وصف الموقع السويسري 24 ساعة ما يجري في السعودية بأنه نقلة وحشية في تاريخ المملكة، مؤكدا أن المملكة تشهد تغيرات جوهرية غير مسبوقة وانفتاحا لم تشهده في تاريخها من أهم ملامحه السماح للمرأة بقيادة السيارة إلى جانب تنظيم حفلات صاخبة والدعوة إلى الاختلاط.
ويقول كاتب المقال إن هذا التغيير يبدو بالنسبة له كأجنبي جيد، غير أن الموقف يختلف إن كنت مطلعا على طبيعة المجتمع السعودي المحافظ ومدركا لمكانة المملكة في محيطها باعتبارها قبلة المسلمين، وهو الرأي الذي يتبناه كلارنس رودريغيز، الذي كان المراسل الفرنسي الدائم في الرياض من 2005 إلى 2017، ومؤلف كتاب "السعودية 3.0 — كلمات الشباب السعودي" الذي تحدث فيه عن السياسة الجديدة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان واعتبرها بمثابة الزلزال الذي يضع البلاد في مفترق الطرق.
أمير الفوضى يقلب كل شيء
ووصف رودريغنيز ولي العهد السعودي بالشاب الذي يكسر المحرمات ويهز الرموز ولقبه بـ "أمير الفوضى"، لميله لقلب كل شيء رأسا على عقب، حيث أرسل الشرطة الدينية إلى المساجد، وأذن بالحفلات الموسيقية والسينما، ومنح المرأة الحق في القيادة...
ويقول صاحب الكتاب إن هذه الاجتهادات لولي العهد لا تجد الترحيب في الرياض حيث "إن سكان المملكة متحفظون جدا، ويرتبطون بثقافتها وتقاليدها ودينها".
أزمة لم يسبق لها مثيل
وقال كلارنس رودريغيز: إن الأمير في عجلة من أمره، لأن الدافع الحقيقي للتغيير هو أولا وقبل كل شيء الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تمر بها البلاد، حيث انخفضت أسعار النفط الخام ولم يعد دخل النفط يسمح للنظام السعودي بالحفاظ على مستوى معيشة المواطن مما أدى إلى خفض رواتب موظفي الخدمة المدنية إلى النصف، وتزايد معدلات البطالة، إضافة إلى مشاكل الطبقة المتوسطة".. وأضافت الصحيفة: "الحق في القيادة الذي منح للسعوديات، ليس متعلقا بحرية المرأة، بل لتسهيل وصولهن إلى سوق العمل". "بعض النساء سيصبحن سائقات مع شركة التاكسي أوبر!"
خطر الانفجار الداخلي
ويقول كلارنس رودريجيز: إن أمير الفوضى زج بالمملكة في العديد من الأزمات الإقليمية الكبرى منها المعركة الدائمة مع إيران والعمليات العسكرية في اليمن على رأس تحالف دولي لمكافحة الانقلابيين الحوثيين، ودعم المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد، الى جانب الضغط على رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري لتقويض حزب الله من حكومة الوحدة الوطنية... "
وقال الكاتب إن ولي العهد السعودي يتحرك بعنف في الداخل ضد كل الأصوات المعارضة لسياسته، فقد ألقى القبض على عشرات المعارضين من رجال الدين والفكر في نوفمبر الماضي، وترأس "لجنة مكافحة الفساد"، وأطلق العنان لتطهير غير مسبوق ضد عشرات الأمراء والوزراء ورجال الأعمال، وبالتالي ضمان السيطرة المطلقة على دواليب الدولة وابتزاز رجال المال.
وفي النهاية تساءل الكاتب عن جدوى الحروب الداخلية والخارجية التي يخوضها ولي العهد في وقت تعاني فيه المملكة من أزمة اقتصادية حقيقية وحذر من تبعات كارثية على المملكة والمنطقة بأكملها.
https://telegram.me/buratha