وصفت صحيفة تلغراف البريطانية خلي الغرب عن الكرد بالطعنة الأقذر في الظهر , ونددت في عنوان مقالها ” الغرب يخونون الكرد ويسمحون بقتلهم ” بموقف ساسة الغرب وقادتهم بحق الشعب الكردي ,وقالت :”مدح الغرب الكرد ووصفوهم كقوة رئيسية في مواجهة داعش والأن باتوا يغمضون أعينهم عن الهجمات عليهم في سوريا والعراق, فالمقاتلون الأبطال الذين كانوا في نظر الغرب ، أصبحوا في لعبة غير عادلة لكي يتم قتلهم , لقد كانت هذه من أسوء الخيانات الغربية لحلفائهم. وهذه الخيانة هي الأكثر بشاعة حتى الأن”.
وكشفت التلغراف عن مفاوضات دامت ﻷشهر مع واشنطن ، بدأت تركيا بقصف تنظيم الدولة الإسلامية "داعش” وبعد بضع ساعات بدأت بإسقاط القنابل على حزب العمال الكوردستاني, ولطالما ربطت تركيا بين حزب العمال الكوردستاني وتنظيم داعش الإرهابي.
وأكدت الصحيفة محاولة الحكومة التركية الربط بين تنظيم بربري من العصور الوسطى مع حركة ثورية ماركسية تريد بناء وطن للأكراد في الدول الأربعة سوريا والعراق وتركيا وإيران.
واشارت :”ومع ذلك مهما تكن وجهة نظركم تجاه حزب العمال الكردستاني. سواء كنتم متفقين مع الغرب الذي يصنفه كتنظيم إرهابي أو مع الكرد الذين ينظرون إليه كجيش شرعي,لا يمكن المقارنة مع مسلحي التنظيم اليساري pkk, وتنظيم داعش الذي يهدد بتدمير الدول ويقطع الرؤوس ويتمدد في سوريا والعراق”.
ووضحت تلغراف سعي بعض الدول الغربية القول أن تركيا تقصف فقط حزب العمال الكردستاني، ولاتهاجم المجموعات الكردية الأخرى , في إشارة منها إلى وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا , ولذلك لا يشعر القادة الغربيون بالقلق حسب الصحيفة.
مضيفة أن الأمور أكثر تعقيدا من ذلك, فحزب العمال الكوردستاني على علاقة وثيقة بوحدات حماية الشعب ypg في سوريا, وهم الذين قاتلوا تنظيم الدولة الإسلامية بشجاعة فائقة, وكانت القوات الأكثر فعالية لدى واشنطن على الأرض.
وتصف الصحيفة الغربية تغاضي واشنطن بصرها عن قصف تركيا للوحدات الكردية بالعمل اللاأخلاقي والصاعق وتقول :”فحسب الناطق بإسم وحدات حماية الشعب، بدأت تركيا بقصف قواتهم , ولم يتضح بعد إن كانت واشنطن ,وقوى التحالف قد وافقت على ذلك أم إنها فقط تتسامح مع هذا”.
وتزيد :”بينما يقول أحد علماء السياسة في جامعة بيلغى في تركيا إن واشنطن لم توافق على الحملة ضد الكرد ، ولكنهم تسامحوا معها ،من أجل الحصول على الدعم التركي في مجابهة تنظيم الدولة الإسلامية”.
وغمزت التلغراف مؤكدة على خيانة موقف الدول الغربية سواء أكانت فرحة بالقصف التركي أو وافقوا عليه، فهذه خيانة للشعب الذي بذل المجهود الأكبر في مقارعة الدولة الإسلامية أكثر من كل السياسيين الغربيين جميعا.
وتطرقت المقالة إلى الوقت الذي فر الجيش العراقي أمام أولى نفخات التنظيم المتطرف ، لكن الكرد بقوا في أرضهم وتدربوا بجهد وخاضوا الحرب ضد تنظيم الدولة المتطرف, وعملوا على حماية الجماعات الغير الكردية أيضا ,نقلاً عنها.
وأضافت :”مدحت وهللت الصحافة الغربية للكرد ووصفتهم بالأبطال, والأن يتعرضون للهجوم من قبل حليف لنا في الناتو, وحتى إنها ضربت قدرتهم عن التعبير عن أنفسهم سياسيا بإغلاق 96 موقعاً إلكترونياً كردياً أويسارياً”.
https://telegram.me/buratha