بعد أن التزمت وزارة الصحة ودوائرها في البصرة الصمت حيال السبب الدقيق لتسمم آلاف المواطنين في المحافظة من جراء شربهم لمياه ملوثة، كشف باحث في جامعة البصرة عن أربع فرضيات لتلك الحالات.
وقال الباحث في شؤون البيئة والتدريسي في جامعة البصرة شكري الحسن في حديث لـ السومرية نيوز، إن "هناك أربع فرضيات علمية لتحديد المسبب المرضي لحالات التسمم الناجمة عن تلوث مياه شط العرب، ولم تثبت أرجحية فرضية على أخرى بشكل قاطع لغاية الآن"، مبيناً أن "الفرضية الأولى تفيد بحصول تلوث جرثومي بطفيليات مرضية مثل (خفية الأبواق) أو (الجياردية اللمبلية) أو بعض أنواع بكتريا القولون مثل (الإشريكية القولونية) و (الشيغيلا) أو (ضمية الكوليرا)، أو بسبب فيروسات معوية، وهذا النوع من التلوث ناجم عن إلقاء فضلات حفزت نشاط هذه الميكروبات بالتزامن مع ارتفاع نسبة الملوحة في مياه شط العرب".
ولفت الحسن، إلى أن "الفرضية الثانية تفيد بحصول تسمم كيميائي ناجم عن الأملاح الأيونية عالية التركيز الواردة مع ماء البحر، وبخاصة (كلوريد الصوديوم) الذي يتحول الى سم عندما يكون بتركيز 1000 غم لكل 600 مل من الماء، أو انه تسمم ناشئ عن تكوين معقدات نتجت عن تفاعل كيميائي بين جزئيات الملوثات الموجودة في مياه شط العرب والأملاح البحرية"، مضيفاً أن "الفرضية الثالثة تتعلق بحدوث ظاهرة المد الأحمر التي تنجم عن ارتفاع نسبة المغذيات والملوحة ودرجات الحرارة العالية، وانتاجها لنوع من الطحالب تفرز مادة سامة تدعى (PSP)، أو نوع آخر من الطحالب الجرثومية يدعى (الزراقم)، وقد انتشرت في شط العرب لتوفر الظروف البيئية المناسبة لنموها وازدهارها في هذا الوقت من السنة".
وأشار الحسن الى أن "الفرضية الرابعة (الأخيرة) تفيد بدخول مسبب مجهول، غير معروف بعد، مع المياه البحرية المتوغلة في شط العرب، أو قد يكون هذا المسبب ناشئاً من إضافة مواد سامة معينة جرى تصريفها في مجرى الشط بشكل مقصود أو غير مقصود"،
مضيفاً أن "ملوحة مياه شط العرب ما زالت مرتفعة، وما زالت الحالات المرضية مستمرة، وإن تناقص عددها مؤخراً الى النصف تقريباً، لكن سبب التناقص لا يعزى الى انحسار العامل المسبب، بل الى اتخاذ الكثير من الناس تدابير وقائية ذاتية".
يشار الى أن أقسام الطوارئ في المستشفيات العامة والأهلية في البصرة استقبلت في غضون الأسابيع الماضية الآلاف من حالات الاسهال والمغص المعوي الشديد من جراء شرب مياه ملوثة، إلا أن وزارة الصحة أو دائرة الصحة في المحافظة لم تعلن لغاية الآن عن تفسير دقيق لتلك الحالات التي ما زالت أسبابها غامضة على الرغم من مرور أكثر من شهرين على انتشارها.
https://telegram.me/buratha