التقارير

\"أبو ياخة الوسخة\" احمد حسن البكر..!


لمناسبة مرور أربعين عاماً على استقالته: احمد حسن البكر: سيرة حياته: د . هادي حسن عليوي   صفاته محدود الثقافة والمعرفة.. كان طموحاً وأنانياً ومراوغاً.. وإذا وعد أخلف.. له القدرة على الخداع والتآمر والغدر.. ترك انطباعا بعدم نظافة ملبسه وهندامه.. وكان البعض يطلق عليه كنية "أبو ياخة الوسخة" حتى قيام ثورة 14 تموز 1958. يصف الضابط عربي فرحان الخميسي البكر.. قائلاً: "ذكرياتي عن البكر تعود الى سنة 1946.. وما بعدها حينما دخلت الكلية العسكرية بتلك السنة بالدورة رقم 25.. كان البكر رجلاً.. طموحاً..أنانياً.. طائفياً.. متعصبا دينياً.. حيّالا.. مراوغاً.. أفكاره قوميه بتطرف شديد. أقرب أصدقائه كانوا: رشيد مصلح.. ومن بلدته ودورته.. وعبد اللطيف الدراجي.. وحسن عبود.. ومجيد حسين السامرائي.. وعبد الغني الراوي.. وجابر حسن.. وطاهر يحيى.. الذي هو من دورته أيضاً.. كان حردان التكريتي.. من طلابه المدللين أيام الكلية العسكرية.. كذلك هادي خماس.. كل هؤلاء غدر بهم.. الواحد بعد الآخر. ويضيف الخميسي قائلاً: أن احمد حسن البكر أعلن براءته من تعاطي أمور السياسة مرتين.. الأولى: في زمن الزعيم عبد الكريم قاسم.. والثانية: أيام عبد السلام عارف بعد انقلابه على البعث.. هكذا كان.. وعلى المثل القائل: (الغاية تبرر الوسيلة).   السيرة والتكوين: ولد احمد حسن بكر العام 1914 في تكريت.. لأب كان يعمل قاطعاً للتذاكر في السكك الحديدية.. وبعد أن أنهى الدراسة الابتدائية التحق بدورة معلمين الدراسة الابتدائية.. حيث عمل معلماً ريفياً في المدارس الابتدائية في تكريت لمدة ستة أعوام.. لم يفلح بعدها في الحصول على الشهادة الثانوية رغم محاولاته المتكررة. وعندما افتتح الملك فيصل الأول صفا في الكلية العسكرية ببغداد خاصاً لأبناء العشائر في الفرات الأوسط والعشائر الجنوبية ضمن موازنات معروفة.. والتي لم تشترط إنهاء الدراسة الثانوية للدخول فيها.. التحق البكر وآخرين من تكريت بمساعدة مولود مخلص بهذه المدرسة وتخرج منها بعد تسعة أشهر. لم يترك البكر أثراً يذكر في خدمته العسكرية الأولية.. حيث يتذكره جرجيس فتح الله عندما التحق بدورة الضباط الاحتياط خائفاً من آمر الدورة ويخشى منه تأخير ترفيعه.. ولم يشارك البكر في حرب فلسطين.. التي أعطت للعديد من الضباط العراقيين الذين برزوا في الحرب نوع من "الشرعية" للتدخل في السياسة فيما بعد.. كما لم يحصل على "شرعية" بديلة أو مساندة مثل شهادة الأركان.. أو قيادة وحدات عسكرية كبيرة أو المشاركة في عمليات الجيش القتالية,, فقد بقيً ضابطا خاملاً دون إي تاريخ عسكري.   شخصيته: لم يشغل خلال خدمته العسكرية مناصبً ذا أهمية بسبب عدم مشاركته بوحدات فعالة.. ولمحدودية ثقافته المدنية والعسكرية.. وفي المسيب فقد كان يقضي معظم أوقاته مع بعض الضباط المتدينين مثل محمد فرج.. الذي قام البكر بإعدامه في كانون الثاني العام 1970.. أو مع بعض الضباط المسلكين.. يصفه الوزير الناصري عبد الكريم فرحان في مذكراته "حصاد الثورة" بأنه لم يكن ضابطاً لامعً فهو بدرجة عسكرية أدنى.. لكنه أعتقل ورفعته صلته بحزب البعث وبعلي صالح السعدي أمين سر هذا الحزب خلال انقلاب 8 شباط 1963.. ومع حكم البكر انفتح الباب على مصراعيه لتعين الأقارب والأصهار وأبناء العشيرة والبلدة والأصدقاء.. ويضيف فرحان قائلاً: "(لم أشاهده ينفعل أو يغضب.. لكنه لا ينس.. وعندما تحين الفرصة ينتقم بقسوة.. ويهمه الوصول إلى هدفه بصرف النظر عن الوسيلة). ويتحدث صلاح عمر العلي (القيادي في البعث) عن شخصية البكر خلال حواراته في قناة الجزيرة.. في برنامج (شاهد على العصر) قائلاً: (في أحد الأيام طرح أحمد حسن البكر في اجتماع قيادة الحزب فكرة ذهاب أحد المسؤولين يحمل رسائل من رئيس الجمهورية إلى القادة في دول المغرب العربي لشرح وضع العراق ويلتقي الإعلام فاستحسنا الموضوع.. فرشح البكر صالح مهدي عماش لهذه المهمة.. وبعد سفر عماش بيومين أو ثلاثة دعا البكر الى اجتماع استثنائي للقيادة.. وإذا بالبكر يفاجئنا بجو من التمثيل المتقن بأن لديه معلومات قاطعة بأن صالح مهدي عماش يتآمر على الحزب والثورة وأنا أطلب من هذا الاجتماع اتخاذ القرار المناسب.. وسرعان ما انقسم المجتمعون الى قسمين.. الأول: يتمثل بطه ياسين رمضان وعزت الدوري وبقدر أقل صدام كان يناور بالموضوع.. وطبعا مع البكر يطالبون بإعدام عماش.. فيما القسم الثاني اتخذ موقفاً مضاداً وطال النقاش.. وأخيراً تم تأجيل حتى عودة عماش من سفره.. وتبين إن كل الموضوع كان لتهيئة المناخ لاختيار صدام نائباً للبكر بعد استبعاد عماش.. وهو ما حصل فقد طرح هذا الموضوع في الجلسة التالية وقبل عودة عماش من سفره ونجحوا فيما أرادوا. في كانون الثاني العام 1970 أعلن عن اكتشاف مؤامرة لقلب نظام الحكم فقرر البكر تشكيل محكمة خاصة تكونت من: طه الجزراوي.. وعزت الدوري.. وعلي رضا باوه.. قامت المحكمة شكلياً بمحاكمة المشاركين في المؤامرة.. وإعدامهم خلال ساعات من القبض عليهم.. وفي واقع الحال مات العديد منهم تحت الضرب والتعذيب.. ولم تكن هذه "المحكمة" تمتلك أي معرفة قانونية أو تتبع مبادئ القانون أو المحاكمات.. ولم يكن هناك هيئة دفاع أو حتى ادعاء عام ضد المتهمين. كما لم يسلم مدحت الحاج سري من الإعدام فقد تم إعدامه بتهمة التجسس.. وقد تعرض مدحت الحاج سري إلى أبشع أنواع التعذيب.. واجبر على تقديم هذا الاعتراف الكاذب تحت التهديد بالاعتداء الجنسي على زوجته. يجدر بالذكر إن عبد الكريم قاسم عفا عن مدحت الحاج سري بعد اكتشاف محاولته لاغتيال عبد الكريم قاسم وهروبه الى سوريا.. حيث سمح الزعيم له بالعودة الى العراق دون يلحق به أي ضرر.. ولم يكن مدحت الحاج سري الوحيد ممن قدم اعترافاً مماثلاً تحت ظروف مماثلة.. فقد اُستخدمت زيارة روبرت أندرسون وزير المالية الأميركي الأسبق لرشيد مصلح التكريتي لتوجيه تهمة التجسس إليه.. وكان أندرسون يعمل لإحدى الشركات الأميركية (كما هو الحال عند انتهاء خدمة الساسة الأميركيين).. ويحاول التوسط للحصول على امتياز للتنقيب عن الكبريت.. وتحت تعذيب قاس أعترف رشيد مصلح باستلامه رشوة بقيمة مائتي دينار من الزائر الأميركي.. وحتى إن صح الاعتراف فهو في أسوأ الأحوال اعتراف بقبول رشوة لا يمكن أن تصبح مساوية إلى تهمة التجسس الخطيرة أو تستحق الإعدام. ورغم صداقة البكر القديمة لعبد السلام عارف (حيث سبق أن أطلق البكر على احد أبنائه اسم "سلام" بينما أطلق عبد السلام