وصفت وكالة بلومبيرغ للأنباء يوم الجمعة الماضي بأنه كان يوم "الانتكاسات" للرئيس الأميركي دونالد ترامب تكلل باستسلامه لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي فيما يتعلق بأزمة الإغلاق الجزئي للحكومة المستمر منذ 35 يوما.
وقالت إن ترامب توصل لاتفاق مع بيلوسي يقضي بإنهاء الإغلاق الجزئي للمؤسسات الحكومية من خلال تشريع بتمويل مؤقت حتى 15 فبراير/شباط المقبل. لكن ذلك الاتفاق أثار حفيظة بعض أنصاره، بحسب بلومبيرغ.
وتضيف أن ثمة حدثا آخر في ذلك اليوم مثّل انتكاسة لترامب، حيث أغلقت إدارة الطيران الفدرالي في الولايات المتحدة مطار لاغوارديا بنيويورك بسبب نقص عدد الموظفين الناجم عن استمرار الإغلاق الحكومي الجزئي.
غير أن حدثا آخر أهم -برأي بلومبيرغ- تعرض له ترامب الجمعة ربما يشي بتبعات على مصيره في السلطة أكثر من كل الانتكاسات التي واجهها في ذلك اليوم.
تحقيقات مولر
وأوضحت بلومبيرغ أن لائحة الاتهام التي وجهها المدعي الخاص روبرت مولر لروجر ستون المقرب جدا من الرئيس الأميركي ألقت مزيدا من الضوء على ارتباطات حملة ترامب الانتخابية مع محاولات الروس التأثير على نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016.
وأضافت أن مولر يزعم أن ستون عمل وسيطا بين موقع ويكيليكس المتخصص في كشف الفضائح والأسرار، وحملة ترامب الانتخابية بغرض نشر الرسائل الإلكترونية التي "سرقها" قراصنة روس من حملة منافسته عن الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون.
وتعتبر وكالة بلومبيرغ أن مداهمة عملاء مكتب التحقيقات الاتحادي (إف بي آي) منزل ستون تحمل في طياتها مؤشرات هي الأقوى حتى الآن على أن مولر بدأ يحصر جانبا من تحقيقاته على العلاقة بين حملة ترامب ونشر الرسائل المسروقة من بريد كلينتون الإلكتروني من قبل الروس.
ترامب والخطر المحدق
من جانبها، تتساءل مجلة ناشونال إنترست الأميركية عما إذا كان الاتهام الموجه إلى روجر ستون يعني أن ترامب بات معرضا للخطر.
وتقول إن عريضة الاتهام تفيد -ضمن أمور أخرى- بأن ستون كذب عندما نفى أن تكون بحوزته أي رسائل إلكترونية أو نصوص أو وثائق من تلك التي يزعم أن الروس سرقوها من حملة هيلاري كلينتون الانتخابية.
وتشير المجلة إلى أن روجر ستون لم يكن يوما ضمن الفريق الرسمي لحملة ترامب في عام 2016، إلا أنها تؤكد أنه ظل لفترة طويلة مستشارا سياسيا غير رسمي للرئيس.
وتقر ناشونال إنترست بأنها لا تعلم على وجه اليقين مدى ما يعرفه المدعي الخاص من معلومات عن علاقة ترامب بروسيا، ذلك لأن مكتبه "محصن من التسريبات".
وتقول إن روبرت مولر يعكف بشكل منهجي على إقامة حجة دامغة تؤكد وجود تواطؤ بين ترامب وروسيا، وربما تصرفات أخرى غير قانونية.
وترى المجلة الأميركية أنه لا ينبغي استخلاص كثير من النتائج من واقع أن مولر أقام إلى حد كبير دعاوى على أناس لارتكابهم مخالفات جنائية أو تجاوزات مالية حدثت معظمها قبل انطلاق حملة ترامب الانتخابية.
وتمضي المجلة في تقريرها إلى أن الاتهامات التي وجهها مولر لمن استدعاهم حتى الآن من شخصيات لم ترق إلى قضية تنبئ بوجود مؤامرة كبرى أصلا بين ترامب والروس.
وتخلص إلى أن المشكلة الكبرى تكمن في التقرير الذي سيصدره مولر بشأن نتائج تحقيقاته، فالمدعي الخاص له مطلق الحرية في الإشارة إلى أشياء يرتاب فيها وربما يملك أدلة بشأنها لكنه لا يستطيع تحمل مسؤولية إثباتها على النحو الذي تقتضيه الإدانة الجنائية.وتعتبر ناشونال إنترست محاولة عزل ترامب من الرئاسة إجراء سياسيا ينطوي على جرائم ومخالفات كبيرة لا توجد لها تعريفات في الدستور الأميركي، مما يعني أن الرئيس قد يتعرض لخطر الإدانة.
https://telegram.me/buratha