ابلغت المملكة العربية السعودية بغداد بان اي مساعدات سعودية للعراق مرهونة بوصول حكومة تعيد العراق الى الحضن العربي اولا وحكومة تتصدى للنفوذ الايراني المتنامي في العراق ثانيا وغير ذلك لن يحصل العراق على اي دعم سعودي .
وبررت المملكة العربية السعودية ذلك بانها لن تدفع دون مقابل وانها لن تجازف باستثمارات في عراق محتل ايرانيا وتحكمه مليشيات الحشد الممولة من قبل طهران وان زمن الدفع دون مقابل انتهى .
هذا وأعلن مسؤول عراقي رفيع المستوى في بغداد أن الرياض تماطل منذ أسابيع في الإيفاء بتعهداتها المالية السابقة للعراق، عازياً السبب إلى ترقب السعودية الى ما ستسفر عنه الانتخابات التي ستجرى في 12 مايو/ أيار الحالي، وماهية الشخصية التي ستتولى رئاسة الحكومة الجديدة بعد عودة الحديث عن ترشح نوري المالكي للمنصب مع شخصيات أخرى مقربة من إيران، وعدم حسم عدد من الكتل السياسية، السنية والكردية، موقفها بدعم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، لولاية ثانية.
وكانت السعودية تعهدت بتقديم مليار دولار لمشاريع استثمارية في العراق، و500 مليون دولار إضافية لدعم الصادرات العراقية، فضلاً عن مِنح صغيرة، عبارة عن مشاريع تنفذها في المدن المنكوبة التي تم تحريرها من سيطرة تنظيم “داعش”.
ووفقاً لمسؤول عراقي رفيع المستوى في بغداد، فإن الحكومة تواجه ضغطاً هائلاً من داخل المدن المدمرة شمال وغرب البلاد، موضحاً، لـ”العربي الجديد”، أن ملايين العراقيين مكدسون بلا خدمات في تلك المدن، وهناك نحو ربع مليون منزل ووحدة سكنية مدمرة، بالإضافة إلى أن الأمراض وسوء التغذية تفتك بهم.
وقال إن “الحكومة أطلقت مجدداً حراكاً دبلوماسياً هو الثاني من نوعه في غضون شهرين نحو الدول العربية والأجنبية التي تعهدت أثناء مؤتمر الكويت لإعادة إعمار العراق، في فبراير/ شباط الماضي، بتقديم قروض ومساعدات ومنح مالية للمدن العراقية المدمرة”.
وأشار إلى أن “العراق لمس مماطلة من السعودية، وكذلك الإمارات، في مسألة الإيفاء بوعودهما له”، مرجحاً أن يكون السبب رغبة الرياض “انتظار ما ستسفر عنه الانتخابات المقبلة” والخشية من “وصول شخصية موالية بشكل كامل لإيران إلى سدة الحكم في البلاد بينما تترقب وصول حكومة تتصدى للنفوذ الايراني كشرط لحصول العراق للمساعدات السعودية والاماراتية ”.
وكانت الكويت نظمت، منتصف فبراير الماضي، مؤتمراً للمانحين خصص لإعادة إعمار المدن العراقية المحررة، شاركت به أكثر من 60 دولة عربية وأجنبية. وأعلن، في ختام المؤتمر، عن وعود بقيمة تجاوزت 30 مليار دولار، غالبيتها قروض سيادية وأخرى ميسرة، كما حصل على نحو ملياري دولار اشترطت بعض الدول أن تشرف على إنفاقها داخل العراق بسبب مخاوف الدول المانحة من آفة الفساد التي تضرب البلد منذ الاحتلال الأميركي وتشكيل النظام السياسي الجديد فيه.
وكان العراق يأمل في أن يحصل على نحو 88 مليار دولار، وهي القيمة الإجمالية للخسائر التي ترتبت على احتلال تنظيم “داعش” لمدن في شمال وغرب العراق، وما تلاه من عمليات عسكرية واسعة لتحرير تلك المناطق، بدعم من التحالف الدولي بقيادة أميركا.
ومن جانبه، قال نائب في البرلمان العراقي وقيادي في التحالف الحاكم، إن تحسن العلاقات العراقية مع دول عربية عدة جعلها تغدق بتبرعاتها الكلامية على بغداد، ومنها الرياض، ولكن للأسف لم يصل للعراق ما وعدت به السعودية حتى اليوم، و”أعتقد أنها تنتظر حسم موضوع الانتخابات ووصول حكومة موالية للرياض ومعادية الى ايران , هذا تحليلي الشخصي وليس معلومة، لكن المعطيات تقول إن التأخير بسبب الانتخابات ليس إلا”.
https://telegram.me/buratha