أكدت «مجموعة الأزمات الدولية» في تقرير صدر أمس ضلوع مجموعةٍ من المتمردين المسلمين على ارتباط بالسعودية في أعمال العنف في بورما (ميانمار)، ما يُهدد في نظرهم بتبديل الوضع بالنسبة للحكومة البورمية، محذرين من أن حملة القمع التي تنفذها السلطات ضد أقلية الروهينغا قد تدفع السكان الى التطرف.
وأوردت المجموعة إثر إجرائها أول تحقيق مستقل في أعمال العنف التي شهدتها ولاية راخين شمال بورما أن الهجمات نفذتها مجموعة «حركة اليقين» المرتبطة بالسعودية، معتبرةً أن «ظهور هذه المجموعة المنظمة والممولة بشكل جيد سيبدل الوضع بالنسبة للحكومة البورمية التي تجد نفسها في مواجهة تحديات متشعبة»، مضيفة أن «الرد الأمني الحالي سيؤدي الى دوامة خطيرة من الهجمات، وسيدفع السكان الى التطرف».
ويقطن في راخين القسم الاكبر من الروهينغا البالغ عددهم مليون نسمة، ويشكل البوذيون أقلية فيها، فيما هم الأكثرية الساحقة في البلاد (95 في المئة). ويعتبر الروهينغا أجانب في بورما ويتعرضون للتمييز في مجالات عديدة.
وعلى أثر هجوم شنته مجموعات مسلحة في تشرين الأول الماضي على مراكز للشرطة شمال غرب البلاد، باشر الجيش البورمي عملية عسكرية واســعة أسفــرت عن مقتل العشرات، فيما فر 27 ألفا من الروهينغا الى بنغلادش.
وظهرت «حركة اليقين» بعد أعمال العنف التي وقعت في 2012 وأسفرت عن سقوط نحو مئتي قتيل في المنطقة، وعمدت الى تجنيد وتدريب مقاتلين في بنغلادش وفي شمال ولاية راخين.
وقامت «المجموعة الدولية» بمقابلة ستة أعضاء في هذه المجموعة المسلحة، وقادت الحوارات معهم ومع آخرين، وكذلك تحليل تسجيلات مصورة أطلقتها المجموعة، إلى الكشف عن صورة جزئية لأصولها وهيكليتها وأهدافها.
وتعرف المجموعة المسلحة عن نفسها باسم «حركة اليقين»، أما الحكومة البورمية فتطلق عليها اسم «أكا مول مجاهدين»، وقبل هجمات تشرين الاول، كان حتى أعضاؤها أو المؤيدون لها لا يعرفون اسمها الحقيقي، بل اسماً آخر، وبدأوا يجمعون التبرعات لها من جاليات الروهينغا ومانحين في السعودية والشرق الأوسط، ما دفع المجموعة للإفصاح عن اسمها الحقيقي، ليظهر أول فيديو بهذا الاسم في 11 تشرين الاول.
وبحسب «مجموعة الأزمات»، فإن «حركة اليقين» أسستها وتديرها مجموعة من نحو 20 قيادياً موجودين في مدينة مكة، ومن قيادي واحد على الأقــل في المديــنة المنورة، وجميعهم من الروهينغا المهاجرين او المنحدرين من هذه الأقلية البورمية. ولهم علاقات قوية في بنغلادش وباكستان، وربما في الهند أيضاً. وقد زار بعضهم بنغــلادش وولاية راخين في بورما خلال أوقات مختـلفة في العامين الماضيين.
أما المتحدث باسم المجموعة المسلحة فهو «عطا الله» (أو عامر ابو عمار، وضمن المجموعة ابو عمار الجنوني، أما الحكومة البورمية فتعرفه باسم حافظ طهار). انتقل والده إلى كاراتشي ثم إلى السعودية حيث تلقى الابن علومه الدينية وقد اختفى من السعودية في عام 2012 مباشرة بعد اندلاع أعمال العنف في راخين. وهناك مؤشرات إلى أنه ذهب إلى باكستان وحصل على تدريب في حرب العصابات. وجميع أعضاء المجموعة من السعودية يقومون اليوم بقيادة عمليات مسلحة على الارض، وبعض الروهينغا عادوا من مخيمات في بنغلادش قبل التاسع من تشرين الأول للانضمام إلى المجموعة.
https://telegram.me/buratha