شدد باحثون غربيون بارزون على أن الارهاب الذي يستهدف اميركا يعود بشكل أساس الى العقيدة الوهابية "النابعة من السعودية"، و كذلك الى سياسات القمع بالداخل التي تمارسها دول مثل السعودية و البحرين بحق الاقليات و النساء. هذا فيما انتقد باحثون آخرون الدعم الاميركي للسعودية، حيث قالوا إن واشنطن تصطف مع السعودية بدعم المتطرفين في سوريا من أجل تغيير النظام هناك، وأشاروا بنفس الوقت الى أن الحكومة السورية تدافع عن شعبها و ارضها ضد الارهابيين.
الوهابية تغذي الارهاب المعادي لاميركا
كتب "اميل نخلة" مقالة نشرها موقع “Lobelog” بتاريخ الثالث عشر من أيلول/سبتمبر الجاري، شدد فيها على أن صعود "الارهاب المعادي لاميركا" يعود بشكل أساسي الى عوامل ثلاث وهي الفكر السلفي الوهابي "النابع بشكل اساس من السعودية"، و السياسية القمعية التي تمارسها الكثير من دول المنطقة، وكذلك سياسات الحكومة الاميركية مثل الحروب التي تخاض عبر الطائرات المسيّرة و معتقل غوانتنامو و اجتياح بلدان اسلامية، و خاصة العراق.
الكاتب الذي سبق و شغل منصب "مدير برنامج التحليل الاستراتيجي للإسلام السياسي" في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (CIA)، بين عامي 1993 و 2006، شدد على أن اميركا لا يمكن ان "تنتصر على الارهاب إلا في حال مراجعة سياستها حيال العوامل الثلاث المذكورة".حسب تعبيره.
وفيما يخص العامل الاول أشار الكاتب الى أن صناع السياسة الاميركيين لم يواجهوا النظام السعودي فيما يخص ما تحتوي عليه الكتب التي تدرّس في المدارس السعودية، خاصة لجهة الفكر "السلفي الوهابي". وأضاف بأن الفكر الوهابي هذا انتشر في العالم الاسلامي خلال الاعوام الخمسين الماضية "بفضل المال و التبشير السعودي". كما تحدث الكاتب عن "الجهاديين" واحتضانهم العقيدة الراديكالية عبر المنح التعليمية والدعم السعودي، معتبراً أن هجمات الحادي عشر من ايلول جاءت نتيجة وصول الايديولوجية الوهابية الى ذروتها.
وتابع الكاتب بأن القادة السعوديين رفضوا الاستماع الى "المناشدات الدبلوماسية" الاميركية فيما يخص برامج التعليم، مضيفاً بأن مشروع القانون الذي تبناه الكونغرس مؤخراً والذي يسمح بمقاضاة السعودية بالمحاكم الاميركية على خلفية أحداث الحادي عشر من ايلول، إنما يعكس إحباط الاميركيين (و المسلمين) حيال عملية "الخطف" التي تعرّض لها الاسلام على أيدي من وصفهم بـ"القتلة المتعطشين للدماء". وعليه شدد على ضرورة أن يطرح الرئيس الاميركي المقبل هذا الموضوع مع الجانب السعودي وأن يدرس اتخاذ اجراءات ملموسة بهذا الاطار.
أما فيما يخص السياسة القمعية التي تمارس في دول المنطقة، أشار الكاتب الى أن صناع السياسة الاميركيين امتنعوا طوال أعوام عن تركيز الاهتمام على السجل المروع في مجال حقوق الانسان عند الانظمة الصديقة لاميركا في المنطقة، و ذلك لأن هذه الانظمة تخدم المصالح الاميركية. وإذ لفت الى أن واشنطن كانت تعتبر بأن عليها دعم هذه الانظمة المستبدة وإلا ستنتشر الفوضى، شدد على أن أحداث الربيع العربي أثبتت عدم صوابية هذه الفرضية.
