لِـفَضائيَّة (النّيل) المصريّة عن التَّشريع الأميركي الجَديد؛
فَتَحَ أَبْوابَ جَهَنَّم عَلى [نِظامِ الْقَبيلَةِ]
نــــــــــزار حيدر
س١/ ما هي خلفيّة تشريع مجلس النوّاب الأميركي اليوم للقانون الجديد الذي يسمح لأُسر ضحايا هجمات أيلول بمقاضاة حكومة (المملكة العربية السعوديّة) في المحاكمِ الاميركيّة؟!.
الجواب؛ انّ تشريع اليوم هو ثمرة جهود قضائيّة وحقوقيّة وسياسيّة وإِعلاميّة واسعة أطلقتها عدّة مؤسّسات أميركيّة حكوميّة وغَير حكوميّة، الهدف منها هو تحديد منبع الارهاب الذي يحتاج العالم اليوم، وتحديداً منذُ هجمات الحادي عشر من أيلول عام ٢٠٠١ الارهابيّة التي تعرّضت لها نيويورك ولحدّ الان.
وكلُّنا نتذكّر جيّداً جلسة الاستماع التي شهدتها واحدة من أَهَم اللّجان المتخصّصة في الكونغرس الأميركي قبل أشهر عِدّة، والتي خلص فيها المتحدّثون، وهم متخصّصون في السّياسة والأمن والاستخبارات، الى انَّ عقيدة [الوهابيّة] التي يتبنّاها نظام القبيلة الفاسد الحاكم في الجزيرة العربيّة هي المصدر والمُلهم لكلّ جماعات العنف والارهاب بمختلف أسمائِها ومسمّياتِها! وبذلك تمّ تسمية نظام (آل سَعود) كمنبع للارهاب!.
ولقد ظلّ الكونغرس بمجلسَيهِ النوّاب والشّيوخ يبني على هذه النّتيجة ليصدر اليوم هذا التّشريع الجديد بعد أن سبقهُ أَوَّلاً تشريعاً مُهمّاً من قبل مجلس الشّيوخ أُطلق عليهِ تسمية [قانون تطبيق العدالة على داعمي الارهاب] والذي أجاز نشر الصفحات الـ (٢٨) السريّة من التّقرير الخاص بالهجمات والذي كان الكونغرس قد توصَّل اليهِ من خلال لجنة خاصّة كان قد شكّلها لهذا الغرض انتهت من كتابتهِ في العام ٢٠٠٤ ولقد ظلّت هذه الصّفحات السريّة محجورٌ عليها من قبل مختلف الإدارات التي تعاقبت على الْبَيْتِ الأبيض بذريعة حماية الامن القومي، بسبب ما ورد فيها من أَدلّة وبراهين تُثبت تورّط نظام (آل سَعود) بشكلٍ مباشرٍ بالهجمات الارهابيّة التي شهدتها الولايات المتّحدة الاميركيّة في ١١ أيلول عام ٢٠٠١.
انّ هذا التّشريع سيفتح أبواب جهنّم على نظام القبيلة الفاسد، فهو أَوّل تشريع من هذا النّوع وستتبعهُ تشريعات مُماثلة ستُبادر لها برلمانات دول أوروبيّة عدّة تعرّضت هي الأُخرى للارهاب على غرار نيويورك، وما أكثرها.
س٢/ وهل تعتقد انّ الرئيس أوباما سيستخدم حق النّقض، الفيتو، لاسقاطِ التّشريع؟!.
الف؛ الادارة ليست ضدّ التّشريع بما هو تشريع، وانّما هي مُعترضة على توقيت التّشريع، فكما نعرف فانَّ الولايات المتّحدة الآن تمرّ في فترة الانتخابات الرئاسيّة، وهي هذا العام، كما هو معروف، حاسمة وخطيرة جداً، لا تحبِّذ الادارة إِثارة مثل هذهِ الملفّات التي تُثير أزمات سياسيّة واشنطن في غنىً عنها.
باء؛ هذا التّشريع هو واحِدٌ من التّشريعات القليلة المُتّفق عليها من قِبل الحزبَين الجمهوري والدّيمقراطي، عندما شكَّل بادئ ذي بدء نُوّابٌ جمهوريّون وديمقراطيّون لَجنة مُشتركة لتدوين مسوَّدتهُ الأوَّليّة، ولذلك فانّ الفيتو الرِّئاسي سوف لن يُؤثِّر كثيراً على التّشريع.
جيم؛ حتّى اذا استخدم الرَّئيس أوباما حقَّهُ الدّستوري في نقض التّشريع، فانّهُ سيعود الى مجلس النوّاب مرّةً أُخرى، ووقتها سيحتاج الى تصويت ثُلثَي الأعضاء لاسقاط الفيتو الرئاسي وتمريرهِ نهائيّاً كقانونٍ يُلزِم الرّئيس بتوقيعهِ وتنفيذهِ بِلا جدالٍ!.
وعندها ستكون أَوّل حالة من هذا النّوع منذ العام ٢٠٠٨.
التّشريعُ إِذن، سيمرُّ بِلا شكّ، وهو لا يحتاج الى اكثر من وقتٍ ليمرّ بكلّ المراحل الدّستوريّة المطلوبة! ولذلك ضجَّت قاعة مجلس النوّاب اليوم بالتّصفيق الحادّ لحظة إعلان نتيجة التّصويت على التّشريع!.
س٣/ وماذا تقول بشأن تهديدات الرّياض للولايات المتّحدة اذا ما مرّ التّشريع وأصبحَ نافذاً دستوريّاً؟!.
الجواب؛ انّ مثل هذه التّهديدات تُثير الضّحك والسّخرية من جانبٍ! والشَّفقة من جانبٍ آخر! فمتى كانت الرّياض تُهدِّد واشنطن؟! وهي التي ليست أكثر من عميلٍ تافهٍ لسياساتِها وأَجنداتِها في المَنْطَقَةِ والعالم؟!.
من جانبٍ آخر، مَن الذي حمى الآخر طُوال العقود الثّمان المُنصرمة؟! هل هي الرّياض التي حمَت واشنطن؟ ام العكس؟ فكيف تُهدّد الاولى الثّانية؟!.
انّ مثل هذهِ التّهديدات الرّعناء والفارغة لا تنمُّ الّا عن أحد أمرَين؛
فامّا ان تكون الرّياض غبيّة الى هذهِ الدّرجة! ما يدفعها لمثلِ هذه العنتريّات التّافهة! وفي ظنِّها انّها لازالت الأمَة المُدلّلة عند سيّدها.
او انّها للآن لم تفهم جيداً، او لا تريدُ ان تفهم، بأَنّ اللُّعبة الدّولية قد تغيّرت إِتّجاهاتها وأدواتها خاصَّةً في المنطقة، فلم يعُد مطلوباً من الرّياض ما كان مطلوباً في السّابق! كما انّ البترودولار الذي انهارت قيمتهُ عالمياً لم يعُد له ذلك الدّور والتأثير في رسم السّياسات العالميّة وكذلك في العلاقات الدّولية!.
ان الرّياض التي باتت معزولة إِقليميّاً ودوليّاً لم يعُد يأبهُ بسياساتِها المجتمع الدّولي، ولم ينتبه لها أَحدٌ، وعليها ان (تتعقّل) قليلاً خَيْرٌ لها من أَن تتهوّر أَكثر فأَكثر خاصَّةً في ظلّ دور مراكز قِوى الصّبيان الجديدة المؤثّرة في البلاط!.
هذا اذا ظل عندها قليلٌ من العقلِ لتتعقّل، لانّ كلّ المؤشّرات تَقُولُ بانّها لم يبقَ لها عقلٌ لتتعقّل، وهي ترى انّ كلّ رأسمالها الذي وضعتهُ في المناطق السّاخنةِ كالعراق وسوريا واليمن وغيرها، قد تبخّر بلا نتيجةٍ! وبعد ان فكّت حليفاتها المُهمّات في المنطقة والمجتمع الدولي كأنقرة والقاهرة ودولة الإمارات بالاضافة الى واشنطن ولندن وغيرها من العواصم الغربية! او كادت، إرتباطها الاستراتيجي بها!.
٩ أيلول ٢٠١٦