التقارير

مستقبل العراق في ظل الزيارات الدولية. والإقليمية.


 

 

محمد صادق الهاشمي 

 

 المقدمة 

- منذ 2016 الى الان والعراق يشهد زيارات متكررة من مسولين اقليميين ودوليين من امريكا واروبا والخليج وغيرهم وهذا يحتاج الى تفسير ومن يراجع ما يكتب من مراكز الدراسات والمقالات والتقارير التي تكتب لتغطية تلك الزيارات ينتهي من خلال التدقيق في ما يصرحون به فضلا عما وراء السطور اهدفا ضمن المشروع الخليجي الامريكي .

 

- كما لايمكن ان يفسرالمراقبون  ان تلك الزيارات من المسولين من دول عدة  في اطار سعي اقليمي ودولي لمساعدة العراق وتقويته والنهوض به  وفق المصالح المشتركة لتلك الدول والعراق ووفق القانون الدولي بل الامر مرتبط بمصالح تلك الدول، ومرتبط بمعطيات واقعية وخلفيات أساسية كانت ومازالت تفعل كمشروع جديد في العراق يمثل صفحة ومخطط الغرب والخليج في العراق لمرحلة ما بعد داعش,  لذا فان موضوع ((الحج الدولي والاقليمي الى العراق)) يحتاج إلى البحث عن مستقبل العراق في ظل الواقع الذي تعكسه تلك الزيارات وعلينا أن نفهم ونفسر تلك الزيارات وتزامنها تفسيرا علميا وفق المعطيات والخلفيات وصولا الى النتائج  لنعرف اثرها الايجابي والسلبي على العراق مستقبلا  ونتائجها ومخرجاتها.

 

اولا :  النقاط والموثرات المهمة في موقع العراق  :

 

1- العراق واقع بين محيط اقليمي ودولي و يشهد تجاذبا واختلافات جوهرية ونقاطا ساخنة مازالت لم تحسم في سورية  وهي ساحة توثر وتتاثر في العراق  , وهذا موثر حساس فلايمكن حسم الملف السوري امنيا ولا حتى سياسيا او عسكريا بمعزل عن تاثير العراق وهذا الكلام كان واضحا في خطاب بومبيوا في مصر  وملك الاردن أي ان العراق بحكم موقعه الجغرافي مجاورا لسورية فانه يوثر ويتاثر بسورية على النحو التالي   .

 

أ‌- العراق  نقطة انطلاق الجيش والطيران الامريكي من قاعدة بلد ومن قاعدة عين الاسد لضرب سورية وحتى ايران اذا فكرت امريكا بهذا الامر وهو قيد الدراسة في العقل الامريكي  .

 

ب‌- ان يكون العراق مكانا لاخفاء المقاتلين الصهاينة من الدواعش في العراق وفي كركوك والانبار والصحراء وحتى في المعسكرات الامريكية وقد اكدت المصادر بان  الكثير من الدواعش محميون من الجيش الامريكي ويتم ارسال المون اليهم  وتنقلهم ليلا عبر الطيران الامريكي .

 

 

ت‌- يمكن كسب الحكومة العراقية من قبل الغرب  والخليج – حسب تفكيرهم -  لتكون الى جانب الحل الخليجي في سورية , من خلال ايقاعها تحت الضغط سيما ان الموقف الشيعي ممزق وعادل يصول بيد جذا وجناح مهيض ولابواكي له .

 

2- العراق – جغرافيا - يقع في قلب العالم الخليجي والعربي , وهو الطريق الى الخليج والى البحر المتوسط  وصولا الى اسرائيل , وهذا موثر مهم، فبعد ان تم حسم المعركة ضد داعش اخذت اسرائيل تستشعر ان الجغرافيا السياسية والعسكرية في نهايات المعركة ليس بصالحها , وان الرياح سارت بما لاتشتهي السفن الاسرائيلية والامريكية والغربية , فلابد من ربط مستقبل الامن الاسرائيلي بتواجد سياسي واقتصادي وعسكري للغرب والعرب ولامريكا في العراق؛ لتفكيك الجغرافيا العسكرية للمقاومة وقطع نقاط التواصل بين ايران والعراق وسورية ولبنان  وعزلها ,و ان موقع العراق في منتصف طريق  ايران الى سورية ولبنان وصولا الى اسرائيل يجعل الامريكان يفكرون ان يكون لهم تواجد سياسي وعسكري في غرب العراق في قاعدة عين الاسد (( قاعدة اسسها صدام حسين فيها مطارات وملاجي وقاعدة طيران وتستوعب اكثر من خمسة الاف جندي )) وفي الشمال لقطع الطريق على ايران نحو البحر المتوسط والشام , وبهذا يكون هدف تلك الزيارات لاقناع العراق بان يغض النظر عن التواجد الامريكي والفرنسي والبريطاني ولاحقا الخليجي في العراق .

 

3- العراق يزخر باقتصاد وغاز وموقع اقتصادي مهم لمرور الاقتصاديات العالمية عبره , وهذا موضوع موثر مهم كون العراق يربط بين البحر المتوسط والخليج. وهنا تنقل المصادر الموكدة ان اسرائيل سوف تدخل شريكا مهما في الاقتصاد والبترول العراقي عبر الاردن وسوف يتم ارسال جزء من النفط الذي يخرج من العراق الى البحر المتوسط عبر الاردن قسما منه الى اسرائيل( المصدر – لوفيغارو الفرنسية 14-1-2019) ومقابلات على قناة الحرة عراق مع محلل اسرائيلي بتاريخ (15-1-2019) 

 

4- وممكن ان يوثر خزين العراق  الاقتصادي البترولي في الميزان التجاري العالمي في معركة محلية ودولية بالنسبة لامريكا  والغرب من جهة والصين والروس من جهة اخرى. فالغرب وامريكا لاتريد  ان يذهب نفط العراق الى الصين او الروس او ايران ولاتريد من العراق ان يكون سبب لتفكيك الضغط على ايران , من هنا فان هدف هذه الزيارات يكون ( عسكري امني واقتصادي ) ومرحلي وستراتيجي وله تداعيات خطيرة على العراق , وهنا ثمة اسئلة تطرح نفسها وهي:

 

أ‌- هل العراق مستعد ومدرك ومحدد لمستقبله  في ظل الحضور الدولي في ساحته السياسية؟.

ب‌- هل العراق له مساحة الحرية في القرار التي يحدد بها مصلحته ليبقي على علاقات تعود عليه بالنفع دون ان يكون ضمن محور ضاغط ؟.

ت‌- هل حكومة العراق الان لديها عقلية ستراتيجية ولجان امن قومي وستراتيجي تدرس الامور بدقة وقوة وتضع الخيارات والسينا ريوهات بين يدي الحكومة ؟.

ث‌- هل للحكومة العراقية خطوط حمراء؟, وهل يوجد من يقف مع عادل في تلك الخطوط في ظل الانقسام السياسي  ؟ وهل يوجد موقف موحد للقوى الوطنية الشيعية بنحوم خاص لمواجهة التحديات المحتملة ؟.

ج‌- هل للحكومة العراقية سياسة تحدد بموجبها الخطوات الانية (( التكيتيك )) والخطوات المستقبلية ( الاستراتيجيات )؟ .

كل الموشرات تنتهي الى ان هدف  تلك الزيارت الخليجية الامريكية الى العراق  تعني تجاذب مهم وتنافس مقارب الى النزاع الخفي على الطاقة والموارد والممرات المائية والتبادلات التجارية بنوع من الازاحة للطرف الاخر مما يجعل العراق في دائرة التنافس التي تفرض عليه ان يقرر مصلحته وفق معطيات الماضي القريب والحاضر الجاري والتحديات المقبلة, وما زيارة السيد عادل الى الصين والاتفاقات مع الروس على منظومة السلاح الا موقف جديد للعراق ورسم سياسة واتخاذ قرار للسير باتجاه الشرق له تداعياته لاحقا لانه مصدر قلق لامريكا .

نحن كمركز دراسات  لا نعتقد ان العراق يحسن التعامل مع تلك الملفات  الاقليمية والدولية المعقدة ولايمتلك خريطة واضحة للسير في تضاريس شاقة، كما ان سياسته الخارجية قاصرة جدا ومشتته ولاتعتمد على مراكز البحوث الرصينة ولا خبراء في البين، ولا مستشارين ولاموسسات معنية تشكل مرجعية لتحديد المصالح ,وان العراق في الغالب يسير باتجاهات عدة وعليه ان يفكر في ضرورة اتخاذ القرار بالاعتماد على مصدر قوته و هو شعبه وبه يحدد البوصله ويتجه بالعراق الى ان يختارعلاقاته وفق مصلحته, لذا يتعين القول ان الحكومة العراقية  تحتاج الى  المصالحة مع جمهورها بتحسين مستواها المعاشي والخدمي والرقي بالاداء بعيدا عن الفساد والفسادين  وتحتاج تحريك عجلة الاقتصاد والقطاع الخاص  .وأن أرادت-الحكومة العراقية - ان تعرف اي اتجاه تسير ؛ عليها ان تتخذ القرار وفق مصلحتها وعلى قاعدة من وقف معها بمحنتها أجدر ان نثق به ممن جاء الان يريد خيراتنا وهو بالأمس من فتح أبواب الجحيم علينا. و ان الزيارات التي يقوم بها الامريكان والفرنسيون وملك الاردن والخليج لها ابعاد في ظل الصراع الذي اشرنااليه وهي: 

 

اولا : اقتصاديا :

 

1- الاستيلاء على الموارد الاقتصادية العراقية .

2- الاستيلاء على فرص الاعمار والاستثمار في العراق.

3- الهيمنة على ممرات النفط نحو البحر المتوسط .

4- ادخال الشركات الاسرائيلية كشريك مهم في الاقتصاد العراقي .

5- تحجيم دور ايران اقتصاديا في العراق ومصادرة الفرص من خلال المنافسة .

6- تفعيل العقوبات على ايران بمنع العراق بطرق متعددة من ان يكون مصدر مهم للاقتصاد الايراني.

7- منع الصين والروس من التموضع الاقتصادي والامني في العراق .

 

            ثانيا : سياسيا 

1- ادخال العراق في المنظومة السياسية والغربية والعربية والخليجية .

2- تقليص مساحة تاثير ايران على العراق سياسيا وعلى القرار العراقي.

3- جعل العراق يسير وفق المشروع الغربي والعربي فيما يخص الحلول في ملف  سورية .

4- خلق اجواء تمهيدية تطبيعة بين العراق واسرائيل

5- سحب شيعة العراق الي المحور العربي والغربي

 

           ثالثا : امنيا وعسكريا 

1- جعل العراق شاء ام ابى جزء من المنظومة الامريكية في اقامة قواعد مهمة ومنظومات تجسس على الارض العراقية في المناطق الغربية والشمالية لمنع ايران من ان يكون  لها تواصل جغرافي مع البحر المتوسط وسورية ولبنان .

2- الاقتراب العسكري من ايران ومنعها من توفير خط امداد بينها وبين سورية ولبنان من خلال التواجد في العراق .

3- حماية العصابات الداعشية والانشطة الصهيونية 

4- اقامة شبكة علاقات مع بعض الضباط العراقيين 

5- تقوية حزب البعث ومنافقي خلق 

6- مجاورة  الحشد الشعبي والتواجد بنفس المساحة العسكرية له  للحد من نفوذه وتحركه 

                رابعا : ستراتيجيا 

1- الاستعداد لتقويض الدور الايراني والروسي والصيني في العراق.

2- تقسيم العراق وتفعيل مشروع الاقاليم في الشمال والغرب العراقي.  

3- ابعاد الخطر- جغرافيا -  عن اسرائيل ومنع ايران والمقاومة من مجاورته وضرب الاسلحة وتشتيت القوة .

4- تفكيك العلاقة بين العراق وايران وبين النظام السوري وايران ومنه قيام محور اقليمي معارض لها .

5- تقوية الاستثمارات النفطية والغازية في الجهة الغربية والشرقية من سورية والعراق وصولا الى البحر المتوسط

6- تحويل خط  التصدير العراقي الاقتصادي عبر البحر المتوسط ( الاردن )

7- اعادة انتاج العقل العراقي السياسي بما ينسجم مع التوجهات الغربية والخليجية .

 

ختاما نكرر نحن مع العلاقات وحديثنا هنا مع النفير ومراكز الفكر والتخطيط التي تدرس وتحدد مسيرة العراق وتختار له الطريق المناسب في ظل التجاذب الدولي والاقليمي الذي تعكسه تلك الزيارات مع قطع النظر عن أي دولة كانت نعم نتحدث في المعايير.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك