التقارير

مخطط امريكا وذيولها حرق جسد بيروت بعد حرق  جسد الشهيد قاسم سليمانيّ. 


 

 

 ◾ محمّد صادق الهاشميّ||   قامت أمريكا وإسرائيل والسعودية والإمارات منذ عقود بعملياتٍ متعددةٍ؛ لتفكيك المقاومة، وإلحاق الضّرر البالغ بالخطّ الثّوريّ، إلّا أنّها فشلت في كُلّ مرّةٍ، وفشلها كان واضحاً في سورية ولبنان والعراق، ومَنْ يراجع بنظرةٍ سريعةٍ أساليبَ ومراحل العدوان الأمريكيّ على محور المقاومة والممانعة يجد أنّ الخطّ العدوانيّ لم يتوقّف لحظةً ضدّ الخطّ الممتد من قلب طهران إلى لبنان مروراً بسورية والعراق؛ لاستهداف الشيعة ليس إلّا, ومنع اتصال وتواصل خطّ المقاومة، وتقطيع أوصاله قبل أنْ تصل نيرانه إلى قلب إسرائيل، فقد شنّت أمريكا الحرب العسكرية  على العراق من عام ( 1995 إلى ٢٠٠٣)، وما رافقها من تجويعٍ وقتلٍ وتدميرٍ, ثمّ حرب الغارات الجوية الإسرائيلية على لبنان ٢٠٠٦ ، بعدها حرب أهلية أمريكية في العراق بتدخّل أمريكيّ من خلال تحريك حزب البعث والقاعدة من ( ٢٠٠٥ إلى ٢٠٠٩... )، تلتها حرب عصابات (داعش ) في سورية والعراق  من عام  (٢٠١٤....إلى ٢٠١٦)، ثمّ لجأ بنو صهيون إلى حرب الجوكر عام ٢٠١٩.. لبنان العراق وحتّى ايران . وبعد أنْ أدركت أمريكا أنّه لا يمكنها تفكيك الخطّ الثّوريّ بالسّلاح، ووجدت الصّلابة في الموقف، وتطوّر أدوات المواجهة، وأيقنت أنّها غيرُ قادرةٍ على حرب المواجهة قامت بحربِ (الدولار والنفط والاقتصاد والضّربات السّيبرانية ) عام  ٢٠٢٠, في  لبنان والعراق وإيران  مع ضربات إلى  الحشد الشّعبي والأجهزة الأمنية، وقتل القادة 2019- 2020ومازجت دم الشّهيدين المهندس وسليماني في أرض المطار في عاصمة المجد بغداد أمّ الكفاح والتّاريخ والنّضال , واليوم بتاريخ 5-8-2020 تستهدف أمريكا وإسرائيل بيروت.  والأهداف التي يمكن أنْ نستنتجها من تلك الضّربة - التي هزّت بيروت وكادت تكون مجزرةً صهيونية لامثيل لها إلّا في زمن (هتلر) في الحرب العالمية الثانية  ما يلي : 1. تقليص إمكانية المقاومة من ردع إسرائيل من خلال ضربة يحتاج لبنان الكثير لترتيب الأوراق الداخلية خصوصاً، وقد رافق الضّربة الإعلام السّعوديّ والأمريكيّ والخليجيّ لتحميل المقاومة المسؤولية، وبالتالي إيجاد بيئة رافضة للحرب والردّ على إسرائيل . 2. تخيلت إسرائيل أنّ ضربة أمريكا لهيروشيما وناكازاكي حملت اليابان على الاستسلام، وسوف يضطر الخطّ المقاومة إلى التوقّف أو مراجعة حساباته من الحرب المفتوحة؛ لأنّ الضّربة تعني رسالة من أمريكا إلى المقاومة أنّها لن ولم تكن على الحدود، بل هي حرب شاملةٌ حتّى على المدن والأهالي وهذه ستراتيجية جديدة . 3. لبنان تعاني الحصار والتجويع منذ سنةٍ، ثمّ تلتها مرحلة مؤلمة على الاقتصاد اللّبنانيّ بسبب (قانون قيصر)، ممّا جعل لبنان تحت أشدّ العقوبات والضّغوط ، حيث دمّر الحصار اقتصاد لبنان، ويأتي  هذا الانفجار الضّخم الذي استهدف  مرفأ بيروت باعتباره أهمّ مكانٍ لاستيراد البضائع إلى لبنان ، ليتمّ  استكمال دائرة الضّغط، وبروحٍ ناقمةٍ تمّ تضييق الخناق على لبنان بضرب مخازن الحبوب بعد ضرب الاقتصاد، ومنع الاستيراد، وبعد مؤامرة الدّولار والنّفط، ومنع وصول الوقود إلى لبنان . 4. من الآن انطلق الإعلام المغرض وقبل ان تستكمل اللجان التحقيق؛ ليروّج أنّ الضربة استهدفت شحنات الأسلحة الإيرانية إلى سورية ولبنان؛ لتأجيج الرّأي العام في لبنان ضدّ حزب الله؛ لدفع الجمهور اللّبنانيّ بالضّغط على المقاومة وتحميلها المسؤولية، وخلق بؤر للتوتر والصّراع الشّعبيّ والسّياسيّ، علماً أنّ مَنْ يدير ميناء بيروت جهات محسوبة على السعودية ؛ لذلك فكلّ شيء يُنسب إلى حزب الله مردود، ويعود تاريخ هذه الشّحنة (( 2570 طناً من الأمونيا)) ، التي يُزعم أنّها كانت سببَ الانفجار، إلى بضع سنوات مضت وقصّة السّفينة والشّحنة مثبتة في سجلات القضاء اللّبنانيّ ولو كانت لحزب الله لما تأخرت كل هذه المدة . رابعا / الضربة لسواحل بيروت كحلقة مكملة للضربات الأمريكيّة السابقة في العراق وايران وسورية واغتيال الشهيدين والتعرض للطائرة الايرانية يراد منها ضرب خط الحرير الذي تعمل الصين وايران على اكماله من قلب الصين إلى اسيا ثم ايران مرورا بسورية والعراق وصولا إلى البحر المتوسط . 5. من يقرأ ويراقب ويحلل تسلسل الأحداث فمنذ عام 2003 ثمّ اغتيال الشّهيد سليمانيّ، وأحداث سورية من قبلها، ثم احداث العراق يجد أنّ إسرائيل تمارس استراتيجية حرب جديدةٍ مختلفةٍ في بعدِها وتأثيرها من خلال استهداف الشّخصيات والمطارات واللّجوء إلى حرب المدن والاقتصاد والتجويع، وتلك الاستراتيجية التي استعارتها إسرائيل من منهج  (هتلر) في تدمير العواصم الأوربية ابان الحرب العالمية الثانية ، ومنها لندن لجعل المدنيين هدفاً للنيران والمؤامرات والتجويع والتدمير؛ لعلّ ردّة الفعل بتقدير إسرائيل تكون مؤثّرة سلبا على المقاومة . 6. أمريكا تدرك الضّعف في الموقف السّياسيّ لبلدان خطّ المقاومة، وحتّى الاقتصاديّ في العراق وسورية ولبنان، بما فيه الحصار الذي تفرضه أمريكا على إيران، وتدرك  امريكا أيضا من الخلافات الطّائفية والسّياسية والجدل حول موضوع المقاومة؛ لذا قررت اللّعب على هذه الخلافات، وإثارتها كونها وجدت الأرضية – بتقديرها – مناسبةً.  من هنا لابدّ للمقاومة من أنْ تعيد حساباتها، وتدرك حجم الخطر، وتنوّع السّلاح والمؤامرات الأمريكيّة – الإسرائيلية-السعودية بهدف الردّ السّاحق بعد أنْ تتجاوز المقاومة محنة ردّة الفعل الدّاخليّ، وحينما نقول ردّة الفعل الداخليّ نقصد أنّ الدّاخل في عواصم المقاومة فيه تحتدم الخلافات، والمواقف حينما يصل الضّرر إلى المواطن والأمن المدنيّ، فتنشغل السّاحة داخلياً بخلافاتٍ عميقةٍ تجعل المقاومة بوضع خاصّ تحتاج فيه إلى وقت تعيد التلاحم وتوحّد الرؤية التي فككتها إسرائيل بضربها المدن والاقتصاد والمجتمع والقوى السّياسية . بعبارة أدقّ أنّ المقاومة تحتاج إلى تفعيل دورها المقاوم اقتصاديا وأمنياً من خلال اختيار الردّ الحاسم والمؤثّر لإفشال المنهج الإسرائيليّ الذي يعتمد على نقل الحرب إلى المدن وشموله للمواطنين. المقاومةُ باقيةٌ – إنْ شاء الله تعالى -  ولابدّ أنْ تبقى، ولكن تحتاج إلى آليات جديدةٍ بعد تحليل خطّة العدوّ، سيما أنّ الأمن الإسرائيليّ هشّ وخائف ومستعدّ للهزيمة أكثر من أيّ وقت مضى .  قال تعالى : {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * ) إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِين} [آل عمران : 139 ، 140].  وقال: {فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} [محمد : 35].   الأربعاء : 5 / 8 / 2020 م
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
رائد الركابي
2020-08-05
الله يكون في عون الشعب اللبناني الشقيق وحفظ الله سماحة السيد حسن نصر الله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك