التقارير

ورقة الكيميائي السوري.. من يحاول إعادتها لطاولة اللعب؟

1330 2016-09-01

أعرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عن عدم اعتقاده بإمكانية فرض عقوبات ضد دمشق بسبب التقرير المشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

ومع ذلك لا تزال الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، تحرِّض على طرح (في مجلس الأمن) ملف استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، مع الإدانة المسبقة للحكومة، متجاهلة تماما أن التقرير المذكور قد أشار أيضا إلى أن تنظيم داعش الإرهابي استخدم تلك الأسلحة.

المندوب الروسي الدائم في الأمم المتحدة رأى أن تقرير بعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، ليس كافيا لفرض مجلس الأمن الدولي عقوبات ضد دمشق، مشددا على أن التقرير المقدم لا يحتوي على دلائل وأسماء محددة وبصمات. ما يعني أن التقرير مجرد حالة رصد لوقائع لا تزال تحتاج إلى بحث وتدقيق.

موقف دمشق يكاد يكون متطابقا مع موقف موسكو في هذا الصدد، حيث أعلن مبعوث سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، رئيس وفد الحكومة السورية لمفاوضات جنيف، بشار الجعفري، أن خلاصة نتائج تحقيقات اللجنة المشتركة لبعثة الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية حول استخدام السلاح الكيميائي في سوريا، الواردة في التقرير، مبنية بالأساس على استنتاجات وأقوال أدلى بها شهود قدمتهم المجموعات الإرهابية، وان هذه النتائج لا تمتلك أي دلائل مادية.

الدول الغربية تركز بشكل مثير للتساؤلات على ملف سوريا الكيميائي، بالرغم من أن الحكومة السورية وافقت في سبتمبر/أيلول 2013 على تسليم أسلحتها الكيميائية بهدف التخلص منها في إطار اتفاق بين موسكو وواشنطن. وبناء على ذلك، تبنى مجلس الأمن الدولي في 27 سبتمبر/أيلول من نفس السنة القرار رقم 2118 بشأن نزع السلاح الكيميائي من سوريا، حيث أشار فيه إلى إمكانية فرض عقوبات واستخدام القوة في حال تنفيذ هجمات كيميائية في سوريا من قبل أي طرف ما.

ويبدو أن الغرب تذكر الآن هذا القرار ويرغب بفرضه على الواقع لأسباب كثيرة، على رأسها إبعاد الأنظار عن عمليات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في سوريا، وكسب المزيد من الوقت لترتيب صفوف حلفائه في المنطقة، والضغط على روسيا بهدف تقليص مساحتها في الأزمة السورية. ومع ذلك لا يمكن استبعاد أن يتهور الغرب في حملات إعلامية تضليلية، والوقوع في فخ التقارير غير الموثوقة أو المزيفة، أو تلك التي تعتمد على جوانب أحادية، للشروع في إعداد مشاريع قرارات في مجلس الأمن من أجل فرض عقوبات ضد دمشق، وربما تنفيذ القرار 2118.

تساؤلات كثيرة تدور في الأوساط السياسية والإعلامية حول إمكانية استخدام روسيا حق الفيتو في حال إقدام الغرب على خطوة خطيرة وسيئة السمعة منذ فعلها في العراق، وبناء عليها قام بتدميره (العراق) تماما، وتحويله إلى ساحة للصراعات الطائفية والعرقية من جهة، ومرتع للجماعات والتنظيمات الإرهابية من جهة ثانية. وفي الحقيقة، فروسيا، من أجل عدم تعقيد أعمال مجلس الأمن، لا تزال تطالب بالمزيد من التروي والبحث والتقصي، وبذل كافة الجهود الممكنة، تفاديا لتكرار مأساة العراق، ولترك الحبل على الجرار أمام دول بعينها لتقرر مصير العالم ومصير الدول بناء على تقارير إعلامية أو شائعات وتسريبات، أو على أساس شهادات غير موثوقة أو منحازة. وبالتالي، فاستخدام حق الفيتو من قبل موسكو ضد أي قرارات منحرفة في مجلس الأمن لن يكون رفاهية، وإنما ضرورة ملحة تمليها ليس فقط مصلحة روسيا أو سوريا، وإنما مصلحة المجتمع الدولي.

أشرف الصباغ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك