كشفت إحصائية رسمية، صادمة عن مستوى ظاهرة تسرب التلاميذ من المدارس الحكومية في العراق.
وعزا معاون مدير عام دائرة الصحة العامة في وزارة الصحة الدكتور محمد جبر، في تصريح صحفي، الظاهرة، الى "أسباب إقتصادية واجتماعية ونفسية، الى جانب عوامل بيئية،"
كاشفا عن "وجود نحو70 بالمئة من المدارس تعاني مشاكل بيئية اهمها عدم وجود صحيات مناسبة للتلاميذ او مياه صالحة للاستهلاك البشري، ما يسبب عزوفا من أولياء الامور عن إرسال ابنائهم خاصة الاناث الى المدارس".
ونوه الى ان "هناك صفوفاً تضم أكثر من 60 تلميذاً ما يؤثر في التهوية ومستوى النظر واستيعاب الدروس، علاوة على المدارس الكرفانية التي تضم بيئات مدرسية غير ملائمة".
وبين جبر ان "قضية تسرب التلاميذ من المدارس، مهمة جدا ومسؤوليتها تقع على عاتق جميع الوزارات، لافتا الى ان مكاتب الصحة المدرسية، لها دور كبير بهذا الشأن من خلال لجنة مشكلة بين وزارتي الصحة والتربية لمتابعة الاوضاع الصحية والاجتماعية والنفسية للتلميذ، ودراسة ما يعانيه من مشاكل واعباء نفسية تؤثر فيه وتؤدي الى تسربه".
وعد المسؤول الحكومي "مجالس الاباء والمعلمين، منطلقا مهما واساسيا لبحث المشاكل الخاصة بالتلاميذ، وبما يسهم برفع مستوى التنسيق بين العملية التربوية والاجتماعية، منوها بأن "وزارة الصحة ألزمت وزارة التربية بضرورة حضور ملاكاتها في الصحة المدرسية، اجتماعات مجالس الاباء والمعلمين للاستمرار بالتنسيق والتعاون، لأن هناك نلاميذ يجب احالتهم الى معاهد الصم والبكم والتوحد".
وتابع جبر، ان "عدم ادراج ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن هذه المعاهد، يعد تسربا بحد ذاته، كونهم يجب ان يتلقوا مستوى التعليم الملائم لحالتهم المرضية، مؤكدا ان تلك اللجنة تسعى الى تفعيل ذلك، مفصحا عن وجود فريق للصحة المدرسية ضمن كل مركز صحي يعمل بالتنسيق مع ادارات المدارس لرصد تلك الحالات".
من جانبه أكد معاون مدير الاشراف التربوي في وزارة التربية حسين هندي حسين في تصريح صحفي، انه "تم التنسيق مع المجلس الثقافي البريطاني، لاعداد دراسة مفصلة عن موضوع زيادة التحاق التلاميذ بالمدارس وتم طرح مشكلات التسرب ومعالجتها، من خلال تقديم الدعم النفسي للمناطق المحررة وللطلبة الذين نزحوا من مناطقهم، باعتماد تدريب 130 مرشدا تربويا ليقدموا الدعم النفسي لطلبة محافظة نينوى وبقية المناطق المحررة ممن تخلفوا عن الدوام".
فيما قالت مديرة التعليم الابتدائي بمديرية التعليم العام الاهلي والاجنبي في وزارة التربية، شهرزاد مصطفى، ان "المديرية نفذت خطة مع بداية العام الدراسي الجديد، تضمنت تهيئة بيئة صحية مناسبة للتلاميذ بالتنسيق مع الصحة المدرسية بالمستوصفات القريبة من المدارس، مؤكدة تشكيل لجان الحصر الميدانية التي ترسل من الادارات المدرسية، لاجراء احصائية بعدد الاطفال المشمولين بالتعليم لضمان عدم تسربهم خاصة من اجل تهيئة المقاعد الدراسية لهم".
https://telegram.me/buratha