تسير عملية تشكيل الحكومة العراقية المقبلة وفق خطين رئيسيين يمثل الاول منهما كل من تحالف النصر بقيادة حيدر العبادي والحكمة وائتلاف الوطنية اضافة الى تحالف سائرون المدعوم من قبل زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فيما يمثل الخط الثاني المنافس لتحالف نواة الكتلة الاكبر كل من ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي وتحالف الفتح بقيادة هادي العامري اضافة الى بعض الاحزاب والكتل الصغيرة والمتوسطة الداخلة ضمن تحالفها.
ويدور التنافس بين المحورين في هذا الوقت على من يتمكن من اقناع المكون السني او الكردي في الانضمام اليه ليستطيع الحصول رسميا على العدد الاكبر من المقاعد البرلمانية، فيما تناسى الجميع قدرة الكتل السياسية المؤلفة للمحورين الاساسيين على الخروج من التحالفات المؤقتة والتي لا تستند الى توقيع رسمي وبالتالي قد يحسم الامر لصالح الطرف الذي قد يغري الاطراف الاخرى المشكلة للمحور المنافس في الانضمام اليه او استجابته لبعض الضغوط التي تلعب دورا اساسيا في تشكيل الحكومة العراقية.
وفي حال اقناع الصدر بالدخول مع تحالف المالكي والعامري وفق برنامج حكومي مشترك بينهم فهذا يعني ان رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي الطامع بالولاية الثانية والمأتلفين معه في نواة الكتلة الاكبر سيفقدون الامل في تشكيل الكتلة الاكبر بعد ان كانوا هم الاقرب لها بحسب تعبيرهم.
وبهذا الصدد كشف نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله اللبناني علي دعموش كشف عن نصيحة قدمها الامين العام للحزب السيد حسن نصر الله لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر خلال زيارته الحالية الى بيروت .
وقال الشيخ دعموش إن "الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله نصح الصدر بالانضمام للمحور الذي يقوده تحالفي الفتح ودولة القانون لتكوين الكتلة الأكبر دون الحاجة للأطراف السياسية الاخرى".
ونقل الشيخ دعموش عن السيد نصر الله قوله أن "انضمام تحالف سائرون للفتح ودولة القانون سيجنبهم الحاجة للأكراد والاطراف السياسية الأخرى والتي تطالب بتقديم الكثير من التنازلات".
وأكد دعموش أن "الاعلان عن الكتلة الاكبر بات قريباً جدا وان تحالفي الفتح ودولة القانون على وشك الاعلان الرسمي عنه خلال الايام او ربما الساعات القليلة القادمة".
ومن جانبه كشف القيادي في دولة القانون سعد المطلبي أن "الفتح قرر أن يعطي فرصة أخيرة لتحالف سائرون للانضمام إليه".
ويضيف المطلبي في تصريح له ان " محور الفتح - دولة القانون يريد أن يمضي في تشكيل حكومة قوية بأغلبية واضحة مقابل معارضة بوصفه العلاج الوحيد للوضع في العراق".
واشار المطلبي الى "وجود خطين لتحالف الفتح الأول يرغب بشدة أن تنضم (سائرون) إلى (الفتح) تجنبا لإمكانية وقوع صدامات بين طرفين يملكان فصائل مسلحة، بينما يرى خط آخر تتبناه تحديدا (دولة القانون) أنه ليس بالضرورة الإصرار على (سائرون)؛ لأنها على ما يبدو هي التي لا تريد الانضمام، وليس نحن".
هذا وكشف رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية واثق الهاشمي ،اليوم الاربعاء، عن وجود حوارات جديدة بين اربع كتل سياسية لإعلان التحالف الاكبر وتشكيل الحكومة المقبلة.
وقال الهاشمي في حديث لـ(وطن نيوز) ان " في ظل تقاطع كل من زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس ائتلاف دولة القانون فان تحالف الفتح يمارس الان دور بيضة القبان الشيعية" لافتا الى وجود " حوارات جدية بين كل من تحالف النصر بقيادة حيدر العبادي والحكمة وسائرون والفتح وتم عقد اجتماعات بينهم لإعلان الكتلة الاكبر في الجلسة الاولى للبرلمان".
واضاف ان " اللاعب الخارجي عجز عن تجميع البيت الشيعي بكتله الخمسة وبالتالي فان الخيار الامثل او المقبول في ظل العد التنازلي لجلسة مجلس النواب الاولى هو الحفاظ على الاقل على اربع كتل شيعية وذهاب الخامسة الى المعارضة".
وتابع الهاشمي " في المقابل تسعى دولة القانون للانفتاح على تحالف النصر وضمه اليها في محاولة لتعجيز سائرون" مبينا ان " المحورين سيحاولون الحصول على التأييد النهائي لتحالف الفتح وفي حال لم يتمكنوا من ذلك ستكون جلسة البرلمان الاولى مفتوحة على اعتبار ان مناصب رئيس الوزراء والبرلمان والجمهورية لم تحسم".
وتشهد الساحة العراقية تنافسا شديدا بين المحورين الشيعيين على اعلان التحالف الاكبر وتشكيل الحكومة المقبلة
https://telegram.me/buratha