هي الاولى من نوعها، عملية تفجير حافلتين في القدس امس فجرت الوضع من جديد على الصعيد الاسرايلي الفلسطيني، فما ان وقعت العملية حتى بات رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتياهو يطلق التصريحات التهديدية بمعاقبة الفاعلين , أما فصائل المقاومة فأيدت وباركت العملية فيما اعتبرتها حركة فتح وهي المسيطرة على الضفة أنها رد فعل على جرائم الاحتلال .
اطلق نتنياهو هذه التهديدات وهو لا يعلم خلفية الحادث بعد فاما ان يكون جنائيا او فدائيا او خلل فني ولكن كل التوقعات جائزة حسب ما اورده الاعلام الاسرائيلي.
في هذا السياق اكد المحلل والخبير في الشأن الاسرائيلي علاء الريماوي ان المقاومة الفلسطينية بشكل عام تقوم على دائرتين، الدائرة الاولى هي ردود فعل على الظلم، اما الدائرة الثانية هي انتزاع الحقوق.
واشار الى ان قتل الفلسطيني ومداهمة المساجد ومحاولة المساس بالمقدسات فما الذي يمكن لشاب فلسطيني قتلت والدته و شقيقه بان عليه ان يكون "ريلاكس" فهذا لا يمكن الحديث عنه، على حد تعبيره.
وحول ماهية التفجير قال الريماوي: "علينا ان ننتظر ما يظهر في التحقيقات الاسرائيلية و التي تقول ان هناك عبوة ناسفة تم تفجيرها، ولكن الان يدور الحديث عن الاشتباه بشخص ما من الفلسطينيين".
واضاف: "بالمجمل سواء كانت جنائية او امنية فبرأيي لن يغير خلفية التفجير من واقع المقاومة شيء، حيث ان الشعب الفلسطيني وصل الى مرحلة النهاية وأغلق في وجهه الافق السياسي ولم يعد هناك حديث عن دائرة من الامل، وبالتالي فان كل المؤشرات من الامن الاسرائيلي و القراءات العامة فان الاوضاع القادمة ستكون مليئة بالدم، بمعنى من لم يستطع صناعة السلام على الارض فانه قادر على تفجير لوحة من الدمار الكبير".
وبين ان اسرائيل اختارت ان تذهب الى ابعد مدى من اللوحة الحمراء، في المقابل لم تصنع ما يعرف على الارض في المناخات التي تهدئ الامور.
ورأى الريماوي ان العملية ليس عملية جنائية، لافتا الى ان العملية كانت مؤلمة للاحتلال الاسرائيلي، مبينا انها لو كانت جنائية لكان الاعلام الاسرائيلي قد اعلن منذ الدقيقة الاولى.
واشار الى ان العملية بهذا النوع فانها تعني العودة الى عام 1997 و1998 و1999 والانتفاضة الثانية عام 2002 و2003، حيث ان الاسرائيلي لا يمكنه احتمالها او قبولها، مشيرا الى ان اسرائيل لا تحاول ان تعيد هذه الصورة الى ذهن الاسرائيلي، مؤكدا ان الساحة الفلسطينية باتت مرشحة لمزيد من التصعيد و ان كان متقطعا.
وحول امكانية شن هجوم عسكري رابع على قطاع غزة ، اكد ان نتيناهو ليس جديدا عليه ان يفشل امام المقاومة الفلسطينية، معتبرا انه لا يستطيع ان يشن جولة رابعة على قطاع غزة، معللا ان هناك تداعيات اذا ما فعل ذلك لا يستطيع تحملها الان.
وقال: "اما في الضفة الغربية فهو يجتاحها ليل نهار ولا يوجد هدف لاسرائيل من وراء ذلك، وبناء على ذلك فان نتنياهو سيقوم باعتقالات اوسع واقتحامات ومنع المقاصة المالية للسلطة لفترة وجيزة ".
واستبعد الخبير في الشأن الاسرائيلي ان يكون هناك شكلا من التصعيد في قطاع غزة .
