التقارير

هزيمة داعش الارهابي واستعادة مناطق كانت تحت سيطرة الأكراد في عملية خاطفة تعيدان للقوات العراقية هيبتها.

4328 2017-10-20

يرى خبراء أن القوات العراقية استطاعت بمواجهتها المقاتلين الأكراد وسيطرتها السريعة خلال الأيام الأخيرة على مناطق متنازع عليها مع إقليم كردستان وأبرزها كركوك الغنية بالنفط، وبعد طردها تنظيم داعش الارهابي من مناطق واسعة في شمال العراق وغربه، قلب موازين القوى بشكل جذري في البلاد لصالحها لتمحو بذلك صورة الجيش الضعيف الذي انهار في العام 2014 بشكل صادم أمام اجتياح تنظيم داعش الارهابي  للعراق.

وخلال 14 عاما وفي مواجهة جيش حكومي ضعيف، سيطرت قوات البشمركة بشكل منهجي على مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل، لكن الأوضاع انقلبت تماما خلال الأسبوع الحالي، إذ لم يستغرق الأمر سوى 48 ساعة كي تستعيد القوات المركزية العراقية السيطرة على جميع تلك المناطق من دون أي مقاومة تقريبا.

ورحب المتحدث باسم التحالف الدولي بقيادة واشنطن الكولونيل راين ديلون بهذا التطور، قائلا إن القوات العراقية حسمت معركة الموصل التي "تعد من أصعب المعارك منذ عقود، ثم سيطرت على تلعفر والحويجة"،

مضيفا "يقال إنهم الآن، من أوائل قوات الأمن في المنطقة". وتطلب الأمر سنوات لإعادة تشكيل القوات العراقية بمساعدة العديد من جيوش الدول الغربية.

ويرى رئيس تحرير مجلة "جاينز" الأسبوعية المتخصصة بشؤون الدفاع في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن القوات العراقية اليوم هي ثمرة ثلاث سنوات من تدريب وتسليح .

لكنه يشير في الوقت نفسه إلى أن "العراقيين أيضا حسنوا على الأرجح أسلوبهم في مواجهة مشاكل الفساد والضعف اللوجستي وفي كيفية رفع المعنويات المتدنية" للقوات.

في المقابل، حصلت القوات الحكومية على دعم قوات الحشد الشعبي ، تعد أكثر من 60 ألف مقاتل وتشكلت في العام 2014 بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقها الامام المفدى السيد علي السيستاني أكبر مرجعية شيعية في البلاد لمواجهة تنظيم داعش الارهابي الجبان وهي بمثابة قوة رديفة للجيش العراقي وهي أكثر تسليحا من القوات النظامية.

في المقابل، انعكست صورة قوات البشمركة التي كانت تتغنى بمقاتليها الأشداء، خصوصا أنها لم تكن القوات الرئيسية في الحرب ضد تنيم داعش الارهابي في العراق.

ولم تشارك البشمركة في معركة استعادة الموصل وكانت تقف على بعد ثلاثين كيلومترا إلى شرق المدينة ولم تخض أيضا معارك لاستعادة تلعفر أو الحويجة ولم تشارك في أي من معارك محافظة الأنبار في غرب البلاد.

وعندما تقدم تنظيم داعش الارهابي الى مدينة اربيل، كان حال البشمركة حال القوات العراقية آنذاك وكانت مستعدة للفرار لولا الدعم الذي قدمته لها إيران المجاورة.

ويرى  الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية إميل حكيّم بأن تقهقر القوات الكردية في كركوك "سببه انعدام التوافق السياسي"، موضحا أن "الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية غطى على خلل الإدارة الكردية منذ سنوات".

ولا تزال صورة مقاتل البشمركة القديم الواقف على جبل بشاربين طويلين ووجه أسمر مجعد وكوفية تقليدية على رأسه وسروال عريض مدافعا عن أرضه في ظروف قاسية، قائمة، إلا أن صورة البشمركة كقوة تتمتع بقدرات قتالية عالية وبأس شديد في المعارك انهارت أو اهتزت خلال العملية العسكرية الخاطفة التي قادها الجيش العراقي لاستعادة السيطرة على مناطق سيطرت عليها القوات الكردية قبل سنوات.

ويعتبر حكيم أن الجيل الجديد من البشمركة "ليست لديه القسوة والتماسك اللذين يمتلكهما القدامى"، لأن "الاستقرار والتطور الاقتصادي لكردستان العراق منذ العام 2003، أثرا على العقلية العسكرية للمجتمع الكردي".

ولم يعد مقاتلو البشمركة يتسلمون إلا نصف رواتبهم منذ العام 2005، بسبب الخلافات السياسية بين بغداد وأربيل، ما ينعكس سلبا على معنويات هؤلاء المقاتلين.

وطالما راهن مسعود البارزاني رئيس اقليم كردستان العراق المنتهية ولايته منذ 2005 على تلك القوات لضمان استمراره في السلطة، إلا أن خبراء أكدوا أن انشغاله في الاحتفاظ بالسلطة لأطول وقت ممكن ومغامرته الأخيرة بقيادة استفتاء الانفصال أدخلت الاقليم الكردي في أزمات حادة سياسية واقتصادية وهزت دعائم سلطته ومكانته في المجتمع الكردي.

ويواجه اقليم كردستان أزمة مالية عاصفة منذ سنوات ارتدت إلى اضطرابات واحتجاجات في الشارع إلى أن أعلن البارزاني عن استفتاء الانفصال الذي هلل له كثيرون من الأكراد وتحفظ عليه آخرون.

وبددت الأحداث الأخيرة مطامع وطموحات الأكراد بالاستقلال في ظل تفاقم أزمة الاقليم وازدياد عزلته الاقليمية والاقتصادية مع الاجراءات العقابية التي اتخذتها بغداد وكل من تركيا وغيران الرافضتين لقيام كيان كردي مستقل في شمال العراق خشية أن يحفز ذلك الأقلية الكردية فيهما على اعلان الانفصال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك