أمل الياسري
الرئيس الأمريكي ترامب أكد على أنه ملتزم بتوطيد العلاقة مع السعودية، ليس حباً بها بل لإستزاف مواردها، وها هو اليوم يطالبها بثمن موقفها تجاه حروب المنطقة، التي يدعمها ناتو عربي (سعودي ـ أماراتي ـ مصري ـ سوداني ـ مغربي)، خاصة وأن ترامب حجز إستثماراً بقيمة ( 110 مليار دولار للتمويل) (و400 مليار للإستثمار).
المتاهة الجديدة مع بداية ( 2018 )، رسمها وزير خارجية آل سعود السبهان وماكغورك، كانت تتحرك أيضاً في ضوء توجيهات أمريكا، بإثارة الفوضى والنزاعات بين دول المنطقة، من خلال التدخلات السافرة في الشأن القطري، والبحريني، والسوري، واليمني، والعراقي، واللبناني، وكذلك دعم خروج أمريكا من الإتفاق النووي، وإتباع سياسة تجويع الشعوب الشقيقة والصديقة.
رغبة حلف الناتو ببناء قواعد عسكرية، بذريعة تدريب جيوش المرتزقة، هو نفسه ما تسير عليه أمريكا وذيولها في خدمة الغايات الأمريكية، لبقاء القوات الأجنبية داخل العراق، وهو نفسه ما يقوم به الناتو العربي من تدريب المرتزقة من مصر، والسودان، والمغرب، وهو نفسه ما قام الطاغية صدام (1980) أبان الحرب الإيرانية العراقية، ليكونوا وقوداً للحرب، بعد فشله في مواجهة الجمهورية الإسلامية.
أضعف نمو إقتصادي شهدته أمريكا، كان في زمن دونالد ترامب، ومنذ تسلمة دفة الحكم عام (2017)، بدأت المنطقة تشهد تصعيداً خطيراً على مختلف المستويات، فأدخلت خياشيمها في كل منطقة من العالم، لمحاربة الإسلام سياسياً وإقتصادياً، وفكرياً، وباتت القوة الحقيقية التي تخطط وفقا لمصالحها فقط، فمع وجود رجالات دول الخليج تابعين مطيعين لها، ستصول وتجول أمريكا في الساحة العربية، لتعيث فيه خراباً ودماراً.
أهم عناصر المقاومة على الأرض، لمواجهة الحرب العالمية الجديدة، موجودة في العراق متمثلة بقوى الحشد المقدس، ولبنان بفصائل المقاومة الإسلامية (حزب الله)، وحكومة بشار الأسد في سوريا وجيشه الوطني، ومعارضة القوى الشيعية في كل من القطيف والأحساء، والبحرين، والجمهورية الإسلامية في إيران، كل هذه الأطراف تمثل حاجز الصد والدفاع عن الإسلام، وهذا ما يرعب أمريكا وحلفائها في المنطقة، ويجعلها تشعل فتيل الحرب على الدوام.
المعركة ما تزال مفتوحة بين صناعة الضغط السياسي، والإنقلابات الناعمة، والحروب بالنيابة، وصناعة اللوبيات المشبوهة، ومراكز البحث المضللة، وكلها تنبض بالإرهاب والفساد في حرب عالمية، هدفها محو الإسلام، ولن يكون هناك أي طرف في منطقة الشرق الأوسط بمنأى عن هذه الحرب، لأنهم يلعبون بالنار وستحرقهم قريباً، ومتى ما إشتد لهيبها، فإنها تحرق مَنْ يغذيها ويمدها بالحطب.
https://telegram.me/buratha