كشف موقع "ذا إنترسبت" الأميركي أنّ السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، هو من حرّض جاريد كوشنر مستشار وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، على إلصاق تهمة تمويل الإرهاب بقطر، وذلك غداة رفض الدوحة عرضاً لـ"شركات كوشنر" العقارية، الربيع الماضي، لتمويل أحد مشروعاتها.
وفي مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأميركية، التي استخدمت عبارة "حصار قطر" لأول مرة، في تقرير لها، قال راين غريم مدير مكتب واشنطن في "ذا إنترسبت"، يوم السبت، إنّ "شركات كوشنر"، كانت تجوب العالم من أجل تأمين استثمار بقيمة مليار دولار، لأحد أصولها الذي يعاني من وضع مالي سيئ.
وذكّر غريم، بما أورده موقع "ذا إنترسبت"، نقلاً عن مصدرين اثنين، بأنّ شركة العقارات التابعة لكوشنر، توجّهت بشكل مباشر للحكومة القطرية، للحصول على تمويل للعقار (666 الجادة الخامسة) في مدينة نيويورك، وقدّمت في سبيل ذلك عرضاً لوزير المال القطري علي شريف العمادي، في إبريل/ نيسان الماضي، وتم رفضه.
وأشار غريم، إلى أنّ سعي وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، للوساطة في الأزمة الخليجية، بعدما أقدمت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، على قطع علاقاتها مع قطر، في 5 يونيو/حزيران الماضي، وفرض حصار بري وجوي عليها، قابله سعي من كوشنر لتحريض ترامب على اتخاذ موقف مغاير.
وقال غريم إنّه "بعد ساعة أو ساعة ونصف من محاولة تيلرسون التوسّط لحل الأزمة، خرج ترامب وقدّم بياناً يقلل من شأن كلام وزير الخارجية، ويتهم قطر بتمويل الإرهاب، وهي الدولة التي تحتضن أكبر قاعدة عسكرية أميركية في المنطقة".
وتابع "تيلرسون تيقّن بعد ذلك من أنّ سفير الإمارات في واشنطن، سلّم هذا البيان لكوشنر الذي مرره بدوره لترامب، وهذا التخفيض من شأن الديبلوماسية الأميركية هو السبب في أنّ الحصار ما يزال مستمراً حتى اليوم".
وفي أول موقف أميركي، بعد يوم من إعلان الحصار على قطر، دعا تيلرسون، الدول الخليجية إلى الحفاظ على وحدتها، والعمل على تسوية الخلافات بينها.
أما في أول تعليق له على إعلان الحصار، فقد كتب ترامب في تغريدة على "تويتر"، في 6 يونيو/حزيران 2017، "خلال زيارتي الأخيرة للشرق الأوسط (السعودية) قلت إنّه لا يمكن أن يستمر تمويل الفكر المتطرف. فأشار الزعماء إلى قطر. انظر".
وقبلها كان ترامب قد نشر تعليقاً على ما يجري في تغريدتين متتاليتين، كتب فيهما: "من الجيد أن نرى أن زيارة المملكة العربية السعودية واللقاء مع الملك و50 دولة بدأ يعطي نتائجه. لقد قالوا إنهم سيتبنّون موقفاً أكثر حزماً في التعاطي مع تمويل التطرّف، وكل التلميحات كانت تشير إلى قطر. ربما هذا الأمر سيكون بداية نهاية الإرهاب".
وجاء موقف ترامب، آنذاك، مناقضاً لموقف المؤسسة الأميركية، والذي صدر عن أعلى المستويات الدبلوماسية والعسكرية، وأثنى على العلاقات الاستراتيجية مع قطر، ودورها في تحقيق الأمن الإقليمي، وهو موقف تراجع عنه لاحقاً.
ولفت غريم، إلى أنّ المحقق الأميركي الخاص بملف التدخل الروسي المحتمل في الانتخابات الأميركية روبرت مولر، يبحث حالياً في مدى تأثير استغلال كوشنر منصبه كمستشار في البيت الأبيض، لتحقيق مكاسب تجارية شخصية، وانعكاس ذلك، على تغيير في السياسة الخارجية الأميركية.
وفي هذا الإطار، قال غريم عن كوشنر "القانون الفیدرالي یمنع عليك کموظف حکومي تقديم المشورة بشأن سیاسة یمکن أن تستفید منها مالياً. هل يمكن للمدعي العام إثبات ذلك، بالنظر إلى كل هذه الحقائق"؟
وختم غريم بالقول "في وضع مولر يمكن أن يكون ذلك صعباً دبلوماسياً، لأنه يجب استدعاء القطريين كي يشهدوا بالدليل، وبالتأكيد هم لا يريدون القيام بذلك مع عم كوشنر كونه الرئيس في وقت لا تزال فيه محاولات للتوسط من أجل حل الأزمة الخليجية. وهي أزمة ليست مجرد خرافة دبلوماسية وكادت أن تتحول إلى محطة ساخنة، لا سيما أنّه كانت هناك تقارير مفادها أنّ دولة الإمارات تفكر في إرسال قوة مرتزقة إلى قطر في عدوان فعلي".
https://telegram.me/buratha