقلة تجارة الإرهابيين بالنفط أو القضاء عليه بشكل كامل في بعض المناطق، كما استطاعت وقف أو تدمير الإمدادات الأساسية لتمويل الإرهابيين ونقل الأسلحة إليهم.
وقال شويغو أيضا إن الطيران الحربي الروسي دمر في سوريا حوالي 209 منشأة خاصة بإنتاج النفط، فضلا عن أكثر من 2000 شاحنة لنقل المنتجات النفطية، لافتا إلى أن القوات الروسية في سوريا قتلت أكثر من 2000 مسلح، بمن فيهم 17 قائدا للمجموعات الإرهابية، انتقلوا إلى البلاد من أراضي روسيا.
وشدد شويغو على أن العسكريين الروس ضمنوا متابعة التزام أطراف الهدنة بنظام وقف الأعمال القتالية، وذلك باستخدام طائرات من دون طيار ووسائل استخباراتية أخرى ومجموعة الأقمار الاصطناعية الروسية.
المصدر: نوفوستي
https://telegram.me/buratha