أعلنت الأمم المتحدة، الأحد 5 يونيو/حزيران، أن أكثر من 12 ألف شخص هربوا من مدينة الفلوجة التي يسيطر عليها تنظيم "داعش"، بينما تسعى السلطات العراقية إلى تحريرها من قبضة التنظيم.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن هؤلاء النازحين انتقلوا إلى مخيمات في مناطق آمنة، وإن أغلبيتهم لجأوا إلى مخيم عامرية الفلوجة، مضيفة أنه تم توزيع مواد الإغاثة الطارئة على عائلات النازحين من الفلوجة والكرمة الذين وصلوا إلى مخيم الأهل في أبوغريب غرب بغداد.
بدورها، قالت المسؤولة الإعلامية في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين: "نحن نخطط لتوزيع المزيد من مواد الإغاثة في 4 مخيمات في عامرية الفلوجة خلال الأسبوع الحالي".
الأرواح مقابل النجاة
ويوجد نحو 50 ألف مدني في الفلوجة، يخضعون لسيطرة تنظيم "داعش" منذ يناير/كانون الثاني 2014، لكن مع تطور الأحداث، وإعلان بغداد عملية استعادة الفلوجة، باتت المدينة على صفيح ساخن ما يهدد سلامة المدنيين، وبذلك أصبح الفرار من المدينة السبيل الوحيد للنجاة من الحرب المستعرة حاليا هناك.
وأصبح نهر الفرات، طوق نجاة سكان الفلوجة الذين قرروا ترك المدينة. ويقول رئيس المجلس المحلي لناحية عامرية الفلوجة، إن الفارين من الفلوجة يستخدمون أي وسيلة تطفو على مياه نهر الفرات للعبور للضفة الأخرى.
وأشار إلى أن الناس يستخدمون ثلاجات فارغة وخزانات خشبية وبراميل مخصصة لنقل الكيروسين كبدائل عن القوارب لعبور النهر". مضيفا أن هذه العملية ليست آمنة بتاتا، ولذلك يسقط الأبرياء غرقى، مؤكدا أن أكثر من 1000 عائلة نجحت في عبور النهر.
وعلى صعيد متصل، أعرب مدير مجلس اللاجئين النرويجي في العراق، نصر المفلحي، أن أكبر المخاوف تحققت بشكل مأساوي، إذ يستهدف المدنيون استهدافا مباشرا أثناء محاولة الفرار بحثا عن السلامة.
وأضاف المفلحي أن هذا هو أسوأ ما كنا نخشى حدوثه للمدنيين الأبرياء من رجال ونساء وأطفال اضطروا لأن يتركوا كل شيء وراءهم للنجاة بأرواحهم.
الموت أمامكم.. وداعش وراءكم
على الرغم من محاصرة المدينة من قبل القوات العراقية، فإن داعش يستميت في الدفاع عن حصنه ولا يتوانى عن أي طريقة لقلب المعركة لصالحه، ويعمل على استغلال المدنيين كدروع بشرية، كما أنه يسعى إلى إحكام قبضته عليهم.
وأفادت بعض المصادر بأن داعش يطلق النار على المدنيين الفارين من مدينة الفلوجة أثناء عبورهم نهر الفرات.
وقال مجلس اللاجئين النرويجي، في بيان رسمي، إن أقوال العائلات التي اتصل بها المجلس تفيد بأن المدنيين الذين يحاولون عبور نهر الفرات من أجل الفرار من القتال يستهدفون من جانب جماعات معارضة مسلحة.
ويسعى الجيش العراقي، مدعوما بدعم الحشد الشعبي وبإسناد جوي من التحالف الدولي، إلى استعادة السيطرة على الفلوجة من قبضة مسلحي داعش.
المصدر: وكالات
https://telegram.me/buratha