يعمل اصحاب الفكر الوهابي على استهداف المساجد والمقدسات الاسلامية، والتي كان آخرها استهداف مرقد السيد محمد "عليه السلام" بمحافظة صلاح الدين وسط العراق. يأتي هذا في سياق محاولات النظام السعودي الوهابي طمس المعالم الاسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة، اضافة الى هدم قبور أهل البيت "عليهم السلام" والصحابة.
الاعمال التخريبية التي يشهدها العالم الاسلامي المعاصر من الاعتداء على المساجد والمراقد المقدسة والمزارات على يد جماعات داعش والقاعدة وامثالهما ليست وليدة اليوم وانما يعود تاريخها مع قيام المملكة السعودية وهيمنة الفكر التفكيري على الحياة السياسية في الجزيرة العربية.
وبعودة زمنية قليلة الى الوراء نلاحظ قيام حملة الفكر الوهابي بهدم قبور واخفاء آثار الصحابة وخيرة التابعين واهل بيت النبي "صلى الله عليه وآله وسلم".
وكانت المدينتان المقدستان مكة المكرمة والمدينة المنورة ولكثرة ما بها من آثار دينية من اكثر المدن تعرضاً لهذه المحنة العصيبة التي أدمت قلوب المسلمين وقطعتهم عن تراثهم وماضيهم التليد.
ولم يقتصر التحرك والتدمير على مدن الجزيرة العربية المقدسة، فقد أوقع السعوديون مجزرة عظيمة عام 1802 ميلادية سميت بمجزرة كربلاء عبر هجوم بعشرين الفاً لغزو مرقد الامام الحسين "عليه السلام" وقتلوا حينذاك الالاف من ابناء المدينة وهدموا طرفاً من قبة المرقد ونهبوا خزائنه.
ومن ثم توجهوا نحو النجف الاشرف لهدم ضريح الامام علي "عليه السلام" لكنهم لم يتمكنوا من ذلك لمناعة سوره الخارجي والاستبسال في الدفاع عنها.
وعام 1225 للهجرة سار السعود مؤسس المملكة بثمانية آلاف مقاتل الى الديار الشامية واستولى على ما عثر عليه من مال ومتاع وعادوا معه غنائم كثيرة من اموال المسلمين.
ولم يكتف آل سعود بذلك فبعد استيلائهم على الحجاز وقعت حادثة انقطاع وصول قوافل الحج من مصر والشام والعراق واسطنبول، لان السعوديين كانوا يرون في هذه القوافل مظاهر تخالف قواعدهم الدينية المنحرفة ولا تتفق مع مبادئ الدعوة السلفية.
ولا تزال سياسة حكام آل سعود مستمرة الى يومنا لطمس المعالم الاسلامية المقدسة، فجراء عمليات ما تصفها حكومة السعودية بتوسيع الحرم المكي، أقدمت السلطات السعودية على تدمير قرابة 95 من المباني القديمة في مكة المكرمة لاقامة فنادق فخمة وشقق سكنية ومراكز تسوق.
كما لم يبق سوى 10 بالمئة من المعالم التاريخية في المدينة المنورة بحجة عمليات توسعة الحرم النبوي الشريف في ظل ردود افعال منددة من العالم الاسلامي بمخططات آل سعود والفكر الوهابي التكفيري.
وبينما تهدم الآثار الاسلامية في الجزيرة لاتزال منطقة خيبر تحتوي آثار مرتبطة بتاريخ اليهود يؤمونها حتى اليوم لزيارتها، كما تتم المحافظة على آثار الملك عبد العزيز بن سعود وتعتبر تراثاً وطنياً.
https://telegram.me/buratha