كما اشار الكاتب الى أنه سبق وأن اكد خلال فترة عمله بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية على ان الانظمة التي تصنفها اميركا بالمعتدلة هي ليست معتدلة اطلاقاً. اضاف ان تلك الانظمة قامت بانتهاك حقوق مواطنيها و استفادت من الفساد و كذلك استخدمت الدين و الطائفية من أجل البقاء في السلطة، كما تحدث عن سياسات التمييز التي تمارس بهذه الدول ضد النساء والاقليات الدينية و الاثنية، وشدد على أن الدعم الذي قدمته هذه الانظمة في سياسات محاربة الارهاب كان "فاتراً بأحسن الاحوال".
الكاتب اضاف بأن على الادارة الاميركية المقبلة أن تنتقد علناً الانظمة في "السعودية و مصر و البحرين" و غيرها من الدول بسبب سجلها السيء في مجال حقوق الانسان و قمعها لشعوبها.
اميركا تصطف مع السعودية بدعم المتطرفين من اجل تغيير النظام في سوريا
بدورها، كتبت “Christian Lin” مقالة نشرت على موقع “Asia Times” بتاريخ الثالث عشر من ايلول/سبتمبر الجاري، اشارت فيها الى أن مساعي أعضاء الكونغرس لوقف الدعم الاميركي للحرب السعودية على اليمن يقودها النائب عن الحزب الديمقراطي “Ted Lieu” و الذي هو كولونيل في قوات الاحتياط الجوية الاميركية.
ولفتت الكاتبة الى الرسالة التي كتبها “Lieu” مع 64 مشرعاً اميركي آخر من الحزبين الديمقراطي و الجمهوري الى البيت الابيض، والتي شددت على ضرورة أن لا تدعم اميركا المجازر ( في اليمن) بأي شكل من الاشكال، حيث جاء في الرسالة أن المجازر هذه ليست "لا اخلاقية و غير قانونية فحسب" بل تضر بالامن القومي الاميركي و مكانة اميركا في العالم. الا أن الكاتبة لفتت الى أن مساعي المشرعين الاميركيين لوقف المزيد من الدعم الاميركي لجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها السعودية في اليمن تتزامن وشراكة اميركية مع السعودية في سوريا.
وتابعت الكاتبة بأن "المتحمسين لتغيير الانظمة" في اميركا يضغطون من أجل تعزيز التدخل العسكري في سوريا و تعزيز التعاون مع الرياض من أجل ما يسمى "الدفاع عن الشعب (السوري) ضد جرائم حرب الحكومة المتمثلة بقصف المدنيين".حسب تعبيرهم.
غير ان الكاتبة شددت على أن دعم "الجهاديين المتحالفين مع مجموعات ارهابية مثل "القاعدة" التي ترتكب جرائم حرب يعد جريمة بحد ذاته". واستشهدت بالتقارير التي تحدثت عن مقتل العديد من المدنيين في غرب حلب جراء قصف المجموعات المسلحة للمناطق المكتظة بالسكان، منبهة بالوقت نفسه الى أن أغلب سكان حلب يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة.
كما اشارت الكاتبة الى أن الاعلام الغربي تجاهل الى حد كبير مقتل المدنيين السوريين على أيدي "الجهاديين المدعومين اميركياً و سعودياً". كذلك أضافت بأن الاميركيين و السعوديين هم لاعبين أجانب يقومون بقصف دولة سيادية (اليمن)، بينما في سوريا هناك "حكومة سيادية تحمي ارضها و شعبها من جهاديين مدعومين من الخارج أتوا من أكثر من مئة بلد".
وتحدثت الكاتبة عن "نفاق اميركي" بدعم ما يسمى "ثورة" خارجية من خلال استخدام المتطرفين من أجل تغيير النظام، لافتة الى التقارير الاخيرة التي تحدثت عن الارهابي حكيم ابو جمال المرتبط بتنظيم "القاعدة" و الذي اصبح الآن قيادي في إحدى المجموعات التي تدعمها "ال- CIA" في سوريا.
وأضافت بأن هذه السياسة المتبعة اغضبت بعض الناشطين السوريين الذي تساءلوا عن سبب دعم اميركا لشحص مثل حكيم الذي لديه ماضي اجرامي حافل، إذ يحصل حكيم على المال و الدعم العسكري الجوي.
https://telegram.me/buratha