قيس المهندس
منذ عام 1967 والى يومنا هذا ترزح جزيرتا تيران وصنافير السعوديتين، تحت الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بالرغم من كون الجزيرتان، تبعدان مسافة 200 كيلومتر إزاحية عن الحدود الإسرائيلية، ويفصل بينهما وبين الكيان الصهيوني؛ خليج العقبة بطوله!
بدأت قصة إحتلال الجزيرتين، آبان حرب الأيام الستة عام 1976، إذ منحت الجزيرتين الى جمال عبد الناصر بطلب منه، بغية قطع الإمدادات البحرية عن الكيان الصهيوني، بيد أن أساطيل الكيان الصهيوني تمكنت من إحتلالهما بعدها!
تقع الجزيرتان في الممر المائي بين خليج العقبة والبحر الأحمر (مضيق تيران) وتشكلان منطقة إستراتيجية، حيث أن السيطرة عليهما تعني السيطرة بفعالية على مدخل خليج العقبة، والذي يمثل العصب الحيوي للملاحة الإسرائيلية، كونه المنفذ الوحيد للكيان الصهيوني على البحر الأحمر!
الغريب في الأمر، هو الصمت المطبق والتعتيم الإعلامي، بل التغييب التام، من قبل الجانب السعودي لقضية إحتلال الجزيرتين، فلم يتم التحدث بشأنهن في الإعلام السعودي مطلقاً، ولم يطرح أمرهما في أروقة المجتمع الدولي والجامعة العربية! مما يثير ذلك نظرية المؤامرة!
عندما وقعت مصر السادات معاهدة كامب ديفد مع إسرائيل، رفض الجانب المصري آنذاك إدراج هاتين الجزيرتين كجزء من الاتفاق، مشيراً الى إنهما تخصان المملكة السعودية. وبقي الأمر طي الكتمان، ويقال إن المملكة تخلّت عنهما خشية زجها في نزاع مع إسرائيل.
تعود الدوافع الحقيقية للتغاضي عن الجزيرتين السعوديتين، الى التحالف التأريخي بين الكيان السعودي والصهيوني، منذ التأسيس الأول للكيانين، فبالرغم من حضور جميع الحكام العرب تأبين الرئيس المصري جمال عبد الناصر، بيد أن الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز، لم يكلف نفسه تجشم عناء حضور الدفن!
الحقيقة واضحة وضوح الشمس، فالسعودية تآمرت مع الصهاينة، من أجل ضمان حركة سفن التجارة الإسرائيلية عبر ميناء إيلات وخليج العقبة! حيث نقل عن سفير الصهاينة في الولايات المتحدة آنذاك، إسحاق رابين في رده على مبادرة السعودية لبقاء تلك الجزر منزوعة السلاح؛ قوله: سنرتب هذه القضية ضمن اتفاق كبير بين البلدين!
سؤال ينقضّ كصوايخ الطائرات السعودية: هل ستنال تلك الجزر، بضعة نسيمات من عاصفة الحزم؟!