التقارير

صدى الطفّ بين صحراء كربلاء ووسائل الاعلام العالمية


 

جواد كاظم الخالصي||

 

لم يكن النقل الاعلامي ولا وسائله المتعددة بحداثتها كما هو معهود اليوم متواجدا على ارض كربلاء الساحة الشاهدة تاريخيا على ثورة وقعت فوق رمالها وفِي صحرائها القفراء مزجت بين طيات حبات الرمل فيها حكايات موجعة بالالم الذي خلفته بعد ان هدأت سيوف المعارك التي رُفعت عاليا بوجه هذه الثورة المعطاءة الخالدة والانسانية بكل ابعادها وقيمها وما حوته من ثقافات هي مدرسة للحياة يتعلم منها كل الاجيال وكل حاكم عادل او مستبد ليُصلح شأنه ويتعلم منها الرعية كيف يأخذوا حقوقهم بالصبر والتجلّد والثبات ..

انها ثورة الامام الحسين ع الخالدة في تقويم دين جده النبي محمد ص الذي اخذ بالانحراف نتيجة أفعال وتصرفات من نزى على كرسي خلافة المسلمين غصبا من قبل يزيد وابيه معاوية ومن هنا كان موقف الكلمة صارم كلمة الحق ونصرة الدين الاسلامي وعدم وصوله الى الانحدار الكامل وبالتالي اندثار معالم هذا الدين الحنيف الذي جاء به جده رسول الله محمد ص .

إستلّ القوم سيوفهم الناقمة على حفيد رسول الله واهل بيته واصحابه القلة لتبرق بشعاع الحقد الاموي على آل بيت الرسول وتوغل قتلا بهم باراقة دمائهم وقد كانت تلك الملحمة الحسينية الثورة المتوهجة والصرخة الكبرى بوجه الظالمين يقودها الامان الحسين ع بكل قدرة ودراية وحنكة سياسية تعبّر عن فهم حقيقي لارادة الامة ومشروعها في بناء حكومة عادلة وانسانية تهتم بالجميع دون التسلط على رقاب الناس ،

في هذه الصحراء القافرة لم يكن هناك اعلام او اي وسيلة اعلامية توصل تلك الرسالة الخالدة والنقية الى البشر ليسمعها العالم بكل اتجاهاتهم ومعتقداتهم حتى يتعاطف مع كل ما وقع من انتهاك للانسانية في هذه المعارك التي خاضتها جيوش الكفر والجبروت والفسق والفجور التي جهزها يزيد واعوانه من شذاذ الافاق، لم يكن غير صوت الامام الحسين ع في الافاق يضج مسامع المتخاذلين عن نصرته بل جاؤوا لقتاله وسبي عياله تأمرهم دولة اموية مترامية الاطراف وكبيرة لها السيطرة بقوة السيف والجبروت والباطل على كل الولايات في الجزيرة العربية، والى جانب صوت الامام كان الصوت الاعلامي الصادح والذي أوصل الينا والى العالم تلك المأساة وما حصل فيها هو صوت السيدة زينب ع اخت الامام الحسين ع ومعها صوت ابن اخيها الامام علي ابن الحسين زين العابدين رغم علته ومرضه الذي اقعده حيث بقي صوته صادحا بتثقيف الامة التي سيطر على عقولها منهج بني أمية وتضليلهم حتى ينطلق بعد ذلك الصوت الهادر لتلك الثورة العملاقة والعميقة في الاهداف.

ومن هناك بين غبار الصحراء وذرات رماله ارتفع صوت الثورة في كل المدن والقصبات التي مر بها موكب السبايا وكأننا أمام وسائل اعلامية متطورة تنتقل مع الحدث تصل الى كل بيت وعموم الناس وهو ما ارداته السيدة زينب ع النجاح في ترسيخ رجع الصدى لتلك الثورة وهذا ما تعتمد عليه علوم السياسة رجع الصدى الجماهيري فمتى ما تحقق ذلك فنحن امام نجاح كبير في الجانب الاعلامي لأي حدث يخص عموم المجتمعات وهنا أجزم ان الانتقالة الكبيرة في ترسيخ الوعي العام عند الناس قد نجح فيما لو نظرنا الى ما نحن عليه اليوم من هذا الامتداد العالمي الغير المسبوق لتلك الثورة والتي اصبح تأثيرها كبيرا على مدى قرون من الزمن وهي تتوهج ولن تنطفئ معالمها بل في ازدياد كبير حتى باتت اليوم تهدد عروش الجبابرة ويتخوفون من شعارات ثورة الامام الحسين ع وكأننا نعود الى العسكرة في مواجهة الحسين من جديد من قبل بعض الحكام الطغاة وعندما ارى هذا التعاطف الكبير مع واقعة كربلاء او معركة الطف من قبل الاديان والقوميات الاخرى غير الاسلامية فذلك يعني ان الهدف من ثورة الامام الحسين ع قد تحقق من ثبات روحية الاسلام المحمدي الاصيل وقيَمهِ وكذلك التثبت من انسانية الاسلام مع كل الاديان السماوية الاخرى ، بفعل المنهج الاعلامي الذي قامت به زينب ع وعلى المخالفين النواصب الذين يحملون في دواخلهم حقدا وكرها على الامام الحسين واهل البيت أن يتوقفوا قليلا ليتأملوا هذا الانتشار الواسع لنتائج ثورة الامام الحسين ع الذي تبثه وسائل الاعلام بشكل مباشر وآني في كل بقعة من بقاع الارض حيث يدلل ذلك على عالمية ثورة الإباء والتحدي والموقف والاصلاح ولو لم تكن لهذه الثورة مصداقية لما تعمقت في نفوس المجتمعات على مستوى العالم وما كنّا سنشاهد نجاح مساعي الاعلام الذي قادته العقيلة زينب ع بكل جدارة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك