يحتفل المسلمون بأنحاء إندونيسيا بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله في تاريخ 12 من ربيع الأول كل عام، حيث تكون مناسبة عظيمة لإظهار مشاعر الحب والتعظيم لرسول الله (ص) وتعاليمه.
تقام الاحتفالات في المساجد، ومجالس التعليم، وفي المعاهد الدينية بطرق مختلفة. احيانا تقام بعض النشاطات الأخرى بمناسبة الاحتفال بالمولد مثل الختان الجماعي وزيارة دور اليتامي وتوزيع الهدايا عليهم ومسابقة تلاوة القرآن وغيرها.
وفي هذه السنة دشنت حملة تأدية صلاة الفجر جماعي في أنحاء الجمهورية ضمن فعاليات ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ومشهد لم تسبق بها في تاريخ إندونيسيا حيث استجاب المسلمون دعوة المبادرة وامتلأت المساجد بالمصلين حيث قدر عدد المصلين في مسجد باندونونج مثلا نحو عشرة الالف مصلي. وكذلك في غيرها من المساجد التي حددت لإقامة صلاة الفجر جماعة.
وتعتبر ليلة الثاني عشر من ربيع الأول قمة الاحتفالات. فعلى مستوى الدولة يكون الاحتفال بحضور رئيس الدولة وكبار المسؤولين في الحكومة وسفراء الدول الصديقة.
الاحتفالات في جاوة بالمولد
سابقا كانت احتفالات جاوة بالمولد، مناسبة وفرصة طيبة للدعوة لنشر الإسلام عن طريق تقديم أنواع النشاطات المحببة للشعب الجاوى والتي تعبر كلها عن حب لرسول الله وفي نفس الوقت كتعبير عن تقديرهم لجهود الأولياء التسع المعروفين باسم والى سونغو. الذين كان لهم الفضل الكبير في نشر الإسلام في تلك الربوع.
بعض المواطنين يحتفلون بالمولد بقراءة قصيدة البرزنجي، أو الرباعي، أو بقراءة قصيدة البردة، المعروفة لدي سكان جاكرتا باصطلاج “راوى”.
والبرزنجي والرباعي من الأعمال الأدبية التي تحكي حياة رسول الله صلى الله عليه وآله منذ مولده وفترة شبابه حتى وقت بعثته للنبوة، تحكى هذه القصائد عن الصفات الحميدة التي اتصف بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كما تذكر أيضا بعض الأحداث الهامة جعلته صلى الله عليه وآله قدوة وأسوة حسنة في خلقه وسلوكه وعن معجراته. أما قصيدة البردة فهي مجموعة الأشعار الخاصة بمدح النبي صلى الله عليه وآله التي ألفها الشيخ البوصيري.
وأصبحت هذه الاحتفالات على تنوعها جزءا من العادات والتقاليد الموروثة لأجيال على مدى الزمان. في تشربون (Cirebon) وجوكجاكرتا (Yogyakarta) وسوراكارتا (Surakarta) يعرف احتفالات المولد باصطلاح “سكاتين” ويبدو أن هذه الكلمة مأخوذة من لفظ “الشهادتين” حسب نطق الجاويين لكلمة الشهادتين.
وهذه الاحتفالات تعتبر من مراسم تقدير للأولياء الذين ساهموا في نشر الإسلام، منها مثلا مراسم غسل الأسلحة وآثار الأولياء التسعة (والى سونغو) تقديرا لأعمالهم.
الاحتفالات بالمولد في تشريبون
تتركز الاحتفالات في قصرين هما قصر كاسيبوهان وقصر آستانا جونونج جاتي. وفي جوكجاكرتا وسورابايا تتركز الاحتفالات في القصر بالتركيز على برنامج غربيك مولود (Grebeg Maulud).
وفي جاروت
يوجد برنامج عبارة عن فتح وتنظيف مخلفات وآثار الولي رحمت (سونان رحمت)، حيث تنظف الأدوات بماء الورد وتدهن بالزيت ذو الرائحة الطيبة لحفظها من الصدأ. وكل هذا يكون في قرية ليباك أغونج.
وفي بانتن
تتركز الاحتفالات بمسجد أغونج بانتن، وعادة يقوم الناس بزيارة مقابر بعض الأولياء. وعادة ما تكون الاحتفالات مناسبة طيبة حيث يجتمع بها كبار القوم من المشايخ والأعيان، وربما لاتخلوا من وجود ما يسمى –جوارا- وهم الذين يلعبون رياضة الدفاع عن النفس في عروض جميلة.
الاحتفالات في سولاويسي
بالنسبة لسلالة البوقس والمكاسر (Bugis Makassar) بجزيرة سولاويسي، هناك عادة خاصة لا توجد لدي السلالات الأخري بين المسلمين، سواء في إندونيسيا أوخارجها. هذه الاحتفال يسمى “مأودو” (Maudu). تعد موكب احتفال ماودو (Maudu) من مواكب طقسية فيها الوصايا الدينية وبرنامجها الأساسي هو حين تعقد آرات (A’rate) وهو قراءة النص المشبه ببرزنجي (Barzanji) بلهجة جينيقونتو (Jeneponto) الخاصة. يتضمن نص آرات الحروف العربية واللغة العربية، وهذا ليفرق بينه والنص العربي بلهجة مكاسر (Makassar) في الأعياد الإسلامية الأخرى في تقاليد سكان بالجن (Balang).
ونص آرات (A’r’ate) بقرأه الرجال المدعوون ويقرؤونه قراءة جهرية وقسموا إلى مجموعتين جالسين على الأرض، أشرفهم شيخ القرية أي إمام المسجد يقال له ساراء (‘Sara).
قبل أداء آرات (A’r’ate) أعدت الأشياء محتاج مثل زننبل ملون صُنع من حوك ورق لونتارا (Lontara) الخاصة باحتفال ماودو (Maudu).
وقبل الاحتفلا بأسبوع أعد الزيت المقلي المصنوع من لبن النارجيل. وقبل الاحتفال بيوم عُقد برنامج ذبح الدجاج. وذبح كل أسرة دجاج واحد، فتخيل كم عدد الدجاج المذبوح مع أن عدد الأسرة كثيرة. وأستخدم الأرز رمزا على احترام رسول الله محمد صلى الله عليه وآله.
وبعد ذبح الدواجن شواها على النار وقبله سلقت في ماء ساخن. وفي يوم احتفال ماودو يعقد آرات (A’r’ate) حوالى ساعتين تبدأ بعد صلاة الظهر قبيل العصر.
تقاليد احتفال مولد الرسول في نوساتنجارا الشرقية
في سولور (Solor) نوساتنجارا الشرقية بدأ احتفال مولد الرسول بقراءة أشعار جهاد الإسلام، قرأها رجال القرية متبدلا ثم يصلون على النبي، ثم أكل المسلمون أكلة خاصة التي لم توجد إلا في احتفال مولد الرسول صلى الله عليه وآله، منها جولي (مرق) رأس الغنم وكاليسو (Keleso) ومينيهو (Menihu) أي الرز المصفر وقدموا رأس الغنم إلى رجال العلماء رمزا على طاعتهم لأمور الدين.
...................
https://telegram.me/buratha