من جهته قال د.مخيمر ابو سعدة في حديثه لدنيا الوطن عن العملية التي وقعت امس "أن الاحتلال وسياساته من اقتحامات وهدم للبيوت وقتل للفلسطينيين هو سبب مباشر لاستمرار العنف وربما هذا يعود السبب الأساسي لهذه العملية التي تحمل الملامح الفردية وليست التنظيمية .
وتابع"منذ بداية الانتفاضة الحالية قدم الفلسطينيون 200 شهيد وكل عمليات الدهس والطعن التي كانت سابقا هي عمليات فردية لم تتبناها الفصائل المقاومة واكتفت بمباركتها فقط ولم تعلن عن تبني أي عملية ولا حتى عملية الباص التي وقعت بالأمس منوها ان العمليات جميعها اتسمت بالفردية الا أن ملامح هذه العملية تتسم بالتطور الذي هو مختلف عن العمليات السابقة وبالتأكيد هذه العملية تم التخطيط لها بشكل جيد ، ويصعب القول أن يكون شخص واحد هو من قام بالبحث والتخطيط والتقصي للعملية الا أنني أستبعد وقوف التنظيمات الفلسطينية وراء مثل هذه العمليات .
واضاف"التفجير وقع في مؤخرة الباص وفي العادة التفجيرات التي تحمل بصمات الفصائل تكون في المنتصف ويكون هنالك فدائي يقوم بتفجير نفسه وهذه العملية ملامحها مختلفة قليلة فهي اقتصرت على عبوة تم وضعها بالمؤخرة ولم يكن الباص ممتلىء كما كنا نشاهد سابقا في العمليات الفدائية التي تقوم بها حماس والجهاد ولذلك عنصر القوة يكمن في أن هذه العملية تحمل بصمات فردية بعيدة عن التنظيمات ولم يُحضر لها بشكل متمكن كما كنا نشاهد سابقا .
وعن سبب عدوم الوضوح في الاعلام الاسرائيلي حتى الان حول العملية أكد أبو سعدة"كانت الفصائل تعلن عن العمليات السابقة وتقف مباشرة خلفها وبالتالي لم يكن من الصعب على الاعلام الاسرائيلي أن يتفق على هوية الفاعل الا أن هذه العملية لم يُعلن أي تنظيم قيامه بهذه العملية وبالتالي هذا سبّب ارباك وتخبط واضح في الاعلام الاسرائيلي وأصبح الحديث ان كانت جنائية ام خلل أم فدائية ، مؤكدا أن عدم تبني الفصائل ترك المجال للاعلام الاسرائيلي لأن يتخبط في معلوماته .
واشار أبو سعدة"اذا كانت اسرائيل ستسعى للتصعيد فالسبب الأكيد أنه ليس بسبب العملية انما بسبب النفق الذي اكتشفته اسرائيل بعمق 2كيلو ويصل لعمق اسرائيل وهو ما قد تستغله لتقوم بضرب حماس وعناصرها او قيادتها عن طريق الاغتيال ، مبينا أن الرد على هذه العملية سيكون بمعرفة الفاعل وكشف هويته ومن ثم هدم بيته وسيقتصر الأمر على الرد الفردي وليس الجماعي والتقدير بالمجمل ان الفصائل بعيدة عن هذا النوع من العمليات .
وختم حديثه بالقول"الفصائل لا تريد جر المنطقة لحرب جديدة لأسباب متعددة أهمها انها لا تريد من اسرائيل العودة لسياسة الاغتيالات وواضح أنها ليست معنية بذلك بالاضافة الى كون وضع فلسطين كدولة في الامم المتحدة فسيدفع اسرائيل الى محاكمة الفصائل باعتبار ان المستهدف هم من المدنيين وليس العسكريين وبالتالي ربما تُحرج العملية الفصائل .
وكانت عملية التفجير للباص وقعت أمس في القدس وخلفت 21 اصابة وُصف بعضها بالخطير فيما باركت الفصائل العملية واكتفت اسرائيل بالاشارة لكونها عملية فدائية .
https://telegram.me/buratha