التقارير

سكاكين الخاصرة الامريكية..! تركيا أنموذجا

2968 2016-11-02

عباس الكتبي

وزير خارجية المملكة السعودية الجبير، دعا الى وقف اطلاق النار في اليمن، والجلوس الى طاولة الحوار للخروج بحل سلمي،يحفظ كرامة وماء وجه السعودية بعد فشلها في تحقيق أي تقدم سياسي وعسكري،حتى قال الجبير بذل وإنكسار:كنا نتمنى وقف اطلاق النار بألامس وليس اليوم!

السؤال هنا لماذا وقّتت السعودية هذه الدعوة لوقف اطلاق النار،مع بدء اعلان الحكومة العراقية عن معركة تحرير الموصل؟ ستأتيك الإجابة عنه.

امريكا ومنذ زمن بعيد،تريد ان تكون القطب الاوحد في العالم،لفرض هيمنتها السياسية،والاقتصادية،بل حتى العسكرية،وهي في سعي دؤوب ،وخطى حثيثة لترسيخ وتقوية هذه الهيمنة، وتستخدم كل الوسائل والممارسات والسياسات،لإبعاد وتحجيم وتقييد منافسيها عن القطبية العالمية، أو التخلص من أعدائها، وكثير ما اتخذت امريكا من سياسة في العقود المتأخرة،الدور غير المباشر-سياسة من ينوب عنها-فتقوم بتحريك الادوات من حلفائها،اللهم إلا إذا كان الامر ضرووياً،ويمس مصلحتها بالصميم ،فعندئذ تتدخل مباشرة.

من السياسات الامريكية،وضع سكاكين الخاصرة في وجه كل من يفكر،أو يريد ان يقف قبال امريكا،أو يعاديها،مثلا: سكينة حليفتها اليابان بخاصرة الصين، فبأستطاعة امريكا ان تحرك النزاع بينهما على بحر جنوب الصين،او بعض الجزر،حلف الناتو،والاتحاد الاوربي،كلها ضد روسيا،وبالإمكان ان تستغل امريكا الخلاف بينهم حول اوكرانيا،او منطقة البلطيق،كذلك كوريا الجنوبية مع جارتها الشمالية،ايضا باكستان مع الهند على كشمير، حقيقة سكاكين امريكا عديدة، والحلفاء كثيرون لها،وأقرانها كروسيا والصين، لا يستطعون مواجهتها،فأمريكا قادرة على ان تخلق لهما الأزمات،ومن ثم استثمارها لتعود عليها بالربح والفائدة.

السعودية من ضمن سكاكين امريكا في المنطقة،وكانت موجهة بالذات على ايران،بل على الشيعة كافة كما هو واضح لأدنى متتبع في شؤون المنطقة،فقد قامت مع دول الخليج، بإغراء الطاغية صدام لخوض حرب ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية،ومازالت تضع العصي والعراقيل وتحيك المؤمرات ضد ايران،والشيعة ككل،لكنها باءت بالفشل والخزي والعار، فمشروعها السياسي والعسكري في سوريا والعراق،لم ينجح،وفي اليمن أخفقت،وستفشل بالبحرين،فأرتدت عليها اعمالها السيئة بالانهيار الاقتصادي،وغدر أمريكا بها،عندما رأت ان ورقتها احترقت،وأصاب هذه السكين الزنجار،فضربتها بقانون جاستا، فكان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.

السعودية أستنزفتها صرف الاموال على الارهاب في سوريا والعراق، والحرب في اليمن،ومع هبوط اسعار النفط،اصبحت تعاني وضع اقتصادي متردي، اضافة لخذلان امريكا لها، راحت تتوسل وتدعوا لوقف اطلاق النار في اليمن،لكن لماذا دعوتها مع بدء عملية تحرير الموصل؟ أعتقد تريد ايضاً ان تتفرغ للحدود مع العراق خوفاً من ارتداد داعش اليها بعد هزيمته بالموصل،كما أرتد صدام عليها وعلى الكويت من قبل،ولا يحيق المكر السيء الا بأهله،ومن حفر بئراً لإخيه وقع فيه!

لكن من هي سكينة الخاصرة الأمريكية الجديدة بدل السعودية في المنطقة، لإيران والمليشيات الشيعية كما يسمونها في العراق،وحزب الله؟

الجواب:تركيا، فبعد ان شجبت أمريكا الوجود العسكري الغير شرعي لتركيا في العراق،وتهديد قوات التحالف الدولي بضرب أي تحرك تركي بإتجاه الموصل،نفاجأ بإتفاق أمريكي-تركي، وبدون علم وموافقة الحكومة العراقية،السماح للقوات التركية بالاشتراك بتحرير الموصل،وانضمامها لقوات التحالف؟!

تركيا ستكون عقبة بوجه ايران،والحشد الشعبي،وسوف تمثل وتلعب دور السياسة الامريكية في الموصل وسوريا،لتحجيم وللحد من الدور الايراني،والقوى الشيعية، وربما مواجهة روسيا ايضاً،واردوغان لا يحتاج شيء لتمثيل هذا الدور،سوى إغرائه وإرضائه ببعض الاطماع في سوريا والعراق!

أمريكا ستورط تركيا،كما ورطت السعودية،وعندما تفشل في مهمتها سيشملها قانون جاستا الامريكي! 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك