كشفت قائمقامية قضاء الفاو في البصرة، الثلاثاء، أن عشرات العوائل هاجرت من القضاء خلال الأعوام الماضية واستقرت في مناطق أخرى من المحافظة لأسباب اقتصادية، متوقعة هجرة المزيد من العوائل في حال عدم توفير فرص عمل وتحسين الظروف الاقتصادية لأهالي القضاء المطل على الخليج.
وقال قائمقام الفاو وليد الشريفي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "القضاء فقد ما لا يقل عن 200 عائلة من سكانه خلال الأعوام الماضية من جراء هجرتها الى مناطق أخرى من المحافظة، ومن المتوقع هجرة المزيد من العوائل إذا استمرت الأوضاع على ما هي عليه"،
مبيناً أن "من أبرز أسباب هجرة تلك العوائل انحسار فرص العمل في ظل قلة المشاريع في القضاء، فضلاً عن تراجع مهنة الصيد البحري التي يشتهر بها القضاء، وذلك من جراء المضايقات والتحديات التي يواجهها الصيادون خلال إبحارهم، وكذلك تدهور الزراعة بسبب مشكلة ملوحة المياه التي تكرر في كل فصل صيف عندما يتقدم اللسان الملحي من الخليج ويتغلغل في شط العرب".
ولفت الشريفي الى أن "من العوامل الأخرى التي تحفز المواطنين على الهجرة من الفاو هو الظرف المناخي القاسي في القضاء خلال فصل الصيف من جراء ارتفاع درجات الحرارة ومعدلات الرطوبة، وفي الأعوام السابقة كان القضاء يحظى باستثناء من قطع التيار الكهربائية مراعاة لخصوصيته المناخية، ولكن خلال الصيف الحالي تفاجئنا بإلغاء الاستثناء"، مضيفاً أن "السلطات المحلية في الفاو تعول على مشروع بناء ميناء الفاو الكبير في النهوض بالوضع الاقتصادي، فعندما ينجز الميناء سوف يخلق نشاطاً اقتصادياً كبيراً نتوقع أن يشجع الكثير من العوائل على العودة".
يذكر أن قضاء الفاو الواقع أقصى جنوب محافظة البصرة يشتهر سكانه بمهنة الصيد البحري، ويحتوي القضاء على مرفأ مخصص لزوارق وسفن الصيد، كما كان يعتمد الاقتصاد المحلي للقضاء بنسبة كبيرة على الزراعة، إلا أن الواقع الزراعي في الفاو تعرض الى الانهيار خلال الأعوام القليلة الماضية بسبب تفاقم ظاهرة تغلغل مياه البحر شديدة الملوحة في مجرى شط العرب، وهو ما أدى الى القضاء على زراعة أنواع مختلفة من المحاصيل، بحسب مراقبين.
https://telegram.me/buratha