اتخذ التوتر الديبلوماسي بين العراق وتركيا منحى تصعيدياً جديداً. بعدما كان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد أكد عدم رغبة بلاده الدخول في مواجهة عسكرية مع الاتراك، طالبت الحكومة العراقية، أمس، مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة لاتخاذ قرار من شأنه وضع حد لـ «خرق» القوات التركية لسيادة أراضيها.
خطوة الحكومة العراقية قابلها المزيد من الغطرسة التركية، إذ شددت أنقرة على أنها غير معنية بما يصدر عن بغداد، معيدة التأكيد أن قواتها ستبقى متواجدة في العراق لـ «منع تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة، بالقوة».
جامعة الدول العربية تحركت بشكل خجول، فدعت على لسان متحدثها الرسمي الوزير المفوض محمود عفيفي، تركيا إلى «احترام السيادة العراقية، والامتناع عن التصريحات أو التصرفات التي تزيد من تعقيد الموقف»، معربة عن أملها بـ «عدم التصعيد من وتيرة الأزمة بين البلدين».
وطلبت وزارة الخارجية العراقية رسمياً من مجلس الأمن الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه العراق، واتخاذ قرار، من شأنه وضع حد لـ»خرق» القوات التركية للسيادة العراقية.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد جمال، إن «مندوب العراق الدائم في الأمم المتحدة محمد علي الحكيم سلّم طلباً رسميا لرئيس مجلس الأمن الحالي فيتالي تشوركين، لعقد جلسة طارئة للمجلس لمناقشة تجاوزات وتدخلات الجانب التركي، إضافة إلى قرار البرلمان التركي الذي جدد بموجبه استمرار وجود القوات التركية المتسللة داخل العراق».
بدوره، نفى العبادي «الادعاءات» التركية بطلب الحكومة العراقية دخول قواتها الى مدينة الموصل.
وجدد خلال ترؤسه الاجتماع الـ13 من الدورة الثانية للهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات في بغداد، رفضه لـ «تواجد القوات التركية»، مشيراً الى أن «هناك تصريحات متناقضة من الجانب التركي ولا يوجد أي طلب من الحكومة لدخولهم».
من جهته، قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم إن رد فعل العراق على الوجود العسكري التركي في قاعدة بعشيقة العسكرية شمال الموصل «غير مفهوم»، مضيفاً: «لتقل الحكومة العراقية ما تقول، سيستمر وجود القوات التركية هناك، من أجل محاربة داعش ومنع تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة بالقوة».
وتابع «بينما تتواجد بلدان لا علاقة لها بالمنطقة في العراق، تتجاوز الحكومة العراقية حدها بالتحدث بهذا الشكل عن تركيا ذات التاريخ العريق في المنطقة»، مشيراً إلى أن «تغاضي بغداد عن وجود قوات عسكرية من 63 دولة على أراضيها بداعي محاربة الإرهاب وتنظيم داعش، والتركيز على الوجود التركي هناك، غير منطقي، ولا ينم عن نية حسنة».
https://telegram.me/buratha