محمد حسين عجوز بعد أسابيع من وصوله إلى مخيم إيدوميني في مارس/آذار 2016
أجلت السلطات اليونانية آلاف اللاجئين من مخيم إيدوميني الواقع على الحدود مع مقدونيا الذي كان “قطعة من جحيم”، كما وصفه بعض اللاجئين الذين أقاموا فيه. وجرى نقل المهاجرين، وأغلبهم من سوريا و العراق وأفغانستان، إلى منشآت أخرى.
ويوجد في اليونان على الأقل 51 منشأة للاجئين، وفقاً للأرقام الرسمية 37 منها عبارة عن خيم. فكيف يعيش اللاجئون في هذه المخيمات؟
تلقي الزميلة ريما مروش نظرة على أحد المخيمات (لاغاديكيا) من خلال عيون أحد اللاجئين السوريين المقيمين فيها: محمد حسين عجوز، 24 سنة.
محمد حسين عجوز – من طالب هندسة إلى لاجئ
قصة محمد حسين عجوز (24 عاماً) تشبه قصص مئات من الشباب السوريين. كان طالباً هندسة مساحات في حلب. وفي 2014 بسبب الحرب انتقل إلى غازي عنتاب حيث عمل بعدة أشغال: كهرباء، غاز، عمارة. “الذي لا يعمل بتركيا يتبهدل،” يقول محمد. ويضيف أنه عندما بدأت موجة الاغتيالات المنفذة من قبل “داعش” في جنوب تركيا، قرر مغادرة تركيا. و في 17 شباط/فبراير وصل إلى جزيرة كوس اليونانية بعدة أيام من إغلاق الحدود اليونانية المقدونية.
ويقول محمد: “عندما تم توقيع القرار، كنت على حدود مقدونيا. كان دوري للدخول. كنت واقفاً على الباب والناس تدخل. كان أمامي حوالي 40 شخصاً عندما أٌغلقت الحدود،” و مثل العديد من الآلاف، علق محمد في مخيم إيدوميني.
مخيم إيدوميني، الجملة المطبوعة على البطانية تقول: “حقوق الإنسان لا تطبق هنا”
ويشكو قائلاً: “الجحيم في سوريا أهون من إيدوميني؟”
وصف ستيليوس كولوغلو، من حزب سيريزا الحاكم في اليونان، إيدوميني بأنه “كارثة إنسانية واجتماعية” ليس فقط بسبب “المشكلات الصحية والأحوال البائسة” ولكن أيضا لظهور العصابات.
محمد يعرف هذا المخيم جيداً فقد قضى عدة أسابيع هناك. ويؤكد موضوع وجود عصابات مختلفة: “جماعة مخدرات، سرقات، دعارة. إذا كنت لا تنتمي إلى عصابة ما، لا تستطيع أن تعيش هناك. كثير من القصص صارت بإيدوميني تخلي القلب ينفجر.” قرر أن يترك المخيم قبل إجلاء سكانه. “قررت أطلع بكرامتي قبل أن يفرغوا المخيم”. انتقل إلى لاغاديكيا في 10 أيار/مايو.
لاغاديكيا
يستوعب مخيم لاغاديكيا 1200 شخص. حالياً هناك تقريباً 900 شخص، أغلبهم (حوالي 70 بالمائة) من النساء و الأطفال. “لكل عائلة خيمة. بالنسبة للشباب نكون ما بين 5 أو 8 في خيمة واحدة. يعطون بطانيتين، أحياناً في الليل الجو بارد و لكن خلال النهار حار جداً”.
هناك ثلاث وجبات متواضعة في النهار، الأكل لا يكفي للكبار. ولكن البرد و قلة الطعام ليست الأسوأ.
ويقول: “أسوأ شيء هو الانتظار. الناس لم يبق عندها أمل. على الأقل أنا لوحدي. الله يكون في عون العائلات. لو ميت بسوريا أشرف لي. الجميع، الشرطة أو عمال الإغاثة، يقولون لك “لا نعرف ماذا سيحصل بكم” وهذا الشيء أصبح يقتلنا من الداخل. العديد هنا باعوا جميع ما لديهم.” و يضيف معلقاً على الوضع في المخيم: “أفضل من ايدوميني لأنه مخيم هادي بس بعد كل شي اسمه مخيم. هذه ليست أوروبا. مخيم بالداخل السوري أفضل من هنا، على الأقل تعرف أنك ببلدك، “ يقول محمد.
آخر رسالة بادلناها مع محمد عبر واتس آب تقول: “أنا راجع على تركيا. الموت أرحم.”
(بي بي سي)