نفى وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله بشكل قاطع الأنباء التي تحدثت عن عمليات تهريب للسلاح الإيراني إلى اليمن عبر بلاده.
وقال الوزير العماني في حوار مطول نشرته صحيفة عكاظ السعودية الاربعاء 12 أكتوبر/تشرين أول: "لا صحة لذلك، ولم يعبر حدودنا سلاح. ونحن مستعدون إن حصلت أي شكوك أن نوضح. وقد وضحنا، ومستعدون للتوضيح للأشقاء في المملكة العربية السعودية".
ورد على أسئلة متتالية بهذا الشأن ابتدأت بالاستفسار عن سبب عدم وجود نفي رسمي من مسقط بقوله:" ليس صحيحا، ولم يسألنا أحد من الأشقاء في المملكة العربية السعودية عن ذلك، حتى نعلم أن في أنفسهم شيئا. نحن لا علم لنا بصحته، ومنطقيا وأنت بصفتك صحفياً متميزا ستميز ذلك. المسافة بين سحار حيث نزلت الصواريخ ومأرب أكثر من أربعة آلاف كيلومتر، وهذه دعاية لم نرد عليها.. لأنها غير صحيحة".
- "ولكن الرد توضيح للحقيقة..."
- "نحن لا نحب أن ندخل في صراع وجدال، ولم يصدر من المملكة العربية السعودية شيء رسمي، ولا من أي دولة من دول التحالف حتى نرد. وبالتالي لم نلق اهتماما".
ونفى رئيس الدبلوماسية العمانية أن تكون بلاده عرضت على الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح الخروج من اليمن، وجري بهذا الشأن الحوار التالي:
- "ألم تعرضوا عليه الخروج من اليمن؟".
- "ولماذا نعرض عليه الخروج من اليمن وهو لا يريد أن يخرج".
- "ولماذا لا تعرضون عليه الخروج؟".
- "وماذا يخصنا فيه. إن أراد الخروج فمتاح له، وإن أراد البقاء فتلك بلده".
وبشأن سوريا جرى الحوار التالي بين الصحفي السعودي والوزير العماني:
- "أخبرني بالله عليك لماذا لا تزال سلطنة عمان تشرع أبواب سفارتها في دمشق، هل هذا معقول في وقت يعاني الشعب السوري من القتل والتهجير والنزوح وقتل النساء والأطفال؟ وموقفكم عادي جداً، بل لا يوجد موقف، على الأقل كإغلاق السفارة تعبيراً عن الإدانة لما يقوم به النظام من بطش وقتل...
- أنا ممن يعرفون الكثير مما يحصل في سوريا، وبالتالي في يوم من الأيام ستفتح الأوراق وسيكون السوريون مسؤولين عما يحصل، وأعود للقول إنه لا يعلم أحد الغيب، وحذرنا منذ بداية الأزمة من خطورة وتكاليف الطريق الخطر الذي يمضي فيه الناس، ويذكر ذلك من حضر اجتماعات الجامعة العربية.
- كأنك تلتمس العذر لبشار الأسد في سياق إجابتك...
- "لا ألتمس العذر لأحد. سوريا في أزمة، ومأزق كبير، والمنطقة، بسبب ذلك."
- "لكن هذا نظام مجرم يقتل ويبطش وصور الحرب السورية شاهدة"...
- "في كل مكان هناك حرب. وعلينا البحث عن الحلول".
- لكن الوضع الآن بات مختلفاً، هل تعلم كم أعداد النازحين والمهجرين والقتلى من السوريين؟
- وهل يغير ذلك من الأمر بعد أن وصلت الأمور في سوريا إلى هذا السوء؟!
وأكد الوزير العماني بأن الأزمة السورية الآن في يد اللاعبين الكبار روسيا والولايات المتحدة.
ورد على سؤال حول موقف عمان من إزهاق دماء الأبرياء في سوريا قائلا:" كلنا في الجامعة العربية تسببنا في هذه المأساة. وهذه المأساة ليست لها علاقة بسفارتنا في دمشق موجودة أو غير موجودة"، وفي إجابة عما إذا كان ذلك يعني اعترافا بنظام الأسد قال :" سوريا دولة عضو في الأمم المتحدة وتحضر اجتماعاتها، وحتى من قال إن الرئيس بشار فقد شرعيته، لكنه في الوقت نفسه يتعامل مع نظامه في الأمم المتحدة فلا يجب أن نكون عاطفيين".
وأكد بن عبدالله أن بلاده لم ترفض مقترح استحداث اتحاد خليجي، موضحا " نحن لم نرفض، لكن قلنا لأشقائنا إذا أردتم عمل اتحاد فاعملوا ما ترون، لكن نحن لن نكون عضواً فيه".
وأوضح رئيس الدبلوماسية العمانية أن مسقط لم تشارك في عاصفة الحزم ولا في التحالف العربي لأنها لا تريد الدخول في حرب مع أحد، مضيفا "نحن لسنا مع أي حرب في أي مكان. الحروب لا تحل المشكلات".
ووصف وزير الخارجية العماني العلاقات مع السعودية بأنها "طيبة، وليس عندنا أي شك في صفاء الأشقاء في السعودية، وليس بيننا وبينهم إلا كل خير، وعلى المستويات المهمة نحن معهم على اتصال مستمر، ونحن مستعدون إن حصلت شكوك بشأن السلاح أن نوضح".
وأبلغ بن عبد الله محاوره في خاتمة الحوار بأن صحة السلطان قابوس طيبة، وبشأن حال السلطنة بعده، قال :" ستكون بإذن الله على أحسن حال، والأمور مرتبة بشكل واضح، وهذا مسجل في النظام، ومكتوب ومعروف عند العمانيين، والدولة صارت على هذه الحال منذ 260 عاما، وقلق الناس في الخارج أكثر من قلق الناس في الداخل، وهذا غريب".
https://telegram.me/buratha