أكد مراقبون للشأن العراقي ،أن اللقاء التاريخي الذي جمع قادة فصائل الحشد الشعبي يعد رسالة واضحة بهذا التوقيت أمام التحديات التي تواجه العراق وفي مقدمتها الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي ووجود القوات التركية داخل الأراضي العراقية.
حيث يرى هؤلاء المراقبون أن الاجتماع كان يهدف الى ايصال رسالة الى الدواعش ومن وراءهم بأن هذه الفصائل موحدة في مواجهة الإرهاب ،فضلا عن أن الاجتماع بعث برسالة ثانية الى الجانب التركي بوحدة موقف الفصائل من الوجود العسكري لأنقرة رغم وجود بعض الخلافات فيما بينها.
ويقول المحلل السياسي أمير الساعدي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس ،إن "هنالك محاولة سابقة وليست اليوم لترميم الصف الداخلي ولاسيما بعد إعادة التيار الصدري الى التحالف الوطني ومحاولة ايجاد قيادات موحدة لمواجهة التحديات الكبيرة ولاسيما بعد التدخل التركي والوقوف صفا واحدا بوجه عملية تحرير المناطق المستلبة من قبل تنظيم داعش ولاسيما بعد الهجمة الكبيرة التي يواجهها الحشد الشعبي وقياداته السياسية ولهذا فهي عملية توحيد صف سياسية وعسكرية بموازات الميدان ومواجهة خطر داعش والتحديات الخارجية".
وأضاف ،إن "هذه الاجتماعات غالبا ما تكون مستندة الى عملية توافقية لترطيب الأجواء ولا يستبعد أن يكون السيد حسن نصر الله أو غيره من الأطراف التي لديها تعاضدا مع الدور العراقي في مواجهة هذا الخطر القاعدي الداعشي هو الراعي لهذا الاجتماع لقطع أوصال تنظيم داعش لاسيما وأن هنالك خطة معدة مسبقا حسب ما صرح به السيد حسن نصر الله بتوجه أكثر من 9 آلاف مقاتل من مدينة الموصل باتجاه دير الزور والرقة بسوريا فيما بعد".
من جانبه أوضح الخبير الاستراتيجي فاضل أبو رغيف ،أن الرسالة من الاجتماع تتعلق بالوجود التركي في الأراضي العراقية لتأكيد وحدة الصف بين هذه الفصائل أمام أي احتلال خارجي.
وقال أبو رغيف في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس ،إن "هيئة الحشد الشعبي وسراياه ستبدأ مقتبل الأسبوع المقبل بالانتشار بدءً من معمل الأسمدة باتجاه صحراء تلعفر واعتقد ان القوات التركية لن تكون بمأمن عن النيران غير المباشرة فيما لو بدأ الاحتداد وفيما لو نزلت قوات تركية تريد ان تواجه القوات العراقية".
الرسالة الأخرى هي سياسية تتمثل بضرورة عودة هذه الفصائل الى قائمة موحدة تخوض الانتخابات المقبلة لدعم التحالف الوطني العراقي.
ويول أستاذ العلوم السياسية فيصل غازي في حديث لمراسل وكالة أنباء فارس ،إن "الاجتماع من الناحية السياسية يقرأ على أنه إعلان مسبق بأن هذه الفصائل وإن اختلفت في بعض الأمور فإنها موحدة في إطارها العام والذي يتمثل بدعمها لكتلة التحالف الوطني العراقي التي ستكون الكتلة الأكبر دائما في مجلس النواب العراقي والتي ستشكل الحكومات المتعاقبة في البلاد".
وكالة انباء فارس
https://telegram.me/buratha