على ابنه الأول اسم "احمد").. إلا إن عبد السلام عارف لم ينجو من التشهير حتى في قبره.. فقد قامت السلطات البعثية بعد انقلاب 1968 مباشرة بنشر صورة مزيفة لعبد السلام عارف جالساً مع زوجة منير روفا في احد الملاهي الليلية.. ومنير روفا هو الطيار الذي هرب بطائرة الميغ 21 إلى إسرائيل في صيف 1966.. ويذكر عبد الكريم فرحان في "مذكراته" إن الصورة هي في الواقع لشقيق عبد السلام عارف الأصغر صباح.. الذي كان يرتاد الملاهي.. وهو أمر كان عبد السلام عارف يؤنب أخيه عليه.. ويغتاظ من سلوكه.. ويعرف بهذا كل من سكن في نفس الشارع الذي أقام فيه عبد السلام عارف في الأعظمية.   البكر .. وثورة 14 تموز 1958: بعد ثورة 14 تموز حاول عبد السلام عارف تعيين البكر آمراً للواء العشرين.. لكن عبد الكريم قاسم عارض هذا الاختيار بسبب عدم صلاحية البكر.. واختار بدلاً منه ضابط الركن هاشم عبد الجبار.. لكن عبد الكريم قاسم وافق بعد إلحاح عبد السلام عارف على تعيين البكر آمراً لأحد أفواج اللواء العشرين.. وبعد عزل عبد السلام عارف حاول البكر القيام بانقلاب عسكري.   انتماؤه للبعث: كان البعثيون يحاولون كسب ضباط في الجيش لإنجاح محاولاتهم الانقلابية.. وفي العام 1961 وجدوا في البكر ذي الرتبة العالية (عقيد) ضالتهم وهو وجد ضالته فيهم.. وعن انتمائه للبعث يتحدث حسن العلوي ألبعثي القديم نقلاً عن البكر: (إن الويلاد.. أي الأولاد البعثيين أو أبناء تكريت فاتحوه بالانضمام لحزب البعث.. فسألهم: هل تصلون وتصومون؟ قالوا: نعم.. فوافق في الحال على أن يكون بعثياً.. ولم تمر سوى أقل من سنتين حتى صار رئيسا للوزراء في أول حكومة لحزب البعث بعد انقلاب 8 شباط 1963.. فكان ألبعثي الوحيد الذي لا يعرف تاريخاً سياسياً أو حزبياً قبل ظهوره رئيسا للوزراء. يقول المقدم جلال صدقي.. وهو من زملاء الزعيم عبد الكريم قاسم في الكلية العسكرية كما كانت له علاقة بالبكر في مذكراته: (تنبأ فتاح فال باكستاني للبكر.. عندما كان برتبة ملازم ثاني بأنه سيصبح رئيسا للجمهورية.. فرفض البكر أن يدفع للفتاح فال الخمسين فلساً أجرته.. فنظرً هذا إليه.   وانقلب على عقبيه: أصبح البكر رئيساً للوزراء بعد نجاح انقلاب 8 شباط.. وظهر ولائه الضيق لأبناء منطقته.. وشارك مع غيره من الضباط البعثيين مثل: طاهر يحي التكريتي ورشيد مصلح التكريتي وحردان التكريتي وسعيد صليبي مع عبد السلام عارف في الانقلاب على حزب البعث في 18 تشرين الثاني 1963.. حيث أصبح نائباً لرئيس الجمهورية.. كما التحق قريبه صدام حسين التكريتي للعمل في دار الإذاعة العراقية مؤيداً للانقلاب.. لكن وزير الثقافة والإرشاد الجديد عبد الكريم فرحان أمر بطرده.. ورفض مقابلته عندما جاء يتوسط لعودته إلى الوظيفة. ولم تمض ثلاثة شهور على الانقلاب عندما استقال البكر مكرهاً من هذا المنصب وبضغط من عبد السلام عارف.. عاد بعدها إلى حزب البعث وشارك في المحاولة الانقلابية للبعث التي كان مزمع تنفيذها في الخامس من أيلول العام 1964.. لكن السلطة كشفتها قبل تنفيذها واعتقل البكر في حينها لفترة وجيزة حيث أطلق سراحه.. بعدما ألحً عبد الكريم فرحان وسعيد صليبي بالإفراج عنه.. وأخيرا تم الإفراج عنه بعد وساطة عارف عبد الرزاق المباشرة.. بعد أن أعلن البكر اعتزال السياسة والانصراف لتربية أولاده.. كما أعلن براءته من حزب البعث.   المنصب أولا: بعد انقلاب 17 تموز 1968 قام البكر باعتقال عبد الكريم فرحان.. الذي تعرض مع طاهر يحي التكريتي وغيره من ضباط وسياسيي العهد ألعارفي إلى أبشع ألوان التعذيب.. وعندما سنحت لفرحان الفرصة اخبر عائلته بما كان يتعرض له من تعذيب طالباً منها إخبار المسؤولين.. حيث اعتقد إن القيادة السياسية لم تكن تعرف بما كان يتعرض له السجناء.. بعدها جاء ناظم كزار الذي كان يشرف على التعذيب إلى المعتقل ليشتم المعتقلين ويعرضهم إلى ألوان جديدة من العذاب بسبب الشكوى التي أوصلوها إلى البكر. في الواقع كان البكر مصمماً على البقاء في السلطة هذه المرة مهما كان الثمن.. فقد قال لطالب شبيب بعد الانقلاب بأنه سيذبح هيثم (ابنه) إذا اقتضى الأمر.. ورفض البكر وساطة احد الوزراء السابقين للإفراج عن طاهر يحيى وبعض وزرائه قائلاً: (إحنا عاضينها ـ أي السلطة ـ بسنونا).   عقدتا البكر: بعد مدة من براءة البكر من حزب البعث وموت عبد السلام عارف ومجيْ عبد الرحمن عارف.. الذي منح الحرية النسبية للأحزاب المعارضة.. وجد البكر إن المناخ مناسباً للعمل السياسي.. فأرسل إلى حزبه رسالة توب.. وعاد البكر وغيره إلى العمل الحزبي دون صعوبات تنظيمية.. لكن البكر ظل يعيش تحت وطأة البراءة.. وتحت عقدة أخرى حتى يومه الأخير.. وهي تحالفه مع عبد السلام عارف وطاهر يحيى في انقلاب 18 تشرين الثاني العام 1963 ضد حزب البعث. ويبدو إن صدام كان يعرف نفسيته وعقده.. فاستطاع من خلالها أن يمرر على احمد حسن البكر قرارات خطيرة لم يكن البكر مستعدا للتورط في بعضها لولا تلك العقدتان (تشرين.. والبراءة).. ففي تصفية العسكريين المشكوك بولائهم لصدام.. كان الأخير يذكره بتحالفه في 18 تشرين!!.. كذلك إخضاع البكر لقرارات المنظمة الحزبية وقبول صيغ لم يكن صدام يقبلها لو طلبت منه.. وعندما أصبح رئيساً كانت التوبة الحزبية أمام البكر دائماً.   خفايا استقالة احمد حسن البكر: كان يومي 10 و 11 تموز العام 1979 محل استفهام في دائرة المحيطين بالرئيس احمد حسن البكر.. فقد قيل: انه اعتزل الحكم.. فعقد الأمين العام المساعد منيف الرزاز اجتماعاً للقيادتين القومية والقطرية في العراق في منزله.. حاول فيه تقريب وجهات النظر.. غاب عنه الكثيرون.. ولم يتم التوصل إلى تفاهمات.. ثم عقد اجتماع أخر في غياب البكر وصدام ترأس الجلسة منيف الرزاز الذي طرح على الحضور وجهة نظر السيد النائب وقال لهم: (عليكم إن تكونوا بمستوى المسؤولية ولابد من تدارك الأمر قبل إن يحدث شرخ عميق.. ابحثوا عن صيغة كفيلة بوحدة القيادة لان هذه المرحلة هي منعطف كبير وخطير).. أما القيادة فقد انقسمت إلى فريقين: الأول: برز فيه محمد عايش: حيث طلب عقد اجتماع لمجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية للحزب يحضره الرئيس احمد حسن البكر ونائبه صدام حسين وجميع الأعضاء.. انطلاقا من أنظمة الحزب.. تُناقش المشكلة فيه من جميع جوانبها بغية الوصول إلى حل لها. الثاني: الأقل عدداً كانت له وجهة نظر أخرى.. والغريب أنهم كانوا من اشد المناصرين للرئيس البكر.. وفي مقدمتهم طه ياسين رمضان الجزراوي إضافة إلى عزت إبراهيم