اشتد الجدل والاتهامات المتبادلة بين أنقرة وبغداد في الأيام القليلة الماضية على خلفية تواجد قوات الجيش التركي في الأراضي العراقية.
وخرج الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرة أخرى الجمعة 14 أكتوبر/ تشرين الأول للإعلان عن أن بلاده ستستخدم خطة بديلة للتدخل في العراق حال رفض التحالف الدولي مشاركة أنقرة بتحرير الموصل من مسلحي تنظيم "داعش".
وأكد أردوغان على مشاركة بلاده في تحرير الموصل قائلا: "نحن مصممون على المشاركة في قوات التحالف من أجل الحفاظ على وحدة العراق، وفي حال رفض التحالف سننفذ الخطة (ب) وإذا لم تنجح هذه أيضا سننتقل إلى الخطة (ج)".
وأضاف: "هناك من يطلب منا الانسحاب من معسكر بعشيقة (شمال الموصل) الذي ذهبنا إليه بدعوة منكم (الحكومة المركزية ببغداد) معذرة: فهناك أشقاؤنا التركمان والعرب والأكراد يقولون لنا تعالوا وساعدونا والسيد العبادي طلب منا ذلك بنفسه خلال زيارته لنا".
وبدأت تركيا تدريب متطوعين من سكان الموصل في معسكر بعشيقة الذي يبعد 12 كلم شمال المدينة، بطلب من السلطات العراقية نهاية 2014، وتلقى الآلاف من الأهالي تدريبات عسكرية على يد 600 عسكري تركي حتى اليوم.
تحذيرات الرئيس التركي من استخدام جيشه للخطتين "ب" و"ج"، تأتي في وقت تحليق طائرة رئيس الأركان التركية، خلوصي أكار فوق المحيط، في طريقها إلى الولايات المتحدة للمشاركة في اجتماع للتحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في البنتاغون الذي يستضيف اجتماع رؤساء أركان الدول المشاركة في التحالف.
ويرى مراقبون أن إعلان أردوغان عن هذه الخطط البديلة التي تأتي قبل انطلاق عملية تحرير مدينة الموصل، بمثابة ورقة قوية يفرضها رئيس أركانه على طاولة البنتاغون، ريثما يغير ويبدل قادة العم سام من موقفهم المتأرجح بشأن مشاركة تركيا في عمليات التحالف.
ولا يزال الخلاف مستمرا وفي تصاعد بين بغداد وأنقرة، بسبب رفض الأخيرة سحب وحداتها من قاعدة بعشيقة العراقية الواقعة شمالي الموصل، فيما أكدت الخارجية الأمريكية الثلاثاء الماضي أن جميع القوات الأجنبية في العراق "يجب أن تكون هناك بعد موافقة حكومة البلاد وبشرط التنسيق معها وتحت مظلة التحالف".
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس "نعتبر أن كل القوات الدولية في العراق يجب أن تكون على اتفاق وتنسيق مع الحكومة العراقية، برعاية التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم الإرهابي".
وأضاف تونر خلال مؤتمر صحفي له: "ندعو الطرفين إلى التركيز على مكافحة العدو المشترك، وهو تنظيم "داعش"، ومنع وقوع أي تصعيد، وأي أعمال يجب أن تجري مع احترام سيادة العراق وبموافقة حكومته".
وقدمت وزارة الخارجية العراقية طلبا إلى مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة لمناقشة وجود القوات التركية على الأراضي العراقية.
وفي وقت سابق من الخميس، استدعت الخارجية العراقية السفير التركي لدى بغداد وسلمته مذكرة احتجاج على التواجد التركي داخل الأراضي العراقية.
يذكر أن بغداد كانت اتهمت الثلاثاء الماضي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ"صب الزيت على النار" في تصريحاته التي تهجم فيها على العبادي.
واعتبر العراق أن تصريحات الجانب التركي تحول المشكلة من طابعها القانوني إلى مشكلة ذات طابع شخصي، ما يهدد أمن المنطقة.
ويؤكد العراق أن التصريحات التركية تظهر أن أنقرة ليس لديها رغبة جدية بحل المشكلة مع العراق وسحب قواتها.
ودعت بغداد أنقرة مرارا إلى سحب قواتها من شمال العراق، كما حذر العبادي من أن انتشار القوات التركية على أراضي بلاده يهدد بحرب إقليمية، كما تصاعد الخلاف بين أنقرة وبغداد بعد أن صادق البرلمان التركي على السماح للقوات بالبقاء على الأراضي العراقية والسورية.
وفي ظل تصاعد حدة الحرب ضد داعش، تستعر نار الخلافات على المستوى السياسي بين الدول التي تعاني من التنظيم نفسه.
ويبدو أن لكل طرف استراتيجته في محاربة وتوصيف الإرهاب، ويعود كل ذلك للخلافات بين الدول وداخل المجتمع الدولي ككل بشأن تعريف الإرهاب والمنظمات الإرهابية.
https://telegram.me/buratha