اقتربت قواتنا كثيرا من حسم معركة تحرير ساحل الموصل الايسر بعد اكمال الصفحة الاولى منها بنجاح بعد تطهير 33 حيا سكنيا، تزامنا مع مباشرة الحشد الشعبي عملياته التكميلية للمرحلة الخامسة بعد تحريره ناحية تل عبطة التي تمثل عقدة المواصلات في عموم قاطع غرب نينوى الشاسع.
اختراق أكبر أحياء الموصل
فقد اعلن قائد قوات النخبة الأولى في جهاز مكافحة الارهاب اللواء الركن سامي العارضي، امس، وصول القطعات العسكرية الى نهر الخوصر ضمن الساحل الايسر لمدينة الموصل، مؤكدا انه بذلك تم انهاء الصفحة الأولى من عمليات تطهير هذا الساحل، لافتا الى ان تمركز القطعات هناك يعد من الخطوات المهمة التي تغني المعركة وتسهم في الإسراع بحسمها تماما.
مذكرا ان القوات المقاتلة حررت امس الاول اربعة من الاحياء السكنية بالساحل الايسر هي احياء القادسية الأولى والمرور والمشراق والشيخجية، فيما تمكن جهاز مكافحة الإرهاب من فرض السيطرة على 33 حيا ضمن قاطع مسؤوليته.
وعليه افاد قائد قوات النخبة الثانية اللواء الركن معن السعدي، بان عشرة احياء فقط تفصل قوات جهاز مكافحة الإرهاب عن انجاز مهامها العسكرية بالكامل في الساحل الايسر للموصل.
من جهته قال القائد في الجهاز الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي: ان قوات مكافحة الإرهاب دخلت صباح امس في اطراف حي الفلاحات وهو من اكبر احياء هذا الساحل، وهي مستمرة في توغلها في شوارع الحي وتمكنت من القضاء على مقاومة فلول داعش والتقدم بخطوات ثابتة بهدف اكمال تحريره تماما من دنس هؤلاء الارهابيين.
بينما عاد اللواء العارضي ليؤكد ان قوات جهاز مكافحة الإرهاب، تمكنت من تطويق ثلثي حي الفلاحات وقتلت 25 داعشيا خلال الاشتباكات، مشيرا الى ان عصابات داعش عمدت الى دفع عدد كبير من مقاتليها للدفاع عن هذا الحي، لموقعه الستراتيجي المهم.
اعتقال قادة إرهاب أجانب
الى ذلك نقلت مراسلة الصباح عن النقيب في الجيش ابراهيم مضر، قوله: ان القطعات المندفعة تواصل عمليات التوغل والتطهير في حيي الوحدة والميثاق الواقعين على محور جنوب شرق الساحل الايسر وكذلك في الشوارع المحيطة بمبنى المستشفى العام في حي السلام، مذكرا ان ارهابيي داعش اقدموا على اقتياد العوائل من الحيين المذكورين سيرا على الاقدام قسرا وتحت تهديد السلاح الى مناطق ضمن الساحل الايمن غرب الموصل.
وشهدت اطراف حيي الوحدة والميثاق تفجير خمس عجلات مفخخة استهدفت المدنيين ارسلها ارهابيو داعش، فيما اعتقلت قواتنا ثلاثة قياديين بداعش لدى محاولتهم الهروب من حي الوحدة باتجاه حي المالية وهم من جنسيات روسية والمانية.
ولمساندة هذه القوات وصلت بحسب الضابط في قيادة العمليات المشتركة، العميد عبد الكريم الجبوري، تعزيزات عسكرية من الشرطة الاتحادية الى محور جنوب شرق الموصل، موضحا لمراسلة الصباح، ان التعزيزات دخلت منطقة جليوخان قادمة من ناحية حمام العليل لمشاركة قوات الفرقة المدرعة التاسعة في تحرير مناطق هذا المحور وفرض السيطرة التامة على مبنى مستشفى السلام العام.
الحشد يمسك عقدة المواصلات
بالتوازي مع انتصارات قواتنا في الساحل الايسر شرق الموصل، يستمر ابطال الحشد الشعبي، بتحقيق الانجازات المتلاحقة في قاطع غرب محافظة نينوى.. اذ اعلن قائد عمليات قادمون يا نينوى الفريق الركن عبد الامير يار الله ان قوات الحشد حررت امس قرى تل الغزال وشويرة وتل ماجان غرب مطار تلعفر.. جاء ذلك بعد تأكيد بيان اصدره اعلام هيئة الحشد، ان هؤلاء الابطال باشروا امس الاحد، العمليات التكميلية للمرحلة الخامسة من معركة تحرير نينوى المتضمنة تطهير الشوارع من العبوات الناسفة جنوب ناحية تل عبطة المحررة ذات الموقع الستراتيجي التي تعد الرابطة لعقدة المواصلات في عموم جزيرة غرب نينوى الشاسعة وذات الطرق المتفرعة باتجاه تلعفر والحضر والبعاج وصولا الى الحدود السورية غربا وجزيرة الانبار جنوبا بما يسهم في عزل وتقطيع اوصال عصابات داعش وقطع كل خطوط امداداتها مع الداخل والخارج.
وبعد ساعات قليلة من بدء العمليات، عاد اعلام هيئة الحشد الشعبي، ليؤكد في بيان اخر ان ابطال الحشد تمكنوا ايضا من تحرير قرية الريزية جنوب تل عبطة في معركة قتل خلالها مجموعة من الدواعش بينما لاذ الباقون بالفرار.
وذكر البيان ان مديرية الأمن في هيئة الحشد الشعبي نجحت باجلاء مئات العوائل من قرية ياسين حلبوص الواقعة غرب ناحية تل عبطة الى اماكن بعيدة عن خطر مجرمي داعش.
قيادة لداعش متعددة الجنسية
ومن المعطيات التي تؤشر اقتراب حسم المعركة، ما كشف عنه مصدر محلي مطلع في محافظة نينوى، امس عن تفاقم الانشقاقات بين اقطاب عصابات داعش المحاصرة داخل قضاء تلعفر (50 كم غرب الموصل)، مشيراً الى ان زعيم هذه العصابات الارهابي (ابو بكر البغدادي) منح قيادة المعركة الاخيرة الى ما وصفه بـ(متعددة الجنسيات) بعد اقصاء القيادات المحلية.
مبينا ان البغدادي يحاول بشكل مباشر انهاء حالة توتر محتدمة تسود اجواء مركز القضاء منذ ايام بسبب صراع غير مسبوق بين قيادات اجنبية واخرى محلية على سد الفراغ في ثلاثة مناصب بعد مقتل قيادات بارزة في داعش بمعركة تحرير مطار تلعفر من قبل ابطال الحشد الشعبي.
واضاف ان (البغدادي) منح قيادات متعددة الجنسيات ادارة المعركة الاخيرة في تلعفر بعد اقصاء قيادات محلية عن مناصبها، في تطور لافت ستكون له تداعيات مباشرة على المشهد الميداني.
واشار المصدر الى ان داعش في حالة ارباك شديدة، كونه رسم كل خطوط دفاعه الاساسية في محيط مطار تلعفر، ولم يتوقع ان تنجح قوات الحشد الشعبي في اقتحامه وتحريره خلال ساعات، لافتاً الى ان تلعفر حاليا بدون خطوط دفاعية حقيقية وما موجود مجرد نقاط مرابطة عشوائية جرى نصبها على وجه السرعة.
https://telegram.me/buratha
