تستعد جنة "الوهابيين والداعشيين" الشبيهة بلاس فيغاس لاستقبالهم ورمي الحور العين في أحضانهم، أنهار من الخمر واللبن والعسل تنتظر بطونهم لملئها، في حفل عربدة سماوي مكافأة لهم لإراقة الدماء في الأسفل.
وكضبع مُدمى يلعق جراحه، ويحاول استجماع قواه لمعاودة هجوم معاكس، يحاول تنظيم "داعش" تنفيذ هجماته ضد أخوة "الشريعة الجهادية" من الوهابية، ففي العرف السلفي لا حرمة لشيء يقف أمام طموح يلبسونه حلة الدين، الخلافة في اعتقاد هؤلاء تكون بالغلبة والقهر وعلى من يُقهرون السمع والطاعة لولي الأمر.
عمليات انتحارية قرب المسجد النبوي والقطيف، بعض المحللين قالوا أن تلك العمليات الإرهابية تصب في خدمة النظام السعودي الذي يسعى لترسيخ فكرة مفادها أنه مهدد من قبل التطرف والإرهاب لأنه يحاربه!.
وعلى الرغم من منطقية هذه الفرضية، إلا أنها لا تنفي وجود خلاف حقيقي بين النظام السعودي وبين "داعش"، فمثلاً القاعدة لم تشكل تهديداً يُذكر على السعودية كما “داعش”، وكما هو معروف أيضاً هناك خلاف بين "القاعدة" و"داعش"، على الرغم من أن التنظيمين من رحم واحد،وكذلك الأمر بالنسبة للنظام السعودي الذي يجعل المذهب الوهابي المتشدد مذهباً رسمياً وحيداً فيه ذات الممارسات الداعشية والقاعدية من جز الرؤوس والجلد والرجم وقطع الأطراف والتعذير والملاحقة لأتفه الأسباب كـ "كترك الصلاة ووجود النساء في الحدائق العامة أو قيادتهن للسيارات والكثير من الممارسات الشرعية المتطرفة الديكتاتورية".
عندما وصل تنظيم "داعش" إلى معبر عرعر بين العراق والسعودية استنفر نظام آل سعود وصاح بلكنة بدوية "الفزعة يا عرب" مع أن الرياض كانت ولا تزال تستعرض قوتها العسكرية، لكن يبدو أن جيشها الرملي لا يصلح سوى أن يكون جيشاً من الخزمتشية لحماية مزارع أباطرة الرذيلة وقصورهم، لا للقتال، وقتها عمدت الرياض إلى استئجار مقاتلين سودانيين وأفغان ومصريين وباكستانيين وأردنيين لحماية حدودها، فشل جيش الخزمتشية أيضاً في حربه على اليمن، فتأكدت صورة النظام السعودي الورقية.
بالعودة لحرب أخوة "الخلافة" السلفية القاعدية ـ الداعشية والوهابية السعودية فإنه يمكن القول بأنها حرب سياسة بحتة، في أية لحظة يمكن أن يتحول وهابي للمعسكر الداعشي ـ القاعدي، إذا لا فروقات أيديولوجية موجودة بينهما، وهو تحدٍ كبير للسلطات السعودية، مجتمعها مليء بدواعش بالفطرة، وقد أكدت ذلك عدة استطلاعات رأي للسعوديين الذي رأوا بأن "داعش" يطبق الشريعة الإسلامية، بالتالي فإن النظام السعودي موجود وسط بحر من الدواعش في بيته الداخلي أساساً، وقد نسمع عن عمليات إرهابية اخرى في الأيام القادمة، لكن هذا أيضاً لا يمنع بأن نظام آل سعود سيستفيد من ذلك بالتأكيد على أنه أكثر من يعاني من التطرف والإرهاب بحسب زعمه، فيما ستبقى جنة "الجهاديين الوهابيين السعوديين والقاعديين والدواعش" تنتظر وصول مجاهديها بأعضائهم التناسلية المشحوذة المشتاقة للحور العين جزاءً لهم على عملياتهم الانتحارية حتى ضد بعضهم البعض.
https://telegram.me/buratha