الدوري.. كان رأيهم: (إذا كان الرئيس مصرا على الاستقالة.. فيجب العمل على إقناع نائبه صدام حسين بتولي الرئاسة مؤقتاً لحين الانتهاء من الاحتفالات بذكرى الثورة المجيدة والدعوة إلى عقد مؤتمر قطري موسع لحسم هذه المشكلة). كانت تفاصيل ما يجري في الاجتماع تصل إلى السيد النائب (أي صدام) حرفياً.. الذي أدرك خطورة طروحات الفريق الأول واعتبرهم حجر عثرة في طريق طموحاته.. في نفس الوقت أدرك إن الفريق الثاني سيحقق طموحه الشخصي الأمر الذي دفعه إلى اصدر سلسلة من الأوامر السرية بتتبع كل مناصر للفريق الأول بطريقة (سري وعلى الفور).. وتحركت أجنحة المخابرات والأمن تجمع المعلومات التي كانت ناقصة في أضابيرها السرية.. الجناح الأول هو جهاز المخابرات بقيادة برزان إبراهيم الحسن الأخ غير شقيق لصدام حسن.. والثاني وزارة الداخلية بقيادة سعدون شاكر. ولم يجد منيف الرزاز غير طارق عزيز وحسن علي العامري لتبني فكرة الحل الأخير أو الفرصة الأخيرة لإقناع الفريق الأول بتأييد الفريق الثاني.. لكن (كان إصرار الفريق الأول لا يتزحزح).. وفشلت جهود الفرصة الأخيرة.. وقبل الاجتماع الأول الحاسم كان لابد من الالتجاء إلى السيناريو الآخر الذي كان بالانتظار. كان الحرس الخاص عند الأبواب ينتظر الأوامر المحددة سلفا والجميع يعرف دوره وصدرت الأوامر.. حاول منيف الرزاز تلافي ما يحصل.. لكنه تعرض للضرب الإهانة الشديدة.. وارشد ياسين المرافق الشخصي للسيد النائب استمر في مجالسه الخاصة يردد وهو يضحك بسخرية.. انه ضرب منيف الرزاز لكمة أنسته كل تأريخ الحزب.. وطلب منه التوجه إلى منزله.. وان لا يفتح فمه إطلاقا.. وكما هي العادة.. توفيً الأمين المساعد بعد فترة زمنية قصيرة.. وقيل بسبب القهر.   بيان الاستقالة: في عصر السادس عشر من تموز اقُتحمت منـزله الواقع في منطقة (أُم العظام) المطل على نهر دجلة بجانب الجسر المعلّق كرادة مريم.. وحدات عسكرية من قوات المغاوير الخاصة يقودها برزان التكريتي والعميد الركن طارق حمد العبد الله المرافق الأقدم للرئيس للبكر.. وأُجبر البكر على ارتداء ملابسه.. واقتيد الرئيس إلى مبنى المجلس الوطني حيث اصطحبه صدام وبرزان إلى دار الإذاعة والتلفزيون.. التي كانت قد جرى تجهيزها لكي يعلن البكر خطاب التنحي. ظهر الرئيس البكر من على شاشة تلفزيون بغداد.. وهو زائغ النظرات يتلفت نحو اليمين واليسار.. ويحاول السيطرة على أعصابه.. يغمره خوف شديد بالكاد كانت الكلمات تخرج من فمه.. وتلعثم عدة مرات في نطق الحروف حتى ملامح وجهه تغيرت.. واضطر أكثر من مرة إلى بلع ريقه.   وفاته:

 

شهد العام 1982 شهد توالي الهزائم العسكرية مع إيران.. وانتشرت إشاعة تقول: إن البكر قد يعود إلى السلطة.. وبهذا الصدد يذكر القيادي في البعث تايه عبد الكريم: بأن صدام انطلق يشعر بأن الأمور في غير صالح العراق في الحرب.. وقال صدام: (أخاف أروح أني.. ديروا بالكم تنتخبون البكر.. فالبكر ليس له دور في الثورة.. وتحدث صدام بشكل غير لائق وقاس بحق البكر.. ولم تمض مدة طويلة حتى توفى البكر)!!.. ففي الرابع من تشرين الأول العام 1982 توفي البكر.. وقيل إنه تم زرقة حقنة أكثر من نسبة السكر فمات البكر في الحال.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك