في اب 2014، اختطف تنظيم "داعش"الارهابي الصبي الإيزيدي برزان عيدو، مع عائلته عندما كان في الثانية عشر من عمره من منطقة قابوسي جنوب جبل سنجار شمال قرية كوجو، أثناء الهجوم الذي شنه التنظيم على الإيزيديين في جبل سنجار وسهل نينوى، فيما أطلق عناصر التنظيم اسم أبو عمر السنجاري على الصبي.
وقال الصبي الإيزيدي برزان عيدو "كنت اعمل مع عائلتي مزارعين في أحد البساتين قرب قرية قابوسي، وعندما سيطر التنظيم على القضاء بالكامل اختبأوا بين الأشجار لمدة شهر، إلى أن قدم إليهم شخص يدعى إبراهيم عزيز والذي شرب الشاي لديهم ليغادر ويأتي عناصر داعش الى المكان واختطفوني وعائلتي المكونة من سبعة أفراد"، مبينا ان "مصير عائلتي ما زال مجهولا حتى الان".
وأضاف الصبي أنه "تم نقلي وعائلتي إلى قرية كوجو وبقينا فيها ستة أيام ومن ثم تم نقلنا مع العديد من العوائل إلى مدينة تلعفر وبالتحديد في حي الخضراء الواقعة غرب الموصل"، مشيرا الى "اننا بقينا فيها ما يقارب من ستة أشهر، وبعد ذلك قاموا بفصل الأطفال عن عوائلهم كي يعلمونهم القرآن والصلاة والدين الإسلامي، وادخالهم معسكر للتدريبات والذي فيه ما يقارب من (200) صبي إيزيدي تتراوح أعمارهم بين (9 – 17 سنة) من الذين تم اختطافهم مع عوائلهم".
واكد عيدو "بقيت في المعسكر سنة تقريبا وتم اعطائي الدروس الدينية مع آخرين، واجبرونا على حفظ القرآن والصلاة وكل ما يتعلق بالدين الإسلامي، وبعد ذلك تم نقلي مع الغالبية من هؤلاء إلى مدينة الرقة السورية بواسطة شاحنات نقل كبيرة"، لافتا الى انه "بعد وصولنا إلى الرقة ادخلونا مرة أخرى إلى معسكر، والذي كان يسمى بمعسكر الصحراء لتعليم السلاح بكل أنواعه وفنون القتال وقطع الرؤوس ومشاهدة الأفلام وفيديوهات عناصر التنظيم، ومن ثم قاموا بتوزيع السلاح والملابس الأفغانية علينا، وقاموا بتغيير اسمائنا، وسموني بـ أبو عمر السنجاري". وتابع أن "عناصر التنظيم اجبرونا على المشاركة في جبهات القتال جنباً إلى جنب عناصره"، موضحا ان "بعض الاولاد كانوا يحملون أسلحة أكبر من وزنهم وطولهم".
وبين "رفضت المشاركة في الجبهات والقتال في صفوفهم، لكني تعرضت إلى الضرب والعقاب من قبل عناصر التنظيم"، لافتا الى "انهم احتجزوني في المعسكر الذي تعرض إلى ضربة من قبل الطائرات، ما ادى الى اصابتي بجروح تم نقلي الى مستشفى في محافظة دير الزور السورية والذي يسمى بمشفى الخير".
ويسرد عيدو القصة التراجيدية المؤلمة التي غيرت حياته "حقنوني بإبرة في المستشفى وقاموا بقطع يدي اليمنى وركبوا قطعة معدنية في يدي اليسرى وهنا بدأت أصرخ، ففي لحظات رأيت نفسي بيدٍ واحدةٍ بسبب رفضي القتال في صفوف التنظيم الإرهابي المتطرف"، مضيفا "انني رأيت في المستشفى مختطفات إيزيديات وأخبرتهم أن يبلغوا أهلي إن كانوا أحياء كي يحرروني، حيث استمرت معاناتي في المستشفى إلى أن تعرفت على عائلة داعشية وترجيتهم ان يأخذوني معهم، رغم علمي أنهم سيتاجرون بي".
واشار الى انه "بعد بقائي لمدة في مناطق الإدارة الذاتية في سوريا استطاعت عائلة عمي شرائي بمبلغ 9000 دولار أمريكي"، مبينا "انني رأيت أبشع أنواع التعذيب في قبضة التنظيم، وأتعذب الآن نفس التعذيب بعد تحريري لأني بيدٍ واحدة، ويدي الأخرى تؤلمني كثيرًا ولا استطيع فعل أي شيء".
ولفت الى "انني أعيش حاليا في خيمتهم بمخيم جم مشكو للنازحين الإيزيديين شمال غرب بلدة زاخو قرب الحدود العراقية التركية، وافتقر لأبسط مقومات الحياة".
ويختتم برزان عيدو حديثه قائلاً "عمري الآن 17 عام، وحين كنتُ في روج آفا بمناطق الإدارة الذاتية الكردية لم أتلقى أي اهتمام، وذات الأمر يحصل معي هنا"، مطالبا المنظمات الدولية والمحلية بـ"مساعدتي كي لا تراني أمي في هذه الحالة".
https://telegram.me